الخميس الثامن من زمن العنصرة
سفر أعمال الرسل 17 : 1 – 12
يا إِخوتي، ٱجْتازَ بُولُسُ وسيلا أَمْفِيبُولِيس وأَبُولُّونِيَة، ووَصَلا إِلى تَسَالُونِيكي، حَيْثُ كَانَ مَجْمَعٌ لِليَهُود.
ودَخَلَ بُولُسُ علَيْهِم، كَعَادَتِهِ، وجَادَلَهُم ثَلاثَةَ سُبُوت، مُنطَلِقًا مِنَ ٱلكُتُب،
شَارِحًا ومُبَيِّنًا أَنَّهُ كانَ يَنْبَغِي لِلمَسيحِ أَنْ يَتَأَلَّمَ ويَقُومَ مِنْ بَيْنِ ٱلأَمْوَات، وأَنَّ يَسُوعَ هذَا ٱلَّذِي أُبَشِّرُكُم بِهِ هُوَ ٱلمَسيح.
فَٱقْتَنَعَ بَعْضٌ مِنْهُم، وٱلْتَحَقُوا بِبُولُسَ وسِيلا، مَعَ جُمْهُورٍ كَثِيرٍ مِنَ ٱليُونَانيِّينَ ٱلمُتَعَبِّدِين، ونِسَاءٍ عَابِدَاتٍ مِنْ سَيِّدَاتِ ٱلمُجْتَمَع.
ودَبَّ ٱلحَسَدُ في ٱليَهُودِ فَجَمَعُوا رِجَالاً أَشْرَارًا مِنْ أَهْلِ ٱلسُّوق، وحَشَدُوا ٱلجُمُوع، وأَشَاعُوا ٱلفَوضَى في ٱلمَدِينَة، وهَجَمُوا على بَيْتِ يَاسُونَ يَبْحَثُونَ عَنْ بُولُسَ وسِيلا، لِيَسُوقُوهُما إِلى ٱلشَّعْب.
ولَمَّا لَمْ يَجِدُوهُمَا جَرُّوا يَاسُونَ وبَعْضَ ٱلإِخْوَةِ إِلى حُكَّامِ ٱلمَدِينَة، وهُم يَصِيحُون: «هؤُلاءِ ٱلَّذِينَ أَثارُوا ٱلفِتَنَ في ٱلمَسْكُونَةِ هُمُ ٱلآنَ هُنا،
في ضِيافَةِ يَاسُون. وهؤُلاءِ كُلُّهُم يُخالِفُونَ أَحْكَامَ قَيْصَر، ويَقُولُونَ إِنَّ هُنَاكَ مَلِكًا آخَرَ هُوَ يَسُوع.
فٱضْطَرَبَ ٱلجَمْعُ وحُكَّامُ ٱلمَدِينَةِ لَدَى سَمَاعِهِم ذلِكَ،
فأَخَذُوا كَفَالَةً مِنْ يَاسُونَ وٱلآخَرِين، وأَطْلَقُوا سِراحَهُم.
ولِلحالِ أَرْسَلَ ٱلإِخوَةُ بُولُسَ وسِيلا لَيْلاً إِلى بِيرِيَة. ولَمَّا وصَلا دَخَلا مَجمَعَ ٱليَهُود.
وكانَ يَهُودُ بِيرِيَةَ أَشْرَفَ مِنْ يَهُودِ تَسَالُونِيكي، فَقَبِلُوا ٱلكَلِمَةَ بِكُلِّ رَغْبَة. وكَانُوا كُلَّ يَوْمٍ يَفْحَصُونَ ٱلكُتُبَ لِيَرَوا هَلِ ٱلأَمْرُ كَذَلِكَ.
فآمَنَ كَثيرُونَ مِنهُم، ومِنَ ٱلنِّساءِ ٱليُونانيَّاتِ ٱلنَّبيلات، وعدَدٌ كبيرٌ مِنَ ٱلرِّجَال.
إنجيل القدّيس لوقا 11 : 14 – 23
كانَ يَسُوعُ يُخْرِجُ شَيْطَانًا أَخْرَس. فَلَمَّا أَخْرَجَ الشَّيْطَانَ تَكَلَّمَ الأَخْرَس، فَتَعَجَّبَ الجُمُوع.
وَقالَ بَعْضُهُم: «إِنَّهُ بِبَعْلَ زَبُول، رَئِيسِ الشَّيَاطِين، يُخْرِجُ الشَّيَاطِين».
وَكانَ آخَرُونَ يَطْلُبُونَ مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ لِيُجَرِّبُوه.
