يوليو 2, 2023

الراعي في القبيات العكارية مع الشبيبة

الراعي في القبيات العكارية مع الشبيبة

زيارة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي
الى كنيسة سيدة الغسالة – القبيات
السبت ١ تموز ٢٠٢٣

قبيل افتتاحه اللقاء الرابع للشبيبة قام غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي صباح اليوم السبت الأول من تموز 2023 بزيارة راعوية الى القبيات – عكار يرافقه النائب البطريركي العام المطران حنا علوان وعدد من كهنة الدائرة البطريركية وقد استهلها من كنيسة سيدة الغسالة حيث كان في استقباله راعي الابرشية المطران يوسف سويف، وسيادة المطران ادوار ضاهر راعي الأبرشية للروم الكاثوليك، والنائب جيمي جبور، والنائب السابق هادي حبيش ورئيس المجلس البلدي عبدو عبدو وممثل مفتي عكار الشيخ زيد زكريا اضافة الى لفيف من الكهنة والراهبات وحشد من فعاليات وابناء القبيات والمنطقة. عند الوصول كانت كلمة للمطران يوسف سويف رحّب فيها بزيارة ”الاب الى ابنائه“ كما رحب بالشخصيات الدينية والرسمية وبأهالي المنطقة. كما شكر غبطته على زيارته للأبرشية، وخاصة منطقة عكار العزيزة على قلبه، واضاف ان من أسباب الزيارة هو مكتب راعوية الشبيبة الذي يحيي في كل المناطق أياماً تحضّر لليوم العالمي للشبيبة والذي سيتم في شهر آب المقبل ويترأسه قداسة البابا الذي أعلن شعار هذه السنة وهو “قامت مريم ومضت مسرعة“. وتابع المطران سويف: ”عندما سمع صاحب الغبطة أن اللقاء سيكون في عكار قال لهم أنه سينهض ويذهب مسرعاً الى عكار، فألف شكر لك يا صاحب الغبطة“. ولفت سيادته الى أنه بعد كلمات الترحيب وبعد المحطة الأولى سيُمضي غبطته وقتاً مع الشبيبة التي أتت من كل الرعايا، وجمال هذا اللقاء أن الأب يلتقي مع ابنائه، وأضاف أن غبطته سيطرح موضوع بخطوط وعناوين أساسية، ولكنه بشكل أساسي سيستمع الى الشبيبة، مكرراً الشكر لغبطته على حضوره المليء بالاصغاء للشبيبة ولوجعها ومشاكلها وضياعها، هذا الضياع الذي دائما ما يتحدث عنه صاحب الغبطة، لأنه يكفي خسارة لشبيبتنا أمام كل هذا الضيق والأزمات التي يعيشها لبنان، ونصلي كي يُنير الله عقول وقلوب المسؤولين. وشدد المطران سويف على محبة غبطته للبنان الرسالة والمحايد عن الصراعات، والمليء بالطاقات والكفاءات كي يكون بالفعل مميزاً، مؤكدًا أن عكار على الرغم من الحرمان الذي تعاني منه مليئة بالمبادرات الفردية ومبادرات من جمعيات ومؤسسات. وختم قائلاً انه ينتظر مع الشبيبة بشوق كبير كلمة وتوجيه وبركة صاحب الغبطة.
من جهته القى البطريرك الراعي كلمة قال فيها: ” أحيي السادة المطارنة الموجودين وكل الآباء والكهنة والنواب والمخاتير ورؤساء البلديات والفعاليات والشبيبة والأهالي، هذا اللقاء يجمعني اليوم بكل أهالي عكار وبشكل خاص أهالي القبيات هذه الأرض التي نحبها لأنها تخدم لبنان أكثر من أي منطقة أخرى، فهنا خزان الجيش والقوى الأمنية الذين يُقابلون اليوم بنكران الجميل، عكار في قلبنا ونحمل همومها، ونطالب بحقوقها وباستعادة كرامتها وأن تعتني بها الدولة اللبنانية فهذا شعب طيّب ومناضل.
وأضاف غبطته: ” أنا سعيد جداً بوجودي هنا اليوم مع الشبيبة، فقد عرفت من مكتب راعوية الشبيبة أن هناك أكثر من 500 شخص قد تسجلوا للمشاركة معنا اليوم في أيام الشبيبة الرسولية المنطلقة مما طرحه قداسة البابا فرنسيس الذي سيحي اليوم العالمي للشبيبة في لشبونة من 3 الى 6 آب المقبل، لذا أنا أحيي كل الشبيبة الموجودة اليوم التي أتت لتعيش فرح الأخوة ولتشديد العزيمة، ولنقول لهم أنه حتى لو كانت أيامنا صعبة فنحن معهم ونسندهم، هذه هي الغاية من هذه اللقاءات، ونعم نحن نقول أنه لولا شبيبتنا فلا مستقبل لنا، ومع أننا نخسر جزءاً كبيراً من شبيبتنا بسبب الأزمات السياسية التي تنعكس على كافة مجالات الحياة، ونحن يجب أن نساعد شبيبتنا كي يبقوا صامدين، وتاريخنا هو تاريخ صمود، شبابنا بحاجة لأن يعيشوا بكرامة فشبابنا مصمم على البقاء في لبنان وعلى الاستمرار هنا.”
