البابا: ليكن عيد الميلاد مناسبة للأخوّة والنمو في الإيمان وأفعال التضامن إزاء مَن هم في عوز
قال البابا فرنسيس في كلمة وجهها بعد صلاة التبشر الملائكي ظهر هذا الأحد الرابع والأخير من زمن المجيء: ليكن عيد الميلاد مناسبة للأخوّة والنمو في الإيمان وأفعال التضامن إزاء مَن هم في عوز
تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين احتشدوا في ساحة القديس بطرس، وسلط الضوء في كلمته قبل الصلاة على إنجيل هذا الأحد الرابع والأخير من زمن المجيء (متى 1، 18 – 24). “أَمَّا ميلادُ يسوعَ المسيح، فَهَكذا كان: لَمّا كانَت مَريمُ أُمُّهُ مَخْطوبةً لِيُوسُف، وُجِدَت قَبلَ أَن يَتَساكنا حامِلاً مِنَ الرُّوحِ القُدُس. وكان يُوسُفُ زَوجُها بارًا، فَلَمْ يُرِدْ أَن يَشهَرَ أَمْرَها، فعزَمَ على أَن يُطلِّقَها سِرًّا. وما نَوى ذلك حتَّى تراءَى له مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلمِ وقالَ له: “يا يُوسُفَ ابنَ داود، لا تَخَفْ أَن تَأتِيَ بِامرَأَتِكَ مَريمَ إِلى بَيتِكَ. فإِنَّ الَّذي كُوِّنَ فيها هوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس، وستَلِدُ ابنًا فسَمِّهِ يسوع، لأَنَّه هوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعبَه مِن خَطاياهم”. وكانَ هذا كُلُّه لِيَتِمَّ ما قالَ الرَّبُّ على لِسانِ النَّبِيّ: “ها إِنَّ العَذراءَ تَحْمِلُ فتَلِدُ ابنًا يُسمُّونَه عِمَّانوئيل أَيِ “اللهُ معَنا”. فلمَّا قامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوم، فَعلَ كَما أَمرَه مَلاكُ الرَّبِّ، فأَتى بِامرَأَتِه إِلى بَيتِه”.
وجه البابا فرنسيس كلمة قبل صلاة التبشير الملائكي ظهر اليوم استهلها قائلا في هذا الأحد الرابع والأخير من زمن المجيء، يقودنا الإنجيل (راجع متى 1، 18 – 24) نحو الميلاد من خلال خبرة القديس يوسف، وأضاف أن تصرفه يتضمن الحكمة المسيحية كلها. وأشار الأب الأقدس من ثم إلى أن يوسف، مع يوحنا المعمدان ومريم، هو من بين الشخصيات التي تقدمها لنا الليتورجيا في زمن المجيء، وهو الأكثر تواضعا بينها. لا يعظ ولا يتكلم إنما يسعى إلى أن يفعل مشيئة الله، وذلك بأسلوب الإنجيل والتطويبات “طوبى لفقراء الروح فإن لهم ملكوت السماوات” (متى 5، 3).
وإذ أشار إلى أن إنجيل اليوم يقدم وضعًا إنسانيًا محرجا، توقف البابا فرنسيس عند تصرَف يوسف، وقال في كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي إن يوسف قد ارتبك بالطبع، ولكنه بدل أن يتصرف بطريقة مندفعة وعقابية، يبحث عن حل يحترم كرامة وسلامة مريم. وتابع مشيرا إلى ما جاء في إنجيل اليوم “وكان يوسف زوجها رجلاً بارًا، فلم يُرْد أن يشهرَ أمرها، فعزَم على أن يطلّقها سرًا” (متى 1، 19). وأشار البابا فرنسيس من ثم إلى أن يوسف، وبألم كبير قرّر الانفصال عن مريم بدون إحداث فضيحة. لكن ملاك الرب تدخّل ليقول له إن هذا ليس الحل الذي يريده الله. بل ويفتح له الرب دربًا جديدة، درب محبة وسعادة “يا يوسفَ ابنَ داود، لا تَخَفْ أن تأتي بامرأتكَ مريمَ إلى بيتكَ. فإنَّ الذي كوِّنَ فيها هو من الروح القدس”. (متى 1، 20). وتابع البابا فرنسيس كلمته قائلا إن يوسف وثق كليًا بالله، وأطاع كلمات الملاك وسلط الضوء على ثقته الراسخة بالله. وأشار الأب الأقدس أيضًا إلى أن مثال هذا الرجل المتواضع والحكيم يحثنا على أن نرفع نظرنا ونوجهه إلى ما هو أبعد. وفي ختام كلمته، سأل البابا فرنسيس مريم العذراء والقديس يوسف أن يساعداننا لكي نصغي إلى يسوع الذي يأتي، ويطلب أن نستقبله في مشاريعنا وخياراتنا.
هذا وبعد صلاة التبشير الملائكي، وجه البابا فرنسيس كلمته حيا فيها جميع الحاضرين في ساحة القديس بطرس القادمين من إيطاليا وبلدان عديدة، وأشار إلى الاحتفال بعيد الميلاد بعد ثلاثة أيام وقال إنه يفكر بنوع خاص بالعائلات التي تجتمع في أيام العيد هذه، وأضاف: ليكن عيد الميلاد للجميع مناسبة للأخوّة والنمو في الإيمان وأفعال التضامن إزاء مَن هم في عوز.
يسوع الطبيب الشافي القدير
صلاة إلى يسوع الشافييا يسوع المسيح، الطبيب الإلهي والشافي القدير،نتقدم إليك اليوم بإيمان و…