الأحد الثاني بعد عيد الصليب
سفر يوئيل ٢ : ١ . ١٠ – ١٣ . ١٥ – ١٦
أنفُخُوا في الْبُوقِ فِي صِهْيَوْنَ، وٱهتِفُوا فِي جَبَلِ قُدْسِي ولِيَرْتَعِدْ جَمِيعُ سُكَّانِ الأَرْضِ فإنَّ يَوْمَ الرَّبِّ آتٍ وهو قَرِيبٌ.
مِن وجهِه ٱرْتَعَدَتِ الأَرْضُ وَرَجَفَت السَّمَاوات وأظلَمَت الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وسَحَبَت الكَواكِبُ ضِياءَها
وَجَهَرَ الرَّبُّ بِصَوْتٍه أَمَامَ جَيْشِهِ لإِنَّ عَسْكَرَهُ كَثِيرٌ جِدّاً مُقتدرٌ ينَفِّذُ كلمَتَهُ لأنّهُ عظيمٌ يَوْمَ الرَّبِّ وَهائلٌ جِدّاً. فَمَنْ الَّذي يُطِيقُهُ؟
فالآنَ، يَقُولُ الرَّبُّ: «ارْجِعُوا إِلَيَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ وَبِالصَّوْمِ وَالْبُكَاءِ وَالإنتِحاب».
مَزِّقُوا قُلُوبَكُمْ لاَ ثِيَابَكُمْ وَارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ فإنَّهُ حَنونٌ رَحِيم طَويلُ الأناة كَثِيرُ الرَّحمَةِ وَنادِمً عَلَى الشَّرِّ.
أنْفخُوا في الْبُوقِ فِي صِهْيَوْنَ وأوصوا بصَوْمٍ مقدّس ونَادُوا بِٱحتِفال.
إِجمَعوا الشَّعبَ وقَدِّسوا الجَماعَة وآجمَعوا الشُّيوخ وآجمَعوا الأطفالَ وراضِعي الأَثْداء ولْيَخرُجِ العَريسُ مِن مُخدَعِه والعَروسُ مِن خِدرِها.
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس ١٥ : ١٩ – ٣٤
يا إِخوَتِي، إِنْ كُنَّا نَرْجُو المَسِيحَ في هذِهِ الحَيَاةِ وحَسْبُ، فَنَحْنُ أَشْقَى النَّاسِ أَجْمَعِين!
وَالحَالُ أَنَّ المَسِيحَ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، وهُوَ بَاكُورَةُ الرَّاقِدِين.
فَبِمَا أَنَّ المَوْتَ كَانَ بِوَاسِطَةِ إِنْسَان، فَبِوَاسِطَةِ إِنْسَانٍ أَيْضًا تَكُونُ قِيَامَةُ الأَمْوَات.
فَكَمَا أَنَّهُ في آدَمَ يَمُوتُ الجمِيع، كَذَلِكَ في المَسِيحِ سيَحْيَا الجَمِيع،
كُلُّ وَاحِدٍ في رُتْبَتِه: المَسِيحُ أَوَّلاً، لأَنَّهُ البَاكُورَة، ثُمَّ الَّذِينَ هُمْ لِلمَسِيح، عِنْدَ مَجِيئِهِ.
وَبَعْدَ ذلِكَ تَكُونُ النِّهَايَة، حِيْنَ يُسَلِّمُ المَسِيحُ المُلْكَ إِلى اللهِ الآب، بَعْدَ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَبْطَلَ كُلَّ رِئَاسَةٍ وكُلَّ سُلْطَانٍ وَقُوَّة،
لأَنَّهُ لا بُدَّ لِلمَسِيحِ أَنْ يَمْلِك، إِلى أَنْ يَجْعَلَ اللهُ جَمِيعَ أَعْدَائِهِ تَحْتَ قَدَمَيه.
وآخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ هُوَ المَوْت.
