نوفمبر 7, 2024

الخميس من أسبوع تقديس البيعة

الإنجيل اليومي

الرسالة إلى العبرانيّين ١٠ : ٣٢ – ٣٩

يا إِخوَتي، تَذَكَّرُوا الأَيَّامَ الأُولى، الَّتي فيهَا ٱسْتَنَرْتُم، وَصَبَرْتُم عَلى الآلامِ في جِهَادٍ طَوِيل،
وصِرْتُم تَارةً مَشْهَدًا في ٱحْتِمَالِ التَّعْيِيرِ والضِّيقَات، وتَارةً شُرَكَاءَ لِلَّذِينَ ٱحْتَمَلُوا مِثْلَ ذلِكَ.
فقَدْ شَارَكْتُمُ الأَسْرَى في آلامِهِم، وتَقَبَّلْتُم بِفَرَحٍ نَهْبَ مُقْتَنَيَاتِكُم، عَارِفِينَ أَنَّ لَكُم مُقْتَنًى أَفْضَلَ وأَبْقَى.
إِذًا فلا تَتَخَلَّوا عَن ثِقَتِكُم، فإِنَّ لَهَا ثَوابًا عَظِيمًا.
وأَنْتُم بِحَاجَةٍ إِلى ثَبَات، لِتَعْمَلُوا بِمَشِيئَةِ الله، فَتَنَالُوا الوَعْد.
فبَعْدَ قَلِيلٍ قَلِيل، سَيَأْتِي الآتِي ولا يُبْطِئ.
أَمَّا البَّارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا، وَإِنِ ٱرْتَدَّ فلا تَرْضَاهُ نَفْسِي!
أَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا أَبْنَاءَ ٱرْتِدَادٍ لِلهَلاك، بَلْ أَبْنَاءُ إِيْمَانٍ لِلخَلاص.

إنجيل القدّيس يوحنّا ١٧ : ٢٠ – ٢٣

قالَ الرَبُّ يَسوع: «يا أبتِ، لا أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ هؤُلاءِ وَحْدَهُم، بَلْ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الَّذينَ بِفَضْلِ كَلِمَتِهِم هُمْ مُؤْمِنُونَ بِي.
لِيَكُونُوا كُلُّهُم وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ فيَّ، يَا أَبَتِ، وأَنَا فِيك، لِيَكُونُوا هُم أَيضًا وَاحِدًا فِينَا، لِكَي يُؤْمِنَ العَالَمُ أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.
أَنَا وَهَبْتُ لَهُمُ المَجْدَ الَّذي وَهَبْتَهُ لي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ وَاحِد.
أَنَا فِيهِم، وأَنْتَ فيَّ، لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ في الوَحْدَة، فَيَعْرِفَ العَالَمُ أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي، وأَنَّكَ أَحْبَبْتَهُم كَمَا أَحْبَبْتَنِي.

النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة – إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)

القدّيس يوحنّا كاسيان (360 – 435)، مؤسّس دير في مرسيليا

محاضرات، المحاضرة 10: 6-7

«فَلْيكونوا بِأَجمَعِهم واحِدًا: كَما أَنَّكَ فِيَّ، يا أَبَتِ»

لقد صلّى مخلّصنا هذه الصلاة لأبيه من أجل تلاميذه: “لِتَكونَ فيهمِ المَحبَّةُ الَّتي أَحبَبتَني إِيَّاها وأَكونَ أَنا فيهِم”؛ وأيضًا: “فَلْيكونوا بِأَجمَعِهم واحِدًا: كَما أَنَّكَ فِيَّ، يا أَبَتِ، وأَنا فيك”.

إنّ هذه الصّلاة تتحقّق كاملةً فينا عندما يمرّ الحبّ الكامل الّذيأحبّنا فيه الله أوّلاً” (1يو4: 10) في حركة قلبنا نفسها بحسب غاية صلاة ربّنا هذه… يحصل ذلك عندما نكرّس كلّ حبّنا، كلّ رغبتنا، كلّ قوانا، كلّ سعينا، كلّ فكرنا، كلّ ما نعيشه، وكلّ ما نتكلّم عنه، كلّ ما نتنفّسه، لله وحده؛ عندما تمرّ الوحدة الموجودة بين الآب والابن وبين الابن والآب في نفسنا وفي قلبنا – أي عندما نقتدي بالمحبّة الحقيقيّة، الطاهرة والأبديّة الّتي يحبّنا إيّاها، نصبح متّحدين معه نحن أيضًا في محبّة مستمرّة وثابتة، ومتعلّقين به لدرجة أنّ كلّ تنفّسنا، كلّ فكرنا، كلّ لغتنا لا تكون إلاّ هو.

هكذا، نصل إلى الغاية… الّتي تمنّى الربّ في صلاته أن يراها تتمّ فينا: “فَلْيكونوا بِأَجمَعِهم واحِدًا: كَما أَنَّكَ فِيَّ، يا أَبَتِ، وأَنا فيك… لِيَبلُغوا كَمالَ الوَحدَة ويَعرِفَ العالَمُ أَنَّكَ أَنتَ أَرسَلتَني وأَنَّكَ أَحبَبتَهم كَما أَحبَبتَني… يا أَبَتِ، إِنَّ الَّذينَ وهَبتَهم لي أُريدُ أَن يَكونوا معي حَيثُ أَكون”.

هذا ما هو مُعَدٌّ لِمَن يُصلّي في الوَحدة، وهذا ما يجب أن يوجِّه إليه كلَّ جهوده: أن ينال نعمة الحصول، منذ هذه الحياة، على تصوّر للنّعيم المستقبليّ، وعلى تذوُّق مُسبَق، في جسده المائت، لحياة السماء ومجدها.

‫شاهد أيضًا‬

يسوع الطبيب الشافي القدير

صلاة إلى يسوع الشافييا يسوع المسيح، الطبيب الإلهي والشافي القدير،نتقدم إليك اليوم بإيمان و…