مايو 4, 2024

السبت الخامس من زمن القيامة

الإنجيل اليومي

رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي 2 : 19 – 30

يا إخوَتِي، أَرجُو في الرَّبِّ يَسُوعَ أَنْ أُرْسِلَ إِلَيكُم طِيمُوتَاوُسَ عاجِلاً، لِتَطِيبَ نَفْسِي أَنَا أَيْضًا، مَتَى ٱطَّلَعْتُ على أَحْوالِكُم.
فَلَيْسَ لي أَحدٌ غَيْرُهُ يُعْنَى مِثْلِي بِأَحْوالِكُم عِنَايَةً صَادِقَة.
فإنَّ الجَمِيعَ يَطْلُبُونَ ما هُوَ لأَنْفُسِهِم، لا مَا هُو لِيَسُوعَ المَسِيح.
فإِنَّكُم تَعْرِفُونَ خِبْرَتَهُ، لأَنَّهُ خَدَمَ معِي في سَبيلِ الإِنْجِيلِ كَٱلٱبْنِ معَ أَبِيه.
فَهُوَ الَّذي أَرْجُو أَنْ أُرْسِلَهُ إِلَيْكُم عاجِلاً، حِينَ أَرَى ما سَيَكُونُ مِن أَمْرِي.
وأَنا واثِقٌ بِالرَّبِّ أَنِّي أَنا أَيْضًا سَآتِيكُم عاجِلاً.
وقَد حَسِبْتُ مِنَ الضَّرُورِيِّ أَنْ أُرْسِلَ إِلَيْكُم إِبَفْرُدِيطُسَ أَخِي ومُعَاوِنِي ورَفِيقِي في الجِهَاد، ورَسُولَكُم لِيَخْدُمَنِي في حَاجَتِي.
فإِنَّهُ كانَ مُتَشَوِّقًا إِلَيْكُم جَمِيعًا، ومُغْتَمًّا لأَنَّكُم سَمِعْتُم بِمَرَضِهِ.
فقد مَرِضَ حتَّى المَوت، لكِنَّ اللهَ ترأَّفَ بِهِ، لا بِهِ وَحْدَهُ، بَل بِي أَنا أَيْضًا، لِئَلاَّ أَزْدَادَ حُزْنًا على حُزْن.
وسَأُرْسِلُهُ إِلَيْكُم عاجِلاً، حتَّى تَرَوهُ، فيَعُودَ الفَرَحُ إِلَيْكُم، ويَخِفَّ حُزْنِي.
فٱسْتَقْبِلُوهُ إِذًا في الرَّبّ، بكُلِّ فَرَح، وعامِلُوا أَمْثَالَهُ بِالإِكْرَام.
فإِنَّهُ قَدْ أَشْرَفَ على المَوْتِ في سَبِيلِ العَمَلِ لِلمَسِيح، وقَد خَاطَرَ بِنَفْسِهِ، لِيُكَمِّلَ ما نَقَصَ مِنْ خِدْمَتِكُم لِي.


إنجيل القدّيس متّى 17 : 24 – 27

لَمَّا وَصَلُوا إِلى كَفَرْنَاحُومَ دَنَا جُبَاةُ الدِّرْهَمَيْنِ مِنْ بُطْرُس، وقَالُوا لَهُ: «أَلا يُؤَدِّي مُعَلِّمُكُم ضَرِيْبَةَ الدِّرْهَمَين؟».
قَالَ بُطرُس: «بَلى!». ومَا إِنْ دَخَلَ البَيْتَ حَتَّى بَادَرَهُ يَسُوعُ بِقَولِهِ: «مَا رَأْيُكَ، يَا سِمْعَان؟ مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ الأَرْضِ الجِزْيَةَ أَوِ الضَّريبَة؟ أَمِنْ بَنِيهِم أَمْ مِنَ الغُرَبَاء؟».
قَالَ بُطْرُس: «مِنَ الغُرَبَاء». فقَالَ لَهُ يَسُوع: «فَالبَنُونَ إِذًا أَحْرَار!
ولكِنْ لِئَلاَّ نُشَكِّكَهُم، إِذْهَبْ إِلى البُحَيْرَة، وأَلْقِ الصِّنَّارَة، وأَوَّلُ سَمَكةٍ تَطْلُعُ أَمْسِكْهَا، وٱفْتَحْ فَاهَا تَجِدْ أَرْبَعَةَ درَاهِم، فَخُذْهَا، وأَدِّهَا عَنِّي وعَنْكَ».


النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة – إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)


القدّيس أمبروسيوس (نحو 340 – 379)، أسقف ميلانو وملفان الكنيسة

تأمّل حول المزمور 49[48]، 14-15

«فَالبَنونَ مُعفَون إِذاً»

من البديهي أنّ الرّب يسوع المسيح لم يكن بحاجة إلى مصالحة لنفسه عندما صالح العالم مع الله. فلأيّة خطيئة كان عليه إرضاء الله، هو الذي لم يقترف أيّ خطأ؟ لهذا السبب قال لبطرس عندما طالبه اليهود بالدرهمين اللذين كانت تفرضهما الشريعة: ” ما رَأيُكَ، يا سِمعان؟ مِمَّن يَأخُذُ مُلوكُ الأَرضِ الخَراجَ أَوِ الجِزيَة؟ أَمِن بَنيهِم أَم مِنَ الغُرَباء؟ فَقال: مِنَ الغُرَباء. فقالَ لَه يسوع: فَالبَنونَ مُعفَون إِذاً. ولكِن لا أُريدُ أَن نَكونَ لَهم حَجَرَ عَثرَة، فَاذهَبْ إِلى البَحرِ وأَلقِ الشِّصَّ، وأَمسِكْ أَوَّلَ سمَكةٍ تَخرُجُ وَافْتَحْ فاها تَجِدْ فيه إِستاراً، فَخُذهُ وأَدِّهِ لَهم عنِّي وعَنكَ”.

يُظهر لنا الرّب يسوع هنا أنّه لم يكن بحاجة إلى التكفير عن خطاياه الشَّخصيّة لأنّه لم يكن عبدًا للخطيئة، بل كونه ابنًا لله، فهو حرٌّ من كلّ خطيئة. بالفعل، إنّ الابن حرٌّ، أمّا العبد فهو في حالة الخطيئة. بما أنّ الرّب يسوع حرٌّ من كلّ شيء، فإنّه لا يدفع أيّة جزية لافتداء روحه؛ على العكس، فإنّ دمه يفتدي بوفرةٍ خطايا العالم بأسره. بالتالي، فمن الطبيعي أن يحرِّر الآخرين، هو الذي لا يحمل أيّ ذنب.

لكنّني أذهب إلى أبعد من ذلك. فليس الرّب يسوع المسيح وحده مَن عليه ألاّ يدفع شيئًا لافتداء خطاياه الشخصيّة أو التكفير عنها. فلو نظرت إلى أيّ إنسان مؤمن، يمكنك القول إنّ أحدًا لا يحتاج إلى دفع ثمن التكفير عن ذنوبه لأنّ الرّب يسوع المسيح قد قدّم ذاته لافتداء الجميع وهو خلاص الجميع.

‫شاهد أيضًا‬

البابا يشكر جميع الأشخاص الذين يصلون من أجله ومن يعتنون به في المستشفى

موقع الفاتيكان نيوز في وقت ما يزال فيه البابا فرنسيس يتلقى العلاج في مستشفى جيميلي بروما ن…