أَمَّا يَسُوعُ فَعَلِمَ أَفْكَارَهُم وَقَالَ لَهُم: «كُلُّ مَمْلَكَةٍ تَنْقَسِمُ عَلى نَفْسِها تَخْرَبْ، فَيَسْقُطُ بَيْتٌ عَلَى بَيْت.
وَإِنِ ٱنْقَسَمَ الشَّيْطَانُ أَيْضًا عَلَى نَفْسِهِ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟ لأَنَّكُم تَقُولُون: إِنِّي بَبَعْلَ زَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطِين.
وَإِنْ كُنْتُ أَنا بِبَعْلَ زَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطِين، فَأَبْنَاؤُكُم بِمَنْ يُخرِجُونَهُم؟ لِذلِكَ فَهُم أَنْفُسُهُم سَيَحْكُمُونَ عَلَيكُم.
أَمَّا إِنْ كُنْتُ أَنَا بِإِصْبَعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِين، فَقَدْ وَافَاكُم مَلَكُوتُ الله.
عِنْدَمَا يَحْرُسُ القَوِيُّ دَارَهُ وَهُوَ بِكَامِلِ سِلاحِهِ، تَكُونُ مُقْتَنَيَاتُهُ في أَمَان.
أَمَّا إِذَا فَاجَأَهُ مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنْهُ وَغَلَبَهُ، فَإِنَّهُ يُجَرِّدُهُ مِنْ كَامِلِ سِلاحِهِ، الَّذي كَانَ يَعْتَمِدُ عَلَيْه، وَيُوَزِّعُ غَنَائِمَهُ.
مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ، وَمَنْ لا يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُبَدِّد.
النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة – إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)
بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013
«فقَد وافاكُم ملَكوتُ الله»
توصَّلَ عصرُنا الحاضرُ إلى التفكير في رجاءِ إقامةِ عالمٍ كاملٍ، يبدو أنه قابلٌ للتحقيقِ بفضلِ معارف العلمِ والسياسةِ المؤسَّسةِ عليهِ. هكذا استُبدِلَ رجاءُ الكتاب المقدّس في ملكوتِ اللهِ برجاءِ ملكوت الإنسان، برجاءِ عالمٍ أفضل قد اعتُبِرَ “ملكوتَ الله” الحقيقيّ. لقد بدا هذا في آخر الأمر وكأنّه الرجاءُ الكبيرُ والواقعيّ الذي كان الإنسانُ بحاجةٍ إليه. كان هذا الرجاءُ قادرًا على تحريك جميع قوى البشريّة لوقتٍ معيَّنٍ… لكن مع مرور الوقت، ظهرَ واضحًا أنّ هذا الرجاء كان يهرب بعيدًا بشكلٍ دائم. لقد غدا جليًّا – قبل كلّ شيء – أن رجاءً كهذا هو لأناسِ ما بعد الغدِ وليس لي. وبالرغم من أنّ فكرة “لأجل الجميع” هي جزءٌ من هذا الرجاء – ذاكَ أنّه لا يمكنني أن أصبح سعيدًا ضدّ الآخرينَ أو من دونهم – يبقى صحيحًا أنّ الرجاءَ إنْ لَمْ يخصّني أنا شخصيًّا هو ليسَ رجاءً حقيقيًّا. وأصبحَ واضحًا أنّ هذا كانَ رجاءٌ ضدّ الحريّة… نحنُ بحاجةٍ للآمال – صغيرة كانت أم كبيرة – لأنّها تدفَعنا لمواصلةِ السير يومًا بعد الآخر. لكنّها لا تكفي وحدها إن لم يكن هناكَ الرجاءُ الأعظمُ الذي يفوقها جميعًا. هذا الرجاءُ الأعظَم هو الله وحده، هو الذي يُعانِقُ الكون بأسره وهو القادرُ أن يقترحَ علينا ويهبنا ما لا نستطيعُ نحنُ بمفردنا أن نصلَ إليه. والواقع أن هبَتَهُ التي تشبعنا هي جزءٌ من الرجاء. إنّ الله هو أساسُ الرجاء، وهنا لا نتكلم عن إلهٍ مجهولٍ، بل عن ذاكَ الإله ذي الوجهِ الإنسانيِّ، ذاك الذي أحبّنا إلى المنتهى: أحبَّ كلَّ فردٍ كما أحبَّ البشريّةَ جمعاء. ملكوتُه ليس بعيدًا وليس هو بخيالاتٍ في مستقبلٍ لن يتحقّق أبدًا؛ ملكوته حاضرٌ حيثُ هو محبوبٌ وحيثُ تصِلُنا محبّته.
الأربعاء من الأسبوع السابع بعد عيد الصليب
إنجيل القدّيس متّى 18 : 23 – 35 قالَ الرَبُّ يَسوع: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَات…