البطريرك يونان في السّويد، وإليكم أبرز جولاته منذ وصوله الخميس!
تيلي لوميار/ نورسات
مستهلّاً زيارته الرّاعويّة إلى السّويد، زار بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان بعد وصوله إلى مطار أَرلندا- ستوكهولم الدّوليّ، كنيسة الشّهداء الجديدة في أكالا- شمال ستوكهولم حيث رفع صلاة الشّكر وأقام خدمة العذراء مع الوفد المرافق: رئيس الأساقفة السّابق لأبرشيّة الموصل وتوابعها المطران يوحنّا بطرس موشي، ورئيس أساقفة بغداد والمدبّر البطريركيّ لأبرشيّة الموصل وتوابعها وأمين سرّ السّينودس المقدّس المطران أفرام يوسف عبّا، والقيّم البطريركيّ العامّ وأمين سرّ البطريركيّة المونسنيور حبيب مراد، وأمين السّرّ المساعد في البطريركيّة الأب كريم كلش.
وفور وصول يونان، كان استقبال من كاهن الرّعيّة الخوراسقف إدريس حنّا والشّمامسة وجمع من المؤمنين، بحضور الأب الرّبّان أفرام لحدو ممثّلاً مطران أبرشيّة السّويد والدّول الإسكندنافيّة للسّريان الأرثوذكس يوليوس عبد الأحد شابو، والنّائب الأسقفيّ لشؤون الكنائس الشّرقيّة في المطرانيّة اللّاتينيّة في السّويد الخوراسقف متياس، والآباء الكهنة السّريان الكاثوليك الّذين يخدمون الإرساليّات في السّويد: عمّار باهينا، وبول قس داود، واليان غانم، إلى جانب عدد لفيف من كهنة الكنائس الشّقيقة في ستوكهولم.
هذا وانطلق البطريرك يونان صباح الجمعة ليبدأ برنامجه المقرّر، فجال في أرجاء كنيسة الشّهداء الجديدة في أكالا، مطّلعًا على مراحل ترميمها، مباركًا الأعمال، مثنيًا على همّة كاهن الرّعيّة الخوراسقف إدريس حنّا وجميع العاملين معه والمعاونين من لجان وهيئات، داعيًا لهم ولعائلاتهم بالخير والصّحّة والعافية والتّوفيق.
أمّا السّبت صباحًا، فاجتمع بممثّلي لجنة إرساليّة مار أفرام السّريانيّ في نيخّو، واطّلع منهم على أبرز نشاطاتهم وقد وعدهم بزيارتهم في أقرب فرصة ممكنة، مقدّرًا تضحياتهم وتفانيهم في الخدمة.
وظهرًا، بارك أطفال التّعليم المسيحيّ في كنيسة الشّهداء الجديدة في أكالا، وأكّد لهم أنّ يسوع يحبّهم وأنّ الكنيسة هي بيتهم الرّوحيّ المفتوح دائمًا لاستقبالهم واحتضانهم.
هذا واحتفل البطريرك يونان بالقدّاس الإلهيّ في كنيسة إرساليّة مار أفرام السّريانيّ في فوربي غورد، ورسم تسعة شمامسة برتبة مرنّم وقارئ لعدّة إرساليّات سريانية في فوربي غورد وأكالا في ستوكهولم، ولينشوبينغ.
في عظته، عبّر يونان عن فرحه بهذه الزّيارة، وذكّر المدعوّين إلى سرّ الكهنوت بدعوتهم إلى “خدمة الشّعب المؤمن، وعيش الصّبر والتّضحية والانفتاح دومًا، دون أيّ تشكٍّ، لأنّنا نحن على مثال الرّبّ يسوع، علينا أن نكون الرّعاة الصّالحين”، حاثًّا الجميع على البقاء متمسّكًين بانتمائهم إلى الكنيسة والتّجذّر فيها.
بعد القدّاس، التقى يونان المؤمنين في قاعة الكنيسة حيث نالوا بركته، وهنّأ الجميع الشّمامسةَ الجدد، متمنّين لهم خدمة مباركة للكنيسة في السّويد.
أمّا الأحد، فاحتفل البطريرك يونان بالقدّاس الإلهيّ لإرساليّتَي مار يوسف ومار أسيا الحكيم في سودرتاليا،
في كاتدرائيّة مار يعقوب النّصّيبيني في مدينة سودرتاليا، عاونه فيه المطارنة يوحنّا بطرس موشي وأفرام يوسف عبّا وفلابيانوس رامي قبلان، بمشاركة لفيف من الأساقفة والآباء الكهنة والشّمامسة وحشد من المؤمنين.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدّس، عبّر عن “الفرحة الكبيرة أن نكون معكم في هذه الكاتدرائيّة المقدّسة المكرَّسة على اسم القدّيس مار يعقوب النّصّيبيني، ومعنا أصحاب السّيادة المطارنة والآباء الخوارنة والكهنة. ونودّ أن نوجّه قبل كلّ شيء كلمة شكر لصاحب النّيافة مار يوليوس عبد الأحد شابو راعي هذه الأبرشيّة المباركة الّذي هيّأ لنا أن نلتقي في كنيسته لنحتفل بالذّبيحة الإلهيّة، وهو ممثَّلٌ بيننا من قِبَل حضرة الأب الرّبّان أفرام لحدو معاونه.
وإبتهل “إلى الرّبّ يسوع بجاه هذا العيد المبارك، عيد قيامته المجيدة، أن نبقى دومًا متوجّهين نحو السّماء، كي ننشد الوحدة بالمحبّة وبمشاعر الأخوّة الحقيقيّة، لأنّنا نحن السّريان، أرثوذكس وكاثوليك، نحن كنيسة واحدة ذات تراث حضاريّ روحيّ واحد، ولغة سريانيّة واحدة، وشاركْنا في الشّهادة والاستشهاد على مدى العصور. واليوم أنتم موجودون في هذا البلد المضياف، السّويد، نشكره تعالى لأنّكم استطعتم أن تستقرّوا في هذا البلد الّذي يعطيكم حقوقكم ويؤمّن لكم الحياة الكريمة، إن كان لكم وإن كان لأولادكم، صغارًا وشبابًا وكبارًا”.
وأضاف: “سمعنا من رسالة مار بولس إلى أهل روما، حيث يتكلّم رسول الأمم عن دعوتنا كي نعيش بالرّوح وبالإيمان الحقيقيّ، ولا نتمسّك فقط بالمظاهر الّتي تعود إلى الشّريعة والنّاموس. وإستمعنا إلى الإنجيل المقدّس من يوحنّا، وفيه نتذكّر الظّهور الثّالث للرّبّ يسوع القائم من بين الأموات لتلاميذه، وكان هذا الظّهور على بحيرة طبريّة. وما يجعلنا نتأمّل بهذا الحدث الرّائع جدًّا أنّ يوحنّا التّلميذ الحبيب عرف أنّ الشّخص الموجود على الشّاطئ هو الرّبّ المعلّم، وأنّ يسوع أراد أن يثبّت هؤلاء التّلاميذ كي يصبحوا صيّادين للنّاس، ويكرزوا بالإنجيل لينال الجميع الخلاص.
أنتم الّذين تشتركون معنا في هذه الذّبيحة الإلهيّة من إرساليّة مار يوسف الّتي يخدمها الأب عمّار باهينا، وإرساليّة مار أسيا الحكيم الّتي يخدمها الأب بول قسّ داود، وهاتان الإرساليّتان تمثّلان لنا الكنيسة السّريانيّة الّتي تجمع ولا تفرّق. نعم هناك تنافُس، قد يكون هناك اختلاف في بعض الآراء الإداريّة والتنظيميّة، لكنّ الرّوح هو الّذي يجمعنا، ونحن نحثّكم كي تلتقوا دائمًا بالمحبّة والاحترام المتبادَل لتكتشفوا الطّرق الأفضل الّتي تؤول إلى تقدُّم رعاياكم”.
وأنهى ضارعًا “إلى الرّبّ يسوع، بشفاعة أمّنا مريم العذراء في بدء هذا الشّهر المريميّ، شهر أيّار، بشفاعة القدّيس مار يوسف، ومار أسيا الحكيم، وجميع القدّيسين والشّهداء، أن تكونوا دومًا العائلة الرّوحيّة الّتي تشهد للرّبّ يسوع القائم من بين الأموات، وتنشر حولها الفرح والمحبّة والسّلام.”
تخلّل القدّاس كلمات شكر للبطريرك يونان، ثمّ أقيم تطواف داخل الكاتدرائيّة بتمثال العذراء ومنح البطريرك يونان البركة الختاميّة بأيقونة سيّدة النّجاة. وبعد القدّاس، التقى المؤمنين ومنحهم بركته الأبويّة.
وفي فترة العصر، زار البطريرك يونان كنيسة مار أسيا الحكيم في سودرتاليا، ورفع فيها صلاة الشّكر، وجال في أرجائها، واطلّع على أبرز الإضافات والتّحديثات فيها. كما استمع من كاهن الإرساليّة الأب بول قسّ داود عن أبرز النّشاطات والفعاليّات فيها. وبارك البطريرك للمناسبة الإرساليّة، كاهنًا وشمامسةً ولجانًا ومؤمنين، مثنيًا على التزامهم بكنيستهم السّريانيّة الأمّ، وسائلاً الله أن يفيض عليهم نِعَمَه وعطاياه، بشفاعة القدّيس أسيا.
يسوع الطبيب الشافي القدير
صلاة إلى يسوع الشافييا يسوع المسيح، الطبيب الإلهي والشافي القدير،نتقدم إليك اليوم بإيمان و…