الخميس من الأسبوع الرابع بعد الدنح

سفر أعمال الرسل 8 : 14 – 25
وسَمِعَ ٱلرُّسُلُ ٱلَّذينَ في أُورَشَليمَ أَنَّ أَهْلَ ٱلسَّامِرَةِ قَدْ قَبِلُوا كَلِمَةَ ٱلله، فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِم بُطْرُسَ ويُوحَنَّا.
فَٱنْحَدَرا وصَلَّيَا مِنْ أَجْلِهِم لِيَنَالُوا ٱلرُّوحَ ٱلقُدُس؛
لأَنَّ ٱلرُّوحَ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَد نَزَلَ على أَحَدٍ مِنْهُم، وإِنَّمَا كَانُوا قَدِ ٱعْتَمَدُوا فَقَط بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ يَسُوع.
حينَئِذٍ أَخَذَ بُطْرُسُ ويُوحَنَّا يَضَعَانِ ٱلأَيْدي علَيْهِم فَيَنَالُونَ ٱلرُّوحَ ٱلقُدُس.
ورَأَى سِيمُونُ أَنَّ ٱلرُّوحَ يُوهَبُ بِوَضْعِ أَيْدي ٱلرَّسُولَيْن، فَقَدَّمَ لَهُمَا مَالاً،
وقَال: « أَعْطِيانِي أَنَا أَيْضًا هذَا ٱلسُّلْطَان، حَتَّى يَنَالَ ٱلرُّوحَ ٱلقُدُسَ مَنْ أَضَعُ علَيهِ يَدَيَّ!».
فَقَالَ لَهُ بُطْرُس: « فَلْتَذْهَبْ فِضَّتُكَ مَعَكَ إِلى ٱلهَلاك! فَقَدْ ظَنَنْتَ أَنَّكَ تَقتَنِي عَطِيَّةَ ٱللهِ بِٱلمَال!
فلا نَصِيبَ لَكَ في هذَا ٱلأَمْرِ ولا مِيرَاث، لأَنَّ قَلْبَكَ غَيرُ مُسْتَقِيمٍ أَمَامَ ٱلله!
فَتُبْ عَنْ شَرِّكَ هذَا، وَٱسْأَلِ ٱلرَّبَّ عَسَاهُ يَغْفِرُ لَكَ مَا رَاوَدَ قَلبَكَ!
فَإِنِّي أَرَاكَ في مَرَارَةِ ٱلعَلْقَمِ وقُيُودِ الآثَام!».
فَأَجَابَ سِيمُونُ وقَال: « إِسْأَلا أَنْتُمَا ٱلرَّبَّ مِنْ أَجْلي لِئَلاَّ يُصيبَني شيءٌ مِمَّا قُلتُما».
أَمَّا هُمَا فَبَعْدَ أَنْ شَهِدَا ونَادَيَا بِكَلِمَةِ ٱلرَّبّ، عَادَا إِلى أُورَشَليمَ وهُمَا يُبَشِّرَانِ في قُرًى كَثِيرَةٍ لِلسَّامِرِيِّين.
إنجيل القدّيس لوقا 17 : 11 – 19
فِيمَا كانَ يَسُوعُ ذَاهِبًا إِلى أُورَشَلِيم، ٱجْتَازَ ما بَيْنَ السَّامِرَةِ والجَلِيل.
وفِيمَا هُوَ يَدْخُلُ إِحْدَى القُرَى، لَقِيَهُ عَشَرَةُ رِجَالٍ بُرْص، فَوَقَفُوا مِنْ بَعِيد،
وَرَفَعُوا أَصْواتَهُم قَائِلين: «يا يَسُوع، يَا مُعَلِّم، إِرْحَمْنا!».
وَرَآهُم يَسُوعُ فَقالَ لَهُم: «إِذْهَبُوا وأَرُوا أَنْفُسَكُم لِلْكَهَنَة». وفيمَا هُمْ ذَاهِبُونَ طَهُرُوا.
فَلَمَّا رَأَى وَاحِدٌ مِنْهُم أَنَّهُ قَدْ شُفِيَ، عَادَ وَهوَ يُمَجِّدُ اللهَ بِصَوتٍ عَظِيم.
وٱرْتَمَى عَلَى وَجْهِهِ عِنْدَ قَدَمَي يَسُوعَ يَشْكُرُه، وكانَ سَامِرِيًّا.
فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقال: «أَمَا طَهُرَ العَشَرَة؟ فَأَيْنَ التِّسعَة؟
أَمَا وُجِدَ فِيهِم مَنْ يَعُودُ لِيُمَجِّدَ اللهَ سِوَى هذَا الغَريب؟!».
ثُمَّ قالَ لَهُ: «قُمْ وٱذْهَبْ، إِيْمَانُكَ خَلَّصَكَ!».
النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة – إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)
القدّيس بِرنَردُس (1091 – 1153)، راهب سِستِرسيانيّ وملفان الكنيسة
عظات متفرّقة
«أَليسَ العَشَرَةُ قد بَرِئوا؟ فأَينَ التِّسعَة؟»
في أيّامنا هذه نرى كثيرين من النّاس يصلّون، ولكن يا للأسف لا نرى منهم من يعود أدراجه ليشكر الله على نعمه. “أَليسَ العَشَرَةُ قد بَرِئوا؟ فأَينَ التِّسعَة؟”. أظن أنّكم تذكرون أن المخلّص قد تذمّر بهذه الكلمات من جحود البرص التّسعة. نقرأ أنّهم كانوا يعرفون جيّدًا كيف يصلّون ويطلبون ويترجّون لأنهم رفعوا الصّوت صارخين: “رُحْماكَ يا يسوع، أَيُّها المُعَلِّم!”. لكنّه قد نقصهم شيء رابع سمّاه القدّيس بولس “الحمد” (راجع 1تم 2: 1) لأن هؤلاء التّسعة لم يعودوا ليحمدوا الله.
كذلك، نرى أيضًا في وقتنا الحاضر عددًا من الأشخاص يطلبون من الله بإلحاح ما ينقصهم، ولكن نرى أن عددًا قليلاً منهم يعترفون بالخير الّذي نالوه بفضل الصّلاة. ليس هناك من ضيرٍ في الطّلب بإلحاح ولكن ما يجعل الرّب لا يستجيب دعاءنا هو أنهّ يرانا جاحدين للنعمة.
في النهاية قد يكون عدم الاستجابة هذا عمل رحمة من الرّب بألاّ يعطي الجاحدين ما يطلبون كي لا يدانوا بشدّة أكثر بسبب جحودهم… إذاً إن الرّب لا يستجيب في بعض الأحيان الطّلب بدافع من رحمته… ترون إذًا كلّ الّذين برؤا من البرص في العالم، أعني من شتّى الأمراض والمحن، لا يستفيدون من شفائهم هذا. فبعضهم بالفعل قد أصابهم مرض أشدّ من البرص وأشد خطرًا كلما كان مرضًا داخليًا. لهذا السّبب قد سأل الرّب عن التّسعة الباقين لأن الخطأة يبتعدون عن الخلاص. هكذا، بعد الخطيئة الأولى سأل الله الإنسان الأول: “أينَ أنتَ” (تك 3: 9)
البابا يشكر جميع الأشخاص الذين يصلون من أجله ومن يعتنون به في المستشفى
موقع الفاتيكان نيوز في وقت ما يزال فيه البابا فرنسيس يتلقى العلاج في مستشفى جيميلي بروما ن…