البابا فرنسيس: ليكُن حضوركم مصدر رجاء للذين تخدمونهم
“الكنيسة هي عائلة ونحن جميعاً، في تنوُّع مواهبنا ودعواتنا، نتعاون من أجل خلاص الإنسان”
هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته إلى المشاركين في المجمع العام لإخوة التعليم المسيحي في بلويرميل
استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين في القصر الرسولي في الفاتيكان المشاركين في المجمع العام لإخوة التعليم المسيحي في بلويرميل وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال أشكر الرب على عمل روحه الذي يظهر في موهبتكم، أي تبشير الأطفال والشباب من خلال التربية. يأتي مجمعكم هذا في أعقاب الاحتفالات بالذكرى المئوية الثانية للمعهد، ويقدّم لكم الفرصة لكي تعودوا إلى الحدس الأساسي الذي أرشد المكرّم جان ماري دو لا مونِّيه والأب غابرييل داشايز. اليوم، نجد عملهما حاضرًا في بلدان مختلفة حول العالم، لأنهما آمنا أن كل شيء ممكن للذين يسلِّمون أنفسهم بشكل كامل للرب ويضعون أنفسهم في خدمة التنمية البشرية المتكاملة لكل شخص. لا يجب أن ننسى أبدًا من أين أتينا وأن نحتفظ دائمًا بذكرى دوافع تصرفاتنا.
تابع البابا فرنسيس يقول أيها الإخوة الأعزاء، أنتم تعملون في مناطق من العالم يتفشى فيها الفقر والبطالة بين الشباب والأزمات الاجتماعية بمختلف أنواعها. لذلك أطلب منكم أن تكونوا آباء للذين قد أُرسلتم إليهم، آباء يعكسون وجه الله المحب والرحيم. في عالم في تغيير مستمر، أنتم تضعون أنفسكم بسخاء في خدمة الشباب، مُتنبِّهين لتطلعاتهم ومتوجّهين دائمًا في الوقت عينه نحو المسيح، القاعدة الأسمى لحياتكم. إن دعوتكم تدفعكم لكي تذهبوا إلى حيث لا يذهب الآخرون، إلى الضواحي، نحو الأشخاص الذين يشكلون فئة المرفوضين وجرحى الحياة والضحايا. ليكُن حضوركم مصدر رجاء لكثيرين، فيتعرّفوا بروحكم للأخوة والاستقبال على وجه آخر للبشرية التي شوهتها الحروب واللامبالاة وتهميش الأشخاص الأشدَّ ضعفًا. هؤلاء الأطفال، وهؤلاء الشباب، وهؤلاء الأشخاص لديهم أيضًا أحلام، ولكن اليوم، ولأسباب عديدة، أصبحت أحلامًا محطمة. أمل أن تساعدوهم لكي يستعيدوا أحلامهم ويؤمنوا بها ويحققوها!
أضاف الأب الأقدس يقول أيها الإخوة الأعزاء، الكنيسة هي عائلة ونحن جميعاً، في تنوُّع مواهبنا ودعواتنا، نتعاون من أجل خلاص الإنسان. في سر الشركة الرائع هذا، يمكنني الاعتماد على ثقتكم البنوية وتعلقكم بخدمة خليفة بطرس. أشجعكم لكي تعملوا بتعاون وثيق مع الأبرشيات التي تعملون فيها ومع شعب الله الأمين؛ ولكي تبعدوا عن حياتكم كل روح كبرياء وانغلاق وانقسام وثرثرة. في الواقع، “أن نكون كنيسة يعني أن نكون شعب الله، وفقًا لمخطط محبة الآب العظيم. وهذا يعني أن نكون خميرة الله في وسط البشريّة”.
وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول في ختام مجمعكم، ستجددون تكريس معهدكم لقلب مريم الطاهر. ليستلهم برنامجكم التربوي دائمًا من تلك التي، بـالـ “نعم” الكاملة التي قالتها، وافقت على أن يتمَّ في شخصها مشروع الله الخلاصي للبشرية. فلتساعدكم على تنمية الغيرة لكي تنطلقوا على درب الخدمة، وتنمُّوا التواضع والثقة بالله وفرح كونكم خدام حنانه ورحمته. أبارككم من كل قلبي، مع جميع إخوتكم في جميع أنحاء العالم، وكذلك الشباب الذين ترافقونهم. ومن فضلكم لا تنسوا أن تصلوا من أجلي.
يسوع الطبيب الشافي القدير
صلاة إلى يسوع الشافييا يسوع المسيح، الطبيب الإلهي والشافي القدير،نتقدم إليك اليوم بإيمان و…