الأب قصار يذكّر بزيارة البابا إلى قره قوش ويقول إن نتائج الحرب وخيمة لكن الفصح يعلمنا الرجاء
موقع الفاتيكان نيوز
أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الكاهن اليسوعي جوزيف قصار، الذي يرأس هيئة Jesuit Refugee Service في العراق، هذا البلد الذي يحمل آثار الحرب، والذي زاره البابا فرنسيس لسنة خلت وأطلق منه نداء سلام إلى العالم كله.
دعا قصار إلى الاهتمام بالصدمات العميقة التي يعاني منها أشخاص قُتل أبناؤهم وأقرباؤهم، فضلا عن الاعتناء بالمباني المهدمة، وأكد أن الحرب لا تحل شيئاً، إذ تولّد فقط خسائر فادحة.
الحرب لا تحل شيئا. هذه هي الرسالة التي تأتي اليوم من بلد اختبر الحرب وما يزال يحمل آثارها المدمرة، المرئية منها وغير المرئية. ومما لا شك فيه أن الآثار غير المرئية تكون أحياناً أخطر من تلك المرئية خصوصا عندما تتغلل في نفوس الرجال والنساء والأطفال الذين عاشوا تلك المآسي الرهيبة. ومع ذلك يظل الأمل في مستقبل أفضل، لاسيما خلال فترة الاحتفال بعيد الفصح، عندما يُدعى المؤمنون إلى توجيه أنظارهم نحو المسيح القائم من الموت.
استهل الكاهن اليسوعي حديثه لموقعنا الإلكتروني معربا عن مفاجأته إزاء الأعداد الكبيرة من المؤمنين الذين شاركوا في الاحتفالات الدينية في قره قوش، هذه المدينة التي زارها البابا فرنسيس في السابع من آذار مارس من العام الماضي، وحيث أطلق نداءً إلى العالم كله، قائلا إن الكلمة الأخيرة هي لله ولابنه الذي تغلب على الخطية والموت. وهذا النداء يكتسب أهمية كبرى اليوم، في هذا العالم المتعطش إلى السلام. قال الأب قصار إن شوارع قره قوش غصت بأعداد كبيرة من المؤمنين الذين شاؤوا الالتقاء مع بعضهم والمشاركة في الاحتفالات الدينية، بعد رفع القيود التي فُرضت بسبب جائحة كوفيد ١٩، وبعد السنوات التي حالت دون تنظيمها لدوافع أمنية.
ولفت قصار إلى أن عيد الفصح يذكر المؤمنين أنه على الرغم من كل الصعوبات التي يواجهونها ما يزال الأمل موجودا. وأشار إلى الزيارة التاريخية التي قام بها البابا إلى المدينة العراقية، عندما أكد أن الكلمة الأخيرة هي للحياة لا للموت. وأضاف أن الفصح هو مصدر رجاء وحياة جديدة بفضل قيامة الرب من بين الأموات، وهذا العيد يحملنا على تشجيع كل شخص أوشك على فقدان الرجاء، ويعطي دفعاً لمسيرتنا على الرغم من كل المشاكل.
لم تخل كلمات الكاهن اليسوعي من الحديث عن الأوضاع التي يعيشها النازحون في شمال العراق، لاسيما السوريين منهم. وقال إنها مأساة تستمر منذ العام ٢٠١١، مشيرا إلى أن هيئة Jesuit Refugee Service تبذل كل الجهود الممكنة من أجل مد يد العون لهؤلاء النازحين، وبنوع خاص الأيزيديين الهاربين من الأعمال الوحشية التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة سنجار. وروى أن تلك المنطقة كانت شاهدة على مجازر ذهب ضحيتها الرجال، الشبان والمسنون على حد سواء، فيما تعرضت النسوة والفتيات للسبي وتم تجنيد الأطفال.
الأب قصار يعمل وسط المخيمات التي تأوي هؤلاء الأشخاص منذ ثماني سنوات، ويقول: ثمة تساؤلات كثيرة تُطرح حول إمكانية عودة هؤلاء النازحين إلى ديارهم، وإلى مدينة الموصل على سبيل المثال. ويوضح أن عدد النازحين العراقيين يُقدر بمائتين وخمسين ألف شخص، يُضاف إليهم مائتان وخمسون ألف لاجئ سوري، كما يصل العدد الإجمالي للمهجرين على كامل التراب العراقي إلى مليون ومائتي ألف شخص.
بعدها أكد الأب جوزيف قصار أن الجميع يطمحون إلى حلول دائمة، لكن لا أحد يعلم كيف يوفرها، ولفت إلى انعدام الاستقرار الذي يهدد التعايش السلمي في العراق. وتحدث عن وجود ألفين وسبعمائة شخص من الأيزيديين ما يزالون في عداد المفقودين، ولم يعرف شيء عن مصيرهم لغاية اليوم، وهو أمر يترك وقعاً نفسياً كبيراً على الجماعة الأيزيدية. ولهذا السبب أوضح أنه يقوم بزيارات إلى أسر المفقودين ليعرب عن قربه منها، هذا فضلا عن المساعدات المادية التي تُقدم إلى العائلات المحتاجة، وسط ارتفاع أسعار المواد الغذائية في العراق. وختم مؤكدا على ضرورة تكاتف الجهود بين الجميع من أجل وضع حد للحروب التي لا تقدم الحلول إطلاقا.
الأربعاء من أسبوع مولد يوحنّا
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 9 : 14 – 18 يا إِخوَتِي، مَاذَا نَقُول؟ أَيَكُونُ عِ…