البطريرك لويس ساكو: الميلاد يدعونا أن نحافظ على ’قلب الطفل‘ فينا

البشارات لزكريا ومريم، واليصابات ويوحنا ويوسف هي بشارات لنا أيضًا، لنسير معًا نحو الميلاد. هذه البشارات تُعلِّمنا كيف هو الله وكيف يتعامل بحبٍّ معنا.
إنه يريد أن يغدوَ قلبنا “مغارة” الميلاد. فكر القديس فرنسيس الاسيزي في ليلة الميلاد سنة 1223، أن يُبرِزَ فقرَ المسيح، وتواضعه، ويعكس حنانَهُ على مجتمع يسودُه المال والأمجاد وتمزقه الحروب.
فقامَ بوضعِ الطفلِ واُمِّهِ ويوسف في مغارة بسيطة مليئةٍ بالقشِ، مع حمارٍ وثورٍ يدفئان يسوع “بنَفَسَيهِما”. كما زُيِّنَت المغارة فيما بعد بشجرة جميلة وخضراء، ترمز الى الحياة والبقاء.
كل هذا ليُذكرنا بمحبةِ الله غيرِ المتناهية لكي نُليِّن قلبَنا تجاه أخينا الإنسان، فنعيش معاً بمحبة وسلام وفرح.
يسوع لا يتكلم إلاّ عن الله محبة والله رحمة.
يسوع هو مع الله والله معه. ومن سمع له بإيمان وشوق، يصبح الله حاضراً فيه كما كان حاضراً في يسوع، فيتحولُ هذا الإنسجام الى الإندماج. وما صلاة “أبانا الذي في السموات…
” إلّا جوابنا لله كما كانت جوابَ يسوع. ومثلما نزلَ روح الله على يسوع في المعمودية، على شكل حمامة قائلاً: “أنتَ إبني الحبيب الذي به سُرِرتُ” (متى 3/ 17)، هكذا يُنزِل يسوع اُبوَّة الله على الذين يقبلونَه: “أَمَّا الَّذينَ قَبِلوه وهُمُ الَّذينَ يُؤمِنونَ بِاسمِه، فقَد مَكَّنَهم أَنْ يَصيروا أَبْناءَ الله” (يوحنا 1/ 12).
إن الله هو أبو يسوع فهو أبونا أيضًا. لذا علينا أن نعرف كيف نتصرف لكي يستمر تجسُّد “الكلمة” في قلوبِنا! فننتقل الى مستوى آخر من الحياة، حياةٍ تُبعَث من جديد بالرغم من المعاناة.
هذا ما تريد أن تقوله لنا البشارات والميلاد وسط أوجاعنا.
رحمةٌ مثل رحمةِ الله.
“كُونُوا رُحَمَاءَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ أَيْضًا رَحِيمٌ” (لوقا 6/ 36). في يسوع المسيح نتعرَّف على وجهِ الله “من رآني رأى الآب” (يوحنا 14/ 9).
والوجه لا يعني الهيئة الظاهرة للعيان فحسب، بل الصفات الأساسية غير المنظورة التي تنعكس للخارج.
ثمةّ تماثُل جوهري مع الله.
في الإنسان يسوع المسيح “يُجسِّد” الله حبّه للإنسان وإحترامِه له، ويريد أن يتجسَّد في كلِّ واحدٍ منّا أيضاً حتى لا يكون جهدنا محدوداً!
بصراحة، لا معنى لوجودِنا من دون البُعد الإلهي والحسّ الإيماني! فالله هو المعين لعجزنا البشري المحدود، وهو يُنير دربَنا ويسندُ خطانا.
من هذا المنطلق يرى المؤمن أن كل ما هو موجود أصله ثابتٌ في الله، وأنَّ العالمَ المخلوق هديةٌ من الله. يقول الله لنا: انا لكم، وعلينا أن نُجيب: آمين “مُنذ الأَزَلِ أَنتَ أَنتَ” (مزمور 93/ 2).
هذا الحبُّ يمثِّل التعلُّق الحقيقي والوجداني والثقة المطلقة بالعناية الالهية.
يقول يسوع: “حيثُما إجتَمَع إثنان أو ثلاثة بإسمِي فأكون في وَسطِهم” (متى 18/ 20)، أي عندما يُصلّون أو يقرأون الكتاب المقدس أو يخدمون بالمحبة.
انه شكلٌ متكاملٌ قويٌّ ومتماسك للعلاقة مع يسوع الذي يربطنا به وببعضنا البعض. إنه يحترم حريتنا جداًّ فلابدّ أن نجيب بـ نعم أو لا:
“هاأنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ” (رؤيا يوحنا 3: 20).
يسوع ليس بسوبرمان، إنما يجعل بمقدورنا أن نحقق بوعيّ وحرية ما عاشه وعلَّمه، فيُصبِح إيماننا شهادة!
يسوع أحسن واحد حقق ما يريده الله من الناس.
- البابا: حجاج الرجاء هو برنامج حياة، والرجاء هو المشاركة
- البابا يستقبل مجموعة من السفراء الجدد لدى الكرسي الرسولي لمناسبة تسليم أوراق اعتمادهم
- الكاردينال بارولين يزور موزمبيق في الذكرى السنوية الثلاثين لإقامة علاقات دبلوماسية مع الكرسي الرسولي
- تصوير فيلم توثيقي في الفاتيكان حول ضريح القديس بطرس
- رسالة البابا بمناسبة الذكرى العاشرة لتطويب شهداء تشيمبوتي
برنامج الزّيارة الرّسوليّة لقداسة البابا لاوُن الرَّابع عشر إلى تُركيّا ولبنان
برنامج الزّيارة الرّسوليّة لقداسة البابا لاوُن الرَّابع عشر إلى تُركيّا ولبنان يقوم قداسة …