وختم غبطته: ” البطريركية والمطرانيات والكهنة وكل أصحاب الارادة الطيبة، سنتكاتف ونتعالى على الجراح حتى يستعيد لبنان الكرامة ويستعيد دوره في هذا العالم، فكل من زار لبنان يحزن على وضع لبنان الحالي، وهذا يقتضي منا أن نغيّر وأن نتوقف عن ان نكون عالة على غيرنا من الدول، وأنا شخصيأً أخجل عندما أرى وأسمع أشخاصاً من خارج لبنان يطلبون منا أن ننتخب رئيسًا للجمهورية، فكل من يزور بكركي ويطرح معي هذا الموضوع أقول له أنني أشعر بالخجل من هذا الأمر لأنه غير منطقي ولا يدخل في عقول الناس، فكيف لرجال السياسة أن يهدموا البلد. لكن نحن لا نخجل من بعضنا، ونطلب من سيدة الغسالة أن تشفع بنا ونلتمس منها بنوع خاص أن تغسل قلوب الجميع من الأفكار القديمة ومن المشاريع المدمّرة التي لا نفع لها، وأن تغسل ضمائرنا كي نطوي الصفحة ونمشي الى الامام. فلتبارك مريم العذراء حياتكم، وليبارككم الرب ويكون معكم باستمرار، لمجد الثالوث الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين.”
وفي صالون الرعية كانت كلمة ترحيب لرئيس بلدية القبيات عبدو عبدو رحب فيها بصاحب الغبطة والحضور معتبرًا ان مواقف البطريرك الراعي تصب في مصلحة لبنان وكل اللبنانيين وان بكركي تشكل مرجعًا وطنيًا وهي لا تهدف الا لخلاص لبنان وحماية صيغته الفريدة ونموذجيته في العيش الواحد بين المسيحيين والمسلمين.
ثم كانت كلمة لممثل سماحة مفتي عكار الشيخ زيد زكريا قال فيها: ”ان زيارة صاحب الغبطة تشكل صفحة مجيدة في تاريخ عكار وهذا اليوم هو من اجمل ايام عكار التي تستقبله وترحب به بكل اطيافها ومشاربها ومذاهبها“. واضاف: ” باسم سماحة مفتي عكار وباسم اللقاء الروحي في عكار وباسم كل المؤسسات الدينية في عكار نقول لكم اهلا وسهلا بغبطتك في ارض عكار. قيل قديمًا من نذر نفسه لخدمة دينه ووطنه فسيعيش متعبًا لكن يحيا كبيرًا ويموت كبيرًا ويُبعث عند الله كبيرًا.“ وختم: ”صاحب الغبطة جميع اللبنانيين اليوم يعولون على غبطتكم لما تمثلون من مقام سام حتى يخرج لبنان من كبوته مؤكدًا ان كنائس عكار ومساجدها تفرح اليوم كما كل ابناء عكار مسلمين ومسيحيين.“
بعدها القى البطريرك الراعي كلمة شكر توجه خلالها بالمعايدة الى المسلمين بعيد الاضحى منددًا بكل شكل من اشكال الاعتداء على المقدسات وكان آخرها احراق نسخة من القرآن الكريم في السويد. واضاف غبطته: ” أشكر رئيس المجلس البلدي وسماحة مفتي عكار على الكلمات اللطيفة والمعبرة عن محبة اهل عكار“. وتابع: ”لا يمكننا الفصل بين الصلاة والعمل. لا يكفي ان نسمع فقط كلام الله انما يجب ان نعيشه ونحوله الى اعمال. وهذا ما يجب ان نحافظ عليه كعائلة واحدة مسيحيين ومسلمين. وعمق مفهوم العيش المشترك هو ان يعيش كل واحد منا ايمانه بإخلاص اينما وجد وفي اي موقع كان. في البرلمان وفي الحكومة وفي البيت والسوق، في التجارة والاقتصاد والاعلام وفي كل حقول الحياة وعلى كل المستويات. وما اوصلنا الى معاناتنا الحالية هو ان هناك هوة بين ما نؤمن به وما نفعله. فإذا عدنا كلنا الى الله نلتقي لنعود عائلة واحدة“. وختم غبطته: ”يقول البعض ان البطريرك يتعاطى في السياسة. هذا خطأ لانني اتكلم عن القيم الروحية والادبية والاخلاقية التي يجب ان تُترجم في السياسة وفي العمل التجاري والاقتصادي والاعلامي والا ماذا ينفعنا العمل من دون قيم. فلبنان بني اساسًا على القيم وهذه هي قيمة شعبه واهمية دوره.“

‫شاهد أيضًا‬

السر المسيحاني في إنجيل مرقس

الخوري أنطوان القزّي مقالات/ 2023-09-23 مقدّمة“بشارة يسوع المسيح ابن الله”…