البابا يشدد على أهمية تربية الأجيال الناشئة على قيمة السلام
توجّه البابا فرنسيس عصر أمس الخميس إلى حرم جامعة اللاتيران الحبرية بروما ليختتم مؤتمرا حول موضوع “التربية، حقوق الإنسان والسلام: أدوات العمل ما بين الثقافات ودور الأديان”، وليفتتح معرضاً خصص للكاردينال الراحل جان لوي توران الذي وصفه البابا بـ”رجل الحوار وباني السلام”.
اختُتم إذا المؤتمر المذكور بعد ظهر أمس الخميس مع افتتاح المعرض تحت عنوان “فن الخطّ من أجل الحوار: تعزيز ثقافة السلام من خلال الثقافة والفن”. شاء البابا فرنسيس في كلمته أن يسلط الضوء على أهمية هذه المبادرة التي شاءتها الجامعة الحبرية مشددا على ضرورة أن يلتزم الجميع ليقدموا الأجوبة الناجعة لمن يعانون من الحروب والصراعات المسلحة. قال البابا إنه لا يسعنا أن نبقى غير مبالين، ومكتفين بابتهال عطية السلام، لافتا إلى أن الجميع مدعوون إلى بناء السلام وحمياته يومياً، رافعين الصلاة إلى الله القدير كيما يمنحنا هذه الهبة.
وتطرق فرنسيس في كلمته إلى مسؤولية تربية الأجيال الناشئة على السلام كيما تتمكن من مواجهة التحديات المطروحة في زماننا الحاضر، ورأى أنه من الأهمية بمكان أن تُقدم اقتراحات خلاقة للمستقبل فضلا عن مساعدة كل شخص على النمو ليصير رائدا. وشدد في الوقت نفسه على أهمية ألا تقتصر تنشئة الأجيال الفتية على المضامين التقنية، إذ إنها تحتاج إلى حكمة إنسانية وروحية، ترتكز إلى العدالة والاستقامة والتصرفات النزيهة وتكون قابلة للتطبيق. وهكذا يصبح الشبان قادرين على النظر إلى مسببات خبرات الماضي السلبية وتوفير الأدوات الملائمة لتخطي الصراعات والمواجهات. واعتبر البابا أن الرجال والنساء المؤمنين غالباً ما يكتفون بإعطاء التوجيهات عوضا عن نقل خبرات القيم والفضائل، وهكذا تبقى الرسالة مجردةً ولا تلقى آذاناً صاغية.
ولم يخف فرنسيس قلقه حيال تنامي مشاعر العنف والأخذ بالثأر وسط بيئات تعتبر نفسها دينيةً لكنها في الواقع بيئات أيديولوجية. ولفت إلى أنه إزاء انعدام السلام ليس كافيا أن يطالب الإنسان بالتحرر من الحرب، وضمان الحقوق، لأنه يتعين علينا أن نستعيد القدرة على المكوث مع الآخرين والحوار معهم وتفهّم متطلباتهم، على الرغم من ضعفنا، لأن هذه هي الطريقة الأفضل لنحظى بالقبول عندما نتحدث عن السلام. بعدها انتقل البابا إلى الحديث عن ضرورة البحث دوماً عن فرص للحوار لأن هذا يشكل أيضا معياراً تربوياً، وأشار إلى أن جامعة اللاتيران الحبرية أطلقت دراسات في “اللاهوت ما بين المذاهب” مشجعاً القيمين عل هذا المشروع، لأن العالم يحتاج إلى رجال ونساء يربّون على الحوار، ولا يوفرون أي أداة وأي فرصة متاحة لبلوغ هذا الهدف.
هذا ثم حيا البابا القيمين على المعرض الذي يركّز على أهمية الحوار لافتا إلى أن أعمال الفنان السعودي عثمان الخُزَيم تمثل أداة تفتح دروب السلام، وتطالب بالحقوق وتجعل من الشخص محوراً لكل عمل وكل مشروع تربوي. وذكّر فرنسيس بالرجل الذي خُصص له هذا المعرض وهو الكاردينال توران، لافتا إلى أن حياة هذا الأخير تركّزت على الحوار مع الله أولا ثم مع الشعوب والحكومات. وتمكن من طرح حلولٍ لصراعات هددت السلام وحدّت من حقوق الإنسان وقيّدت حرية الضمير.
البيان الختامي للقمة العالمية لقادة ورموز الأديان
البيان الختامي للقمة العالمية لقادة ورموز الأديان – Vatican News في بيانها الختامي ا…