يونيو 1, 2024

السبت الثاني من زمن العنصرة

الإنجيل اليومي


سفر أعمال الرسل 33-21b:5

يا إِخْوَتِي، جَاءَ عَظِيمُ ٱلأَحْبَارِ وٱلَّذِينَ مَعَهُ، ودَعَوا ٱلمَجْلِسَ وشُيُوخَ بَنِي إِسْرَائِيل، وأَرْسَلُوا إِلى ٱلسِّجْنِ لِيُحْضِرُوا الرُسُل.
وذَهَبَ ٱلحَرَسُ فَلَمْ يَجِدُوهُم في ٱلسِّجْن، فَعَادُوا وأَخْبَرُوا
قَائِلين: «وَجَدْنا ٱلسِّجْنَ مُغْلَقًا بِكُلِّ إِحْكَام، وٱلحُرَّاسَ واقِفِينَ عَلى ٱلأَبْوَاب، ولكِنْ لَمَّا فَتَحْنَا، لَمْ نَجِدْ في ٱلدَّاخِلِ أَحَدًا».
فَلَمَّا سَمِعَ قائِدُ حَرَسِ ٱلهَيْكَلِ وٱلأَحْبَارُ هذَا ٱلكَلام، تَحَيَّرُوا في أَمْرِ ٱلرُّسُل، وتَساءَلُوا: «مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا؟».
وجَاءَ رَجُلٌ فأَخْبَرَهُم: «هَا إِنَّ ٱلرِّجَالَ ٱلَّذِينَ وَضَعْتُمُوهُم في ٱلسِّجْنِ وَاقِفُونَ في ٱلهَيْكَلِ يُعَلِّمُونَ ٱلشَّعْب!».
حِينَئِذٍ مَضَى ٱلقَائِدُ مَعَ حَرَسِهِ، وأَحْضَرُوهُم بِغَيرِ عُنْفٍ لأَنَّهُم كَانُوا يَخَافُونَ مِنَ ٱلشَّعْب، لِئَلاَّ يُرْجَمُوا.
وَلَمَّا أَحْضَرُوهُم، أَقَامُوهُم في ٱلمَجْلِس، وسَأَلَهُم عَظِيمُ ٱلأَحْبَارِ
قَائِلاً: «لَقَدْ أَمَرْناكُم أَمْرًا أَلاَّ تُعَلِّمُوا بِهذَا ٱلٱسْم. وهَا إِنَّكُم مَلأَتُمْ أُورَشَلِيمَ بِتَعْلِيمِكُم، وتُرِيدُونَ أَنْ تَجْلُبُوا علَيْنَا دَمَ هذَا ٱلرَّجُل!».
فَأَجَابَ بُطْرُسُ وٱلرُّسُلُ وقَالُوا: «أَللهُ أَحَقُّ بِٱلطَّاعَةِ مِنَ ٱلبَشَر!
إِنَّ إِلهَ آبَائِنَا قَدْ أَقَامَ يَسُوعَ ٱلَّذِي قَتَلْتُمُوهُ أَنْتُم، إِذْ علَّقتُمُوهُ عَلى خَشَبَة.
هذَا رَفَعَهُ ٱللهُ بِيَمِينِهِ رَئِيسًا وَمُخَلِّصًا لِيَمْنَحَ إِسْرائِيلَ ٱلتَّوْبَةَ وغُفْرَانَ ٱلخَطَايَا.
ونَحْنُ شُهُودٌ عَلى هذِهِ ٱلأُمُور، نَحْنُ وٱلرُّوحُ ٱلقُدُسُ ٱلَّذِي وَهَبَهُ ٱللهُ لِلَّذِينَ يُطِيعُونَهُ».
فَلَمَّا سَمِعَ أَعْضَاءُ ٱلمَجْلِسِ هذَا ٱلكَلام، حَنِقُوا، وعَزَمُوا عَلى قَتْلِ ٱلرُّسُل.


إنجيل القدّيس يوحنّا 16 : 1 – 4

قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «كَلَّمْتُكُم بِهذَا لِئَلاَّ تَعْثُرُوا.
سَيَفْصِلُونَكُم مِنَ المَجَامِع. بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ يَظُنُّ فِيهَا كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُم أَنَّهُ يُؤَدِّي للهِ عِبَادَة.
وسَيَفْعَلُونَ هذَا بِكُم، لأَنَّهُم مَا عَرَفُوا الآب، ولا عَرَفُونِي.
لكِنِّي كَلَّمْتُكُم بِهذَا، حَتَّى إِذَا حَانَتِ السَّاعَةُ تَتَذَكَّرُونَ أَنِّي قُلْتُهُ لَكُم. ولَمْ أَقُلْ لَكُم هذَا مُنْذُ البَدْءِ لأَنِّي كُنْتُ مَعَكُم.

النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة – إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)

القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 – 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة

العظة 77 عن إنجيل القدّيس مرقس

«وسيَفعَلونَ ذلك لأنّهم لم يَعرفوا أبي، ولا عَرَفوني»

لقد أعطى الرّب يسوع المسيح لتلاميذه دافعًا جديدًا للتعزية إذ قال لهم: “سَيَفعلونَ ذلك لأَنَّهم لم يَعرِفوا أَبي، ولا عَرَفوني”، أيّ أنّه يكفيكم كتعزية أن تفكّروا بأنّكم تتألّمون من أجلي ومن أجل أبي.

ثمّ علّمهم أنّه تَنبّأ لهم بهذه المِحَن كي يتداركَ الاضطراب الذي قد يتملّك القلوب غير المستعدّة نتيجة الأزمات التي لم يتوقّعوها، رغم كونها لفترة قصيرة: “قلتُ لكم هذه الأشياء لِتَذكُروا إذا أتَتِ الساعةُ أنّي قلتُها لكم”.

تلك الساعة كانت ساعة الظلمة، ساعة الليل، لكنّ ليل اليهود لم يتمكّن من إحلال ظلامه على أنوار نهار الرّب يسوع المسيح. دافع آخر جَعلَه يُطلعُهم مُسبقًا على هذه المِحَن؛ كي يُقنعَهم بأنّ المستقبل حاضر بالنسبة إليه، كما أعلنَ من خلال هذه الكلمات: “وقد قُلتُ لَكم هذهِ الأَشْياءَ لِتَذكُروا إِذا أَتَتِ السَّاعَة أَنِّي قلتُها لَكم”. كما لم يردْ أيضًا أن يقولوا إنّه قامَ بمَدحهم وبإسماعهم كلامًا ممتعًا.

‫شاهد أيضًا‬

الرّجاء في زمن الحرب

الأب الياس كرم : يبقى الرّجاء السّمة الأساسية في قلوب وعقول اللبنانيين أمام هذه الضّيقة ال…