الأربعاء السابع من زمن القيامة
رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس4 : 25 – 32
يا إِخْوَتي، إِنْبِذُوا الكَذِب، وكَلِّمُوا كُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ بِالحَقّ، لأَنَّنَا أَعضَاءٌ بَعْضُنَا لِبَعْض.
إِغْضَبُوا ولا تَخْطَأُوا. لا تَغْرُبِ ٱلشَّمْسُ على غَضَبِكُم.
ولا تُفْسِحُوا لإِبْلِيسَ مَكانًا.
مَنْ كَانَ يَسْرِقُ فَلْيَكُفَّ عنِ السَّرِقَة، بَلْ بالأَحْرَى فَلْيَتْعَبْ عَامِلاً بيَدَيهِ مَا هُوَ صَالِح، حتَّى يَقْدِرَ أَنْ يُعطِيَ المُحْتَاج.
لا تَخرُجَنَّ مِنْ فَمِكُم أَيُّ كَلِمَةٍ خَبِيثَة، بَلْ عِنْدَ الحَاجَةِ كلُّ كَلِمَةٍ صَالِحَةٍ لِلبُنْيَان، لِتُعْطِيَ نِعْمَةً لِلسَّامِعِين.
ولا تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ القُدُّوس، الَّذي بِهِ خُتِمْتُم لِيَومِ الفِدَاء.
لِيُنزَعْ مِنْكُم كُلُّ مَرارَةٍ وسُخْطٍ وغَضَبٍ وصُرَاخٍ وتَجْدِيف، وكُلُّ سُوء.
كُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُم نَحْوَ بَعْض، رُحَمَاء، صَافِحِينَ بَعضُكُم عَنْ بَعْض، كَما صَفَحَ اللهُ عَنْكُم في المَسِيح.
إنجيل القدّيس يوحنّا 12 : 31 – 36
قالَ الربُّ يَسوعُ: «هِيَ الآنَ دَيْنُونَةُ هذَا العَالَم. أَلآنَ يُطْرَدُ سُلْطَانُ هذَا العَالَمِ خَارِجًا.
وأَنَا إِذَا رُفِعْتُ عَنِ الأَرض، جَذَبْتُ إِليَّ الجَمِيع».
قَالَ هذَا لِيَدُلَّ عَلى أَيِّ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُوتَهَا.
فَأَجَابَهُ الجَمْع: «نَحْنُ سَمِعْنَا مِنَ التَّوْرَاةِ أَنَّ المَسِيحَ يَبْقَى إِلى الأَبَد. فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: إِنَّ عَلى ٱبْنِ الإِنْسَانِ أَنْ يُرْفَع؟ مَنْ هُوَ ٱبْنُ الإِنْسَانِ هذَا؟».
قَالَ لَهُم يَسُوع: «أَلنُّورُ بَاقٍ بَيْنَكُم زَمَنًا قَليلاً. سِيرُوا مَا دَامَ لَكُمُ النُّور، لِئَلاَّ يَدْهَمَكُمُ الظَّلام. فَمَنْ يَسيرُ في الظَّلامِ لا يَدْرِي إِلى أَيْنَ يَذْهَب.
آمِنُوا بِٱلنُّور، مَا دَامَ لَكُمُ النُّور، لِتَصِيرُوا أَبْنَاءَ النُّور». قَالَ يَسُوعُ هذَا، ومَضَى مُتَوارِيًا عَنْهُم.
النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة – إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)
عظة منسوبة للقدّيس أفرام السريانيّ (نحو 306 – 373)، شمّاس في سوريا وملفان الكنيسة
عظة من القرن الرّابع
«وأَنا إِذا رُفِعتُ مِنَ الأَرض جَذَبتُ إِلَيَّ النَّاسَ أَجمَعين» (يو 12: 32)
منذ الآن، ستتبدّد الظلمات وتنجلي الحقيقة من خلال الصليب، كما قال لنا الرسول يوحنّا: “لأَنَّ العالَمَ القَديمَ قد زال… هاءَنَذا أَجعَلُ كُلَّ شَيءٍ جَديدًا” (راجع رؤ 21: 4-5). سيُجرّد الموت، وسيسلّم الجحيم أسراه، وسيتحرّر الإنسان، وسيحكم الربّ وسيعمّ الفرحُ الخليقةَ. الصليب سينتصر وسيأتي جميع الأمم والقبائل والألسنة والشعوب لعبادته (راجع رؤ 7: 9). مع الطوباوي بولس الذي صرخ: “أَمَّا أَنا فمَعاذَ اللهِ أَن أَفتَخِرَ إِلاَّ بِصَليبِ رَبِّنا يسوعَ المسيح!” (غل 6: 14)، نجد في بالصليب فرحنا. الصليب أعاد النور للعالم، وطرد الظلام وجمع الأمم من الغرب إلى الشرق، ومن الشمال إلى البحر في كنيسة واحدة وإيمان واحد ومعموديّة واحدة بالمحبّة. ارتفع الصليب في وسط العالم، مثبّتًا على الجلجلة.
تسلّح الرسل بالصليب وانطلقوا يبشّرون ويجمعون العالم في عبادته، متخطّين كلّ قوّة معادية. من خلال الصليب، اعترف الشهداء بإيمانهم بجرأة ولم يخافوا من ظلم المستبدّين. كما حمله جميع الرهبان بفرح عظيم وجعلوا من الوحدة مسكنهم.
حين يعود المسيح في مجيئه الثاني، سيظهر هذا الصليب أوّلاً في السماء، صولجانًا ثمينًا وحيًّا وحقيقيًّا ومقدّسًا للملك العظيم: “وتَظهَرُ عِندَئِذٍ في السَّماءِ آيةُ ابنِ الإِنسان” (مت 24: 30). سنراه محروسًا من الملائكة، مضيئًا للأرض، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، أبهى من الشمس ومعلنًا يوم الربّ.
عيد مار يعقوب أخو الربّ والرسول
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 5 : 20 – 21 . 6 : 1 – 7 يا إخوَتِي، …