لَقَدْ أَخْضَعَ اللهُ كُلَّ شَيءٍ تَحْتَ قَدَمَيْه. وَحِينَ يَقُولُ الكِتَاب: «أُخْضِعَ لَهُ كُلُّ شَيء»، فَمِنَ الوَاضِحِ أَنَّهُ يَسْتَثْنِي اللهَ الَّذي أَخْضَعَ لَهُ كُلَّ شَيء.
ومَتَى أُخْضِعَ لِلٱبْنِ كُلُّ شَيء، فَحِينَئِذٍ يَخْضَعُ الٱبْنُ نَفْسُهُ لِلَّذي أَخْضَعَ لَهُ كُلَّ شَيْء، حَتَّى يَكُونَ اللهُ الكُلَّ في الكُلّ.
وإِلاَّ فَمَاذَا يَفْعَلُ الَّذِينَ يَتَعَمَّدُونَ مِنْ أَجْلِ الأَمْوَات؟ إِنْ كَانَ الأَمْوَاتُ لا يَقُومُونَ أَبَدًا، فَلِمَاذَا يَتَعَمَّدُونَ مِنْ أَجْلِهِم؟
ونَحْنُ، فَلِمَاذَا نُعَرِّضُ أَنْفُسَنَا كُلَّ سَاعَةٍ لِلخَطَر؟
أُقْسِمُ، أَيُّهَا الإِخْوَة، بِمَا لي مِنْ فَخْرٍ بِكُم في المَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا، أَنِّي أُوَاجِهُ المَوْتَ كُلَّ يَوْم.
إِنْ كُنْتُ صَارَعْتُ الوُحُوشَ في أَفَسُس، لِغَايَةٍ بَشَرِيَّة، فأَيُّ نَفْعٍ لي؟ وإِنْ كَانَ الأَمْوَاتُ لا يَقُومُون، فَلْنَأْكُلْ وَنَشْرَب، لأَنَّنَا غَدًا سَنَمُوت!
لا تَضِلُّوا! إِنَّ المُعَاشَرَاتِ السَّيِّئَةَ تُفْسِدُ الأَخْلاقَ السَّلِيمَة!
أَيْقِظُوا قُلُوبَكُم بِالتَّقْوَى، ولا تَخْطَأُوا، فَإِنَّ بَعْضًا مِنْكُم يَجْهَلُونَ الله! أَقُولُ هذَا لإِخْجَالِكُم!
إنجيل القدّيس متّى ٢٤ : ١ – ١٤
خَرَجَ يَسُوعُ مِنَ الهَيْكَلِ ومَضَى. فَدَنَا مِنهُ تَلامِيذُهُ يُلْفِتُونَ نَظَرَهُ إِلى أَبْنِيَةِ الهَيْكَل.
فَأَجَابَ وقَالَ لَهُم: «أَلا تَنْظُرونَ هذَا كُلَّهُ؟ أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَنْ يُتْرَكَ هُنَا حَجَرٌ عَلى حَجَرٍ إِلاَّ ويُنْقَض».
وفيمَا هُوَ جَالِسٌ عَلى جَبَلِ الزَّيتُون، دَنَا مِنْهُ التَّلامِيذُ على ٱنْفِرَادٍ قَائِلين: « قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هذَا، ومَا هِيَ عَلامَةُ مَجِيئِكَ ونِهَايَةِ العَالَم؟».
فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «إِحْذَرُوا أَنْ يُضِلَّكُم أَحَد!
فكَثِيرُونَ سَيَأْتُونَ بِٱسْمِي قَائِلين: «أَنَا هُوَ المَسِيح! ويُضِلُّونَ الكَثِيرِين.
وسَوْفَ تَسْمَعُونَ بِحُرُوبٍ وبِأَخْبَارِ حُرُوب، أُنْظُرُوا، لا تَرْتَعِبُوا! فلا بُدَّ أَنْ يَحْدُثَ هذَا. ولكِنْ لَيْسَتِ النِّهَايَةُ بَعْد!
سَتَقُومُ أُمَّةٌ عَلى أُمَّة، ومَمْلَكَةٌ عَلى مَمْلَكَة، وتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وزَلازِلُ في أَمَاكِنَ شَتَّى،
وهذَا كُلُّه أَوَّلُ المَخَاض.
حِينَئِذٍ يُسْلِمُونَكُم إِلى الضِّيق، ويَقْتُلُونَكُم، ويُبْغِضُكُم جَمِيعُ الأُمَمِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي.
وحِينَئِذٍ يَرْتَدُّ الكَثِيْرُونَ عَنِ الإِيْمَان، ويُسْلِمُ بَعْضُهُم بَعْضًا، ويُبْغِضُ بَعْضُهُم بَعْضًا.
ويَقُومُ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ كَثِيرُونَ ويُضِلُّونَ الكَثِيرِين.
ولِكَثْرَةِ الإِثْمِ تَفْتُرُ مَحَبَّةُ الكَثِيْرين.
ومَنْ يَصْبِرْ إِلى النِّهَايَةِ يَخْلُصْ.
ويُكْرَزُ بِإِنْجيلِ المَلَكُوتِ هذا في المَسْكُونَةِ كُلِّهَا شَهَادَةً لِجَمِيعِ الأُمَم، وحينَئِذٍ تَأْتِي النِّهَايَة.
النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة – إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007).
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 – 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة
العظة 24 عن الرسالة إلى أهل روما
«وَإِذا سَمِعتُم بِٱلحُروبِ وَٱلفِتَن، فَلا تَفزَعوا»
كلّما اقترب الملك، كلّما استوجب الاستعداد. وكلّما اقترب الوقت الذي تُمنح فيه الجائزة للمحارب، كلّما أصبح من الواجب المحاربة بطريقة أفضل.
هكذا نفعل أثناء السباق: عندما يشرف السباق على نهايته ونقترب من الهدف، نحثّ الخيول على المزيد من الاندفاع. لذا، قال بولس: “… فإِنَّ الخَلاصَ أَقرَبُ إِلَينا الآنَ مِنه يَومَ آمَنَّا. قد تَناهى اللَّيلُ واقتَرَبَ اليَوم…” (رو 13: 11-12). بما أنّ الليل قد تلاشى والنهار أشرق، فلنقم بأعمال النهار؛ لنخلع أعمال الظلام.
هكذا نفعل في هذه الحياة: عندما نعرف أنّ الليل يتراجع أمام الفجر ونسمع غناء السنونو، نوقظ بعضنا بعضًا، رغم أنّ الليل لم ينتهِ بعد… نسارع للقيام بمهمّات النهار؛ نرتدي ملابسنا بعد أن نخلع عنّا النعاس، لكي ترانا الشمس مستعدّين. ما كنّا نفعله عندئذ، فلنفعله الآن: لننزع عنّا كلّ أحلامنا، لنترك أحلام الحياة الحاضرة، ونخرج من سباتنا العميق، ولنرتدِ ملابس الفضيلة.
هذا ما قاله لنا بوضوح الرسول: “… فْلنَخلَعْ أَعمالَ الظَّلام ولْنَلبَسْ سِلاحَ النُّور” (رو 13: 12).
لأنّ النهار يدعونا إلى المعركة والمحاربة. لا تخف عندما تسمع كلمات المحاربة والكفاح! إذا كان ارتداء درعٍ ماديّ ثقيل أمرًا شاقًّا، فمن المطلوب في المقابل ارتداء الدرع الروحيّ، إذ هو درع من نور.
هكذا، ستسطع بنور أكثر إشعاعًا من الشمس، وعندما تتألّق بنور ساطع ستكون في أمان، لأنّ أسلحتك هذه من نور.
إذًا؟ هل نحن مَعفيّون من المحاربة؟ كلاّ! يجب أن نحارب، لكن بدون أن ينهكنا التعب والعناء.
إذ نحن مدعوّون لا إلى حربٍ بل إلى عيد وابتهاج.
الراعي من الديمان: فلنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات، سائلين الله أن يملأ قلوبنا بالمحبّة والرحمة
عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي الأحد السابع عشر من زمن العنصرة الديمان – 8…