الثلاثاء من أسبوع تقديس البيعة
الرسالة إلى العبرانيّين ١٠ : ١٩ – ٢٥
يا إِخوَتي، بِمَا أَنَّ لنَا ثِقَةً بِالدُّخُولِ إِلى قُدْسِ الأَقْدَاسِ بِدَمِ يَسُوع،
وقَد دَشَّنَ لنَا طَرِيقًا جَدِيدًا حَيًّا مِن خِلالِ الحِجَاب، أَي جَسَدِهِ،
وَبِمَا أَنَّ لنَا كَاهِنًا عَظِيمًا على بَيْتِ الله،
فَلْنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِق، في مِلْءِ يَقِينِ الإِيْمَان، وقُلُوبُنَا مُطَهَّرَةٌ مِن كُلِّ ضَمِيرٍ خَبِيث، وأَجْسَادُنَا مَغْسُولَةٌ بِمَاءٍ طَاهِر،
وَلْنَتَمَسَّكْ بِالٱعْتِرَافِ بِالرَّجَاءِ ٱعْتِرَافًا لا يَتَزَعْزَع، لأَنَّ الذي وَعَدَ أَمِين،
وَلْنَنْتَبِهْ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ بِالحَضِّ على المَحَبَّةِ والأَعْمَالِ الصَّالِحَة.
ولا نُهْمِلِ ٱجْتِمَاعَنَا المُشْتَرَك، كَعَادَةِ بَعْضٍ مِنَّا، بَلْ لِنُشَجِّعْ عَلَيْهِ أَكْثَرَ فأَكْثَر، بِمِقْدَارِ مَا تَرَونَ يَوْمَ الرَّبِّ يَقْتَرِب.
إنجيل القدّيس يوحنّا ١٧ : ٩ – ١٣
قالَ الرَبُّ يَسوع: «يا أَبتِ، أَنَا مِنْ أَجْلِهِم أَسْأَل. لا أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ العَالَم، بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذينَ وَهَبْتَهُم لي، لأَنَّهُم لَكَ.
وكُلُّ مَا هُوَ لي، هُوَ لَكَ، ومَا هُوَ لَكَ، هُوَ لي، ولَقَدْ مُجِّدْتُ فِيهِم.
أَنَا لَسْتُ بَعْدُ في العَالَم، وهُم لا يَزَالُونَ في العَالَم، وأَنَا آتِي إِلَيْك. يَا أَبَتِ القُدُّوس، إِحْفَظْهُم بِٱسْمِكَ الَّذي وَهَبْتَهُ لي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ وَاحِد.
لَمَّا كُنْتُ مَعَهُم كُنْتُ أَحْفَظُهُم بِٱسْمِكَ الَّذي وَهَبْتَهُ لي. سَهِرْتُ عَلَيْهِم فَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهُم سِوَى ٱبْنِ الهَلاك، لِيَتِمَّ الكِتَاب.
أَمَّا الآنَ فَإِنِّي آتِي إِلَيْك. وأَتَكَلَّمُ بِهذَا وأَنَا في العَالَم، لِيَكُونَ فَرَحِي مُكْتَمِلاً فِيهِم.
النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة – إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)
القدّيس غريغوريوس النيصيّ (نحو 335 – 395)، راهب وأسقف
عظات حول نشيد الإنشاد، العظة 15
«يا أَبَتِ القُدُّوس اِحفَظْهم بِاسمِكَ الَّذي وَهَبتَه لي، لِيَكونوا واحِدًا كما نَحنُ واحِد»
إنّ الرّب يسوع المسيح، بعد أن أعطى تلاميذه القدرة الكاملة، وهبّ كلّ النِّعَم لقدّيسيه في صلاته إلى الآب، مضيفًا إليها أهمّ نعمة، ألا وهي نعمة أن يكونوا واحدًا من خلال اتّحادهم بالنعمة الوحيدة الفريدة. وهكذا يكون من خلال “وَحدَةِ ٱلرّوحِ بِرِباطِ ٱلسَّلام…
فَهُناكَ جَسَدٌ واحِدٌ وَروحٌ واحِد، كَما أَنَّكُم دُعيتُم دَعوَةً رَجاؤُها واحِد” (أف 4: 3-4). “فَلْيكونوا بِأَجمَعِهم واحِدًا: كَما أَنَّكَ فِيَّ، يا أَبَتِ، وأَنا فيك، فَلْيكونوا هُم أَيضًا فينا، لِيُؤمِنَ العالَمُ بِأَنَّكَ أَنتَ أَرسَلتَني” (يو 17: 21).
ورباط هذه الوحدة هو المجد: فلنسمّي الرُّوح القدس مجدًا، ولن يختلف على ذلك كلّ مَن ينصت بعناية إلى كلام الرب: “وَأنا وَهَبتُ لَهم ما وَهَبْتَ لي مِنَ المَجْد” (يو 17: 22). في الحقيقة، لقد أعطاهم هذا المجد حين قال: “خُذوا الرُّوحَ القُدُس” (يو 20: 22).
لقد نال الرّب يسوع هذا المجد الذي كان في كلّ حين لديه “قَبلَ أَن يَكونَ العالَم” (يو 17: 5)، عندما اتّخذ طبيعتنا البشريّة. وهذه الطبيعة، عندما تمّ تمجيدها من قِبل الرُّوح القدس، فإنّ كلّ من يشترك في هذه الطبيعة قد وصل إليه مجد هذه الطّبيعة، بدءًا بالتلاميذ. ولهذا قال الرّب يسوع: “وَأنا وَهَبتُ لَهم ما وَهَبْتَ لي مِنَ المَجْد، لِيَكونوا واحِدًا كما نَحنُ واحِد” (يو 17: 22).
يسوع الطبيب الشافي القدير
صلاة إلى يسوع الشافييا يسوع المسيح، الطبيب الإلهي والشافي القدير،نتقدم إليك اليوم بإيمان و…