أحد تقديس البيعة
سفر أشعيا 54 : 1 . 3 . 5 – 8 .10
تَرَنَّمِي أَيَّتُهَا الْعَاقِرُ الَّتِي لَمْ تُنجب، أَشِيدِي بِالتَّرَنُّمِ وَالْهُتَافٍ يَا مَنْ لَمْ تُقَاسِي مِنَ الْمُخَاضِ، لأَنَّ أَبْنَاءَ الْمُسْتَوْحِشَةِ أَكْثَرُ مِنْ أَبْناءِ ذَاتِ الْزَّوْجِ، يَقُولُ الرَّبُّ.
لأَنَّكِ سَتَمْتَدِّينَ يَمِينًا وَشَمَالًا، وَيَرِثُ نَسْلُكِ أُمَمًا وَيُعْمِّرُونَ الْمُدُنَ الْخَرِبَةَ،
لأَنَّ صَانِعَكِ هُوَ بَعْلُكِ، وَالْرَبُّ الْقَدِيرُ اسْمُهُ، وَفَادِيكِ هُوَ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي يُدْعَى إِلهَ كُلِّ الأَرْضِ.
قَدْ دَعَاكِ الرَّبُّ كَزَوْجَةٍ مَهْجُورَةٍ مَكْرُوبَةِ الرُّوحِ، كَزَوْجَةِ عَهْدِ الصِّبَا الْمَنْبُوذَةِ، يَقُولُ الْرَبُّ.
لَقَدْ هَجَرْتُكَ لَحْظَةً وَلَكِنِّي بِمَرَاحِمَ عَظِيمَةٍ أَجْمَعُكِ.
فِي لَحْظَةِ غَضَبٍ جَاْمِحٍ حَجَبْتُ وَجْهِي عَنْكِ، وَلكنّي بِحُبٍ أَبَدِيٍّ أَرْحَمُكِ، يَقُولُ الرَّبُّ فَادِيكِ.
إِنَّ الْجِبَالَ تَزُولُ وَالتِّلَالَ تَتَزَحْزَحُ، أَمَّا رَحْمَتِي الْثَابِتَةُ فَلاَ تُفَارِقُكِ، وَعَهْدُ سَلاَمِي لاَ يَتَزَعْزَعُ، يَقُولُ الرَّبُّ رَاحِمُكِ.
الرسالة إلى العبرانيّين 9 : 1 – 12
يا إِخوَتي، كانَت لِلعَهْدُ الأَوَّل أَيضًا شعَائِرُ عِبَادَة، وبَيْتُ قُدْسٍ أَرْضِيّ.
فَبُنِيَ المَسْكِنُ الأَوَّل، وهُوَ الَّذي يُدْعَى «القُدْس»، وكانَ فيهِ الْمَنَارَة، والْمَائِدَة، وخُبْزُ التَّقْدِمَة،
ووَرَاءَ الحِجَابِ الثَّانِي بُنِيَ المَسْكِنُ الَّذي يُدْعَى «قُدْسَ الأَقْدَاس»،
ويَحْتَوِي مِجْمَرَةً ذَهَبِيَّةً لِلبَخُور، وتَابُوتَ العَهْد، مُغَشًّى كُلُّهُ بِالذَّهَب، وفيهِ جَرَّةٌ مِن ذَهَبٍ تَحْتَوِي المَنّ، وعَصَا هَارُونَ الَّتي أَفْرَخَتْ، ولَوحَا العَهْد،
وفَوقَ التَّابُوتِ كَرُوبَا المَجْدِ يُظَلِّلانِ الغِشَاء: أَشْيَاءُ لا مَجَالَ الآنَ لِلكَلامِ عَنْهَا بالتَّفْصِيل.
وإِذْ بُنِيَتْ تِلْكَ الأَشْياءُ على هذَا التَّرتِيب، كانَ الكَهَنَةُ يَدْخُلُونَ إِلى الْمَسْكِنِ الأَوَّلِ في كُلِّ وَقْت، لِيُتِمُّوا العِبَادَة،
أَمَّا الْمَسْكِنُ الثَّانِي فكانَ عَظِيمُ الأَحْبَارِ يَدخُلُ إِلَيهِ وَحْدَهُ مَرَّةً واحِدَةً في السَّنَة، ولا يَدْخُلُ إِلَيهِ إِلاَّ ومَعَهُ دَمٌ يُقَرِّبُهُ عَنْ نَفْسِهِ وعَنْ جَهَالاتِ الشَّعْب.
وبِهذَا يُوضِحُ الرُّوحُ القُدُسُ أَنَّ الطَّرِيقَ إِلى قُدْسِ الأَقْدَاسِ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَدْ كُشِف، مَا دَامَ الْمَسْكِنُ الأَوَّلُ قَائِمًا.
وهذَا رَمزٌ إِلى الوَقتِ الحَاضِر، وفيهِ تُقَرَّبُ تَقَادِمُ وذَبائِح، لا يُمْكِنُهَا أَنْ تَجْعَلَ مَنْ يُقَرِّبُهَا كامِلاً مِن جِهَةِ الضَّمِير.
إِنَّهَا شَعَائِرُ جَسَدِيَّةٌ تَقْتَصِرُ على أَطْعِمَةٍ وأَشْرِبَة، وأَنْواعٍ شَتَّى مِنَ الٱغْتِسَال، مَفْرُوضَةٍ إِلى أَنْ يَأْتِيَ وَقْتُ الإِصْلاح.
أَمَّا المَسِيحُ فَقَدْ ظَهَرَ عَظِيمَ أَحْبَارِ الخَيْرَاتِ الآتِيَة، وٱجْتَازَ المَسْكِنَ الأَعْظَمَ والأَكْمَل، غَيرَ المَصْنُوعِ بِالأَيْدِي، أَيْ لَيْسَ مِن هذِهِ الخَليقَة،
فَدَخَلَ إِلى قُدْسِ الأَقْدَاسِ مَرَّةً واحِدَة، لا بِدَمِ التُّيُوسِ والعُجُول، بَلْ بِدَمِهِ هُوَ، فَحَقَّقَ لنَا فِدَاءً أَبَدِيًّا.
إنجيل القدّيس متّى 16 : 13 – 20
جَاءَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيْلِبُّسَ فَسَأَلَ تَلامِيْذَهُ قَائِلاً: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ٱبْنُ الإِنْسَان؟».
فقَالُوا: «بَعْضُهُم يَقُولُون: يُوحَنَّا المَعْمَدَان؛ وآخَرُون: إِيْليَّا؛ وغَيْرُهُم: إِرْمِيَا أَو أَحَدُ الأَنْبِيَاء».
قَالَ لَهُم: «وأَنْتُم مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟».
فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وقَال: أَنْتَ هُوَ المَسِيحُ ٱبْنُ اللهِ الحَيّ!».
فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بنَ يُونَا! لأَنَّهُ لا لَحْمَ ولا دَمَ أَظْهَرَ لَكَ ذلِكَ، بَلْ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات.
وأَنَا أَيْضًا أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ هُوَ بُطْرُسُ، أَيِ الصَّخْرَة، وعلى هذِهِ الصَّخْرَةِ سَأَبْنِي بِيْعَتِي، وأَبْوَابُ الجَحِيْمِ لَنْ تَقْوى عَلَيْها.
سَأُعْطِيكَ مَفَاتيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَات، فَكُلُّ مَا تَربُطُهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاوَات، ومَا تَحُلُّهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاوَات».
حينَئِذٍ أَوْصَى تَلامِيْذَهُ أَلاَّ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ هُوَ المَسِيح.
النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة – إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)
بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013
الإرشاد الرسولي: سرّ المحبّة (Sacramentum caritatis)، العدد 77
«ومَن أَنا في قَولِكُم أَنتم؟»
يجب الاعتراف بأنّ أحد أخطر تأثيرات العلمانيّة (في المجتمع) يتمثّل بواقعة حصر الإيمان المسيحي ضمن هوامش الوجود، كأنّ هذا الإيمان غير مجدٍ في كلّ ما يتعلّق بالحياة اليوميّة للبشر. إنّ فشل نمط الحياة الّذي يعتبر “أنّ الله غير موجود” أصبح الآن واضحًا أمام عيون الجميع. لذلك، أصبح ضروريًّا اليوم إعادة اكتشاف أنّ الرّب يسوع المسيح ليس مجرّد قناعة شخصيّة أو عقيدة نظريّة، بل هو شخص واقعي، أدّى دخوله في التاريخ إلى تجديد حياة الجميع. لذا، فإنّ الإفخارستيا، كمنبع وكقمّة لحياة الكنيسة ولمهمّتها، يجب أن تُترجم من خلال الرُّوحانيّة، ومن خلال الحياة “وفقًا للرُّوح” (راجع رو 8: 4؛ غل 5: 16+25). بالفعل، إنّه لأمر معبّر أن يقوم القدّيس بولس، في المقطع من الرسالة إلى أهل رومة حيث يدعو إلى عيش العبادة الرُّوحيّة الحقيقيّة، بالتذكير في الوقت عينه بضرورة تغيير نمط العيش والتفكير: “لا تَتشَبَّهُوا بِهذِه الدُّنيا، بل تَحَوَّلوا بِتَجَدُّدِ عُقولِكم لِتَتَبيَّنوا ما هي مَشيئَةُ الله، أَي ما هو صالِحٌ وما هو مَرْضِيٌّ وما هو كامِل” (رو 12: 2). بهذه الطريقة، أشار رسول الأمم إلى الرّابط بين العبادة الروحيّة الحقيقيّة (رو 12: 1)، وضرورة إيجاد طريقة جديدة لفهم الوجود ولإدارة الحياة. إنّ تجديد طريقة التفكير هو جزء لا يتجزّأ من الشكل الإفخارستي للحياة المسيحيّة، “فإِذا تَمَّ ذلِكَ لم نَبْقَ أَطْفالاً تَتقاذَفُهم أَمْواجُ المَذاهِب” (أف 4: 14).
يسوع الطبيب الشافي القدير
صلاة إلى يسوع الشافييا يسوع المسيح، الطبيب الإلهي والشافي القدير،نتقدم إليك اليوم بإيمان و…