السبت السادس عشر من زمن العنصرة
رسالة القدّيس يعقوب ٥ : ١٣ – ٢٠
يا إِخوَتِي : هَلْ فيكُم مَنْ يُعانِي مَشَقَّة؟ فَليُصَلِّ! أَو مَسْرٌورٌ؟ فَلْيُرَنِّمْ!
وهَلْ فيكُم أَحَدٌ مرِيض؟ فَلْيَدْعُ كَهَنَةَ الكَنِيسَة، وَلْيُصَلُّوا عَلَيْه، ويَمْسَحُوهُ بِالزَّيتِ بِٱسْمِ الرَّبّ!
فَصَلاةُ الإِيْمَانِ تَشْفِي المَرِيض، والرَّبُّ يُقِيمُهُ، وإِنْ كانَ قَدِ ٱقْتَرَفَ خَطايَا، فَتُغْفَرُ لهُ.
إِذًا فَٱعْتَرِفُوا بَعْضُكُم لِبَعْضٍ بخَطَايَاكُم. وصَلُّوا بَعضُكُم مِن أَجْلِ بَعْضٍ لِكَي تَنالُوا الشِّفاء؛ لأَنَّ صَلاةَ البَارِّ الحَارَّةَ لَهَا قُوَّةٌ عَظِيمَة.
كانَ إِيلِيَّا بَشَرًا مِثْلَنَا، فصَلَّى بِحَرَارَةٍ حَتَّى لا يَنْزِلَ الْمَطَر، فلَمْ يَنْزِلِ الْمَطَرُ عَلى الأَرْضِ ثَلاثَ سِنِينَ وسِتَّةَ أَشْهُر.
ثُمَّ صلَّى مِنْ جَدِيد، فَأَمْطَرَتِ السَّمَاء، وأَخَرَجَتِ الأَرْضُ ثَمَرَهَا.
يا إِخْوَتِي، إِنْ ضَلَّ أَحَدٌ بَيْنَكُم عنِ الحَقِّ، ورَدَّهُ أَحدٌ عَنْ ضَلالِهِ،
فَٱعْرِفُوا أَنَّ الَّذي ردَّ خَاطِئًا عَن طَرِيقِهِ الضَّالّ، يُخَلِّصُهُ مِنَ الْمَوت، ويَسْتُرُ جَمًّا مِن الخَطايَا.
إنجيل القدّيس لوقا ١٩ : ٤١ – ٤٤
لَمَّا ٱقْتَرَب يَسُوعُ مِنْ أُورشَلِيم، رَأَى المَدِينَةَ فَبَكَى عَلَيْهَا،
قَائِلاً: «لَيْتَكِ عَرَفْتِ أَنْتِ أَيْضًا، في يَومِكِ هذَا، مَا يَؤُولُ بِكِ إِلى السَّلام! ولكِنَّهُ حُجِبَ الآنَ عَنْ عَيْنَيْكِ!
فَإِنَّهَا سَتَأْتي عَلَيْكِ أيَّامٌ يُحَاصِرُكِ فِيهَا أَعْداؤُكِ بِالمَتَارِيس، وَيُحِيطُونَ بِكِ، وَيُضَيِّقُونَ عَلَيْكِ مِنْ كُلِّ جِهَة،
وَيَسْحَقُونَكِ، وَيَسْحَقُونَ أَوْلادَكِ فِيكِ، وَلا يَتْرُكُونَ فِيكِ حَجَرًا عَلى حَجَر، لأَنَّكِ مَا عَرَفْتِ وَقْتَ ٱفْتِقَادِ اللهِ لَكِ!».
النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة – إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)
القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
أحاديث عن المزامير، مز 122[121]
«لَيتَكِ عَرَفتِ أَنتِ أَيضًا في هَذا ٱليَومِ طَريقَ ٱلسَّلام!»
ليحلّ “السَّلامُ في أَسوارِكِ والسَّكينَةُ في قُصورِكِ!” (مز 122[121]: 7). يا “أورَشَليمُ المَبنِيَّةُ كَمدينةٍ في وَحدَةٍ مُتَماسِكة” (مز 122[121]: 3)، سلامٌ في قوّتك، وسلامٌ في حبّك! لأنّ قوّتك هي حبّك. اسمعي نشيد الإنشاد: “إِنَّ الحُبَّ قَوِيٌّ كالمَوت” (نش 8: 6). يا لهذه الكلمات الرائعة، إخوتي!… من يقاوم الموت؟ قد نقاوم النيران، السيول، الحديد، أو قد نقاوم المستبدين والملوك؛ لكن متى يأتي الموت، من يستطيع مقاومته؟ ليس شيئًا أقوى منه.
وحده الحبّ يستطيع أن يُقاس بقوّته؛ نستطيع أن نقول أنّ الحبّ قويّ كالموت. لأنّ الحبّ يقتل ما كنّا عليه كي يجعلنا نصبح ما لم نكن عليه بعد. إنّه يكمّل فينا عمل الموت. لقد مات القدّيس بولس من هذا الموت، هو الّذي قال: “وفيه أَصبَحَ العالَمُ مَصْلوبًا عِنْدي، وأَصبَحتُ أَنا مَصْلوبًا عِندَ العالَم” (غل 6: 14)، ومن هذا الموت مات اولئك الّذين قال لهم: “لأَنَّكم قد مُتُّم وحَياتُكم مُحتَجِبةٌ معَ المسيحِ في الله” (كول 3: 3). “إِنَّ الحُبَّ قَوِيٌّ كالمَوت”… ليكن السلام في قوّتكِ يا اورشليم؛ ليكن السلام في حبّكِ. وبهذه القوّة، بهذا الحبّ، بهذا السلام، فلتكن “السَّكينَةُ في قُصورِكِ”، ما يعني في ارتفاعاتك… وفرة الملذّات، الغنى ألّا محدود، هذا هو الله، الّذي هو واحد؛ هذا هو الّذي يتناوله كلّ سكّان هذه المدينة. هو الّذي يصير زادنا في مدينة اورشليم.
عيد مار يعقوب أخو الربّ والرسول
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 5 : 20 – 21 . 6 : 1 – 7 يا إخوَتِي، …