سبتمبر 23, 2023

السر المسيحاني في إنجيل مرقس

الخوري أنطوان القزّي

مقالات/ 2023-09-23

مقدّمة
“بشارة يسوع المسيح ابن الله” (مر ١: ١). يبدأ مرقس كتابه بهذه العبارة التي لا فعل فيها. وقد رأى فيها المفسّرون عنوانًا لبشارة يوحنّا المعمدان، أو بالأحرى عنوانًا للإنجيل برمّته، والذي لا هدف له سوى أن يُعلن أنّ يسوع هو المسيح وهو ابن الله.
ولفظة “إنجيل” التي أُخذت من كتاب أشعيا النبيّ، تعني إعلان خبرٍ سعيد. والخبرُ السعيد هذا يبدأ في كتاب مرقس كما في أعمال الرسل، بكرازة يوحنا المعمدان. إلاّ أنّه لا يمكننا أن نُنكر أنّ هذه الآية الأولى من كتاب مرقس، تحدّد لنا التصميم الكلّي للكتاب، بحيث تُظهر لنا في مرحلةٍ أولى أنّ “يسوع هو المسيح” وتنتهي في (مر ٨: ٢٩) “فسألهم: “ومَن أنا في رأيكم أنتم؟” فأجابه بطرس: “أنت المسيح”. وفي مرحلةٍ ثانية، تُظهر لنا أنّ “يسوع هو ابن الله” وتصل هذه الحقيقة إلى ذروتها في إنجيل مرقس مع إعلان قائد المئة عند الصليب: “بالحقيقة كان هذا الرجل إبن الله” (مر ١٥: ٣٩).
بالتالي، فإنّ جلّ ما أراده مرقس من كتابه، هو تبيان أنّ يسوع هو “المسيح” وهو “ابن الله”، ذاك الذي اختاره ومسحه وأرسله ليحرّر الناس من الشيطان ومن الخطيئة والألم والموت، لا ذاك المسيح السياسيّ المُنتظر منه أن يُعيد المُلك لإسرائيل وتحريرها من النظام الرومانيّ. لذا، فعندما نُعيد قراءة كتاب مرقس على ضوء موت المسيح وقيامته، نفهم أنّ يسوع افتتح ودشَّن الملكوت من خلال حياته العلنيّة والتبشيريّة، لا سيّما في التقسيم وطرد الشياطين، والذي لن يحقّقه بشكلٍ نهائيٍّ وتامّ إلاّ بموته وقيامته.
إنّها البُشرى السارّة والخبر المُفرح الذي أراد مرقس أن يُعلنه في إنجيله: يسوع انتصر على قوى الشرّ بموته وقيامته، فكشف بذلك هويّته الإلهيّة، إنّه المسيح وهو ابن الله.
هذا ما سيكون محور دراستنا التي سنعمّقها بعرضٍ سريع ومقتضب للاهوت الكنيسة المسيحانيّ بعد أن نقوم بدراسةٍ كتابيّة لِ “يسوع المسيح ابن الله” في كتاب مرقس.

١. السرّ المسيحانيّ في إنجيل مرقس
إنجيل القدّيس مرقس هو بمثابة إعادة قراءة لحياة يسوع في الكنيسة اوالجماعة المسيحيّة الأولى المتمثّلة بالتلاميذ. أمّا الشخص المحوريّ فيهذا الكتاب فهو “يسوع المسيح ابن الله” كما أعلنه منذ البداية. وهذه ليست بفرضيّة نبحث عن تأكيدهان بل هي حقيقة إيمانيّة نسعى إلى تبيانها وإظهارها في أقوال يسوع وأفعاله.
يعكس إنجيل القدّيس مرقس همَّ الكنيسة الأولى إلى تحقيق المصالحة ما بين يسوع ابن الله (يسوع الإيمان) والمسيح المتألّم ، ابن الإنسان (يسوع التاريخ).

        ١. ١. يسوع المسيح هو ابن الله
يسوع المسيح هو ابن الله. أُعلنت هذه البنوّة جهارًا في محطّاتٍ عدّة في إنجيل مرقس:
– إعلان الآب على نهر الأردنّ عندما قبِلَ يسوع العماد من يوحنّا:
“وقال صوت من السماء: “أنتَ ابني الحبيب، بك رضيت” (مر ١: ١١).
وفي التجلّي على الجبل: “وجاءت سحابة ظلَّلتهم، وقال صوت من السحابة: “هذا هو ابني الحبيب فله اسمعوا” (مر ٩: ٧).

 – الشياطين كذلك أعلنت أنّ يسوع هو ابن الله:