الجمعة من أسبوع تقديس البيعة
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة ٥ : ١٢ – ١٦
يا إِخوَتي، كَمَا دَخَلَتِ الخَطِيئَةُ إِلَى العَالَمِ بِإِنْسَانٍ وَاحِد، وَبِالخَطيئَةِ دَخَلَ المَوْت، هكَذَا سَرى المَوْتُ إِلَى جَميعِ النَّاس، بِمَا أَنَّهُم جَميعَهُم خَطِئُوا.
فقَبْلَ الشَّرِيعَة، كَانَتِ الخَطيئَةُ في العَالَم، لكِنَّهَا بِدُونِ الشَّرِيعَةِ لَمْ تَكُنْ تُحْسَبُ خَطيئَة.
إِلاَّ أَنَّ المَوْتَ قَدْ مَلَكَ مِنْ آدَمَ إِلى مُوسَى، حَتَّى عَلى الَّذينَ مَا خَطِئُوا بِتَعَدِّي الشَّرِيعَة، كَمَا تَعَدَّاهَا آدَم، الَّذي هُوَ صُورَةُ المَسيحِ الآتي.
وَلكِنْ لَيْسَتِ الزَّلَّةُ بِمِقْدَارِ المَوْهِبَة: فإِذَا كَانَ الكَثِيرُونَ قَدْ مَاتُوا بِزَلَّةِ إِنْسَانٍ وَاحِد، فَكَمْ بِالأَحْرَى قَدْ فَاضَتْ نِعْمَةُ اللهِ وَعَطيَّتُهُ عَلى الكَثِيرِين، بِنِعْمَةِ إِنْسَانٍ وَاحِد، هُوَ يَسُوعُ المَسِيح!
وَلَيسَتْ خَطِيئَةُ خَاطِئٍ وَاحِدٍ بِمِقْدَارِ العَطِيَّة: فَمِنْ جَرَّاءِ زَلَّةٍ وَاحِدَة، صَارَ الحُكْمُ بِالهَلاَك، وَمِنْ جَرَّاءِ زَلاَّتٍ كَثِيرَة، صَارَتِ المَوْهِبَةُ لِلتَّبْرِير.
إنجيل القدّيس يوحنّا ١٧ : ٢٤ – ٢٦
قالَ الرَبُّ يَسوع: «يا أبتِ، إِنَّ الَّذينَ وَهَبْتَهُم لي أُريدُ أَنْ يَكُونُوا مَعِي حَيْثُ أَكُون، لِيُشَاهِدُوا مَجْدِيَ الَّذي وَهَبْتَهُ لي، لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ العَالَم.
يَا أَبَتِ البَارّ، أَلعَالَمُ مَا عَرَفَكَ، أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ، وهؤُلاءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.
وقَدْ عَرَّفْتُهُمُ ٱسْمَكَ وسَأُعَرِّفُهُم، لِتَكُونَ فِيهِمِ المَحَبَّةُ الَّتِي بِهَا أَحْبَبْتَنِي، وأَكُونَ أَنَا فِيهِم».
النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة – إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)
غيغ الكرتوزيّ (؟ – 1188)، رئيس دير الرهبانيّة الكرتوزيّة
التأمّل رقم 10
«يا أَبَتِ، إِنَّ الَّذينَ وهَبتَهم لي أُريدُ أَن يَكونوا معي حَيثُ أَكون»
يجب أن نتبع الرّب يسوع المسيح وأن نلتصق ب، وألاّ نتركه حتّى الموت. وكما قال أليشاع لسيّده: “حَيّ الرَّبُّ وحيَةٌ نَفسُكَ! إِنِّي لا أفارِقُكَ” (2مل 2: 2) … فلنتبع إذًا الرّب يسوع المسيح ولنتمسّك به! يقول صاحب المزامير: “لي أنا يَطيبُ التَّقربُ إِلى اللّه…” (مز73[72]: 28) ويزيد على ذلك قائلاً: “عَلِقَت بِكَ نَفْسي ويَمينُكَ سَانَدَتني” (مز63[62]: 9). وأضاف القدّيس بولس: “ومَنِ اتَّحَدَ بِالرَّبّ فقَد صارَ وإِيَّاهُ رُوحًا واحِدًا” (1كور 6: 17).
لا نصبح جسدًا واحدًا فقط، إنّما روحًا واحدًا أيضًا. عَبْرَ روح الرّب يسوع المسيح، يعيش جسده كلّه؛ ومن خلال جسد الرّب يسوع المسيح، نصل إلى روحه. ثابِر إذًا على إيمانك بجسد المسيح، وستتّحد معه بالرُّوحِ ذات يوم.
فأنت متّحد أصلاً بجسده من خلال الإيمان؛ ومن خلال الرؤية، تصبح أيضًا متّحدًا بروحه. هذا لا يعني أنّنا سنرى بدون جسد من العلى، بل أجسادنا أنفسها ستكون روحانيّة (راجع 1كور 15: 44). قال الرّب يسوع المسيح: “فَلْيكونوا بِأَجمَعِهم واحِداً: كَما أَنَّكَ فِيَّ، يا أَبَتِ، وأَنا فيك فَلْيكونوا هُم أَيضاً فينا لِيُؤمِنَ العالَمُ بِأَنَّكَ أَنتَ أَرسَلتَني” (يو 17: 21). هذه هي الوحدة من خلال الإيمان. ثمّ أضاف: “أَنا فيهِم وأَنتَ فِيَّ لِيَبلُغوا كَمالَ الوَحدَة ويَعرِفَ العالَمُ أَنَّكَ أَنتَ أَرسَلتَني وأَنَّكَ أَحبَبتَهم كَما أَحبَبتَني” (يو17: 23)؛ هذه هي الوحدة من خلال الرؤية.
ها هي الطريقة لنتغذّى روحيًّا من جسد الرّب يسوع المسيح: نؤمن إيمانًا طاهرًا به، ونبحث دائمًا بالتأمل المتواصل عن محتوى هذا الإيمان، ونجد ما نبحث عنه بالعقل، ونحبّ بشغف اكتشافنا، ونقتفي قدر المستطاع آثار ذاك الذي أحبَبناه؛ ومن خلال اقتفاء أثره، نتقرّب منه باستمرار لبلوغ الاتّحاد الأبديّ.
يسوع الطبيب الشافي القدير
صلاة إلى يسوع الشافييا يسوع المسيح، الطبيب الإلهي والشافي القدير،نتقدم إليك اليوم بإيمان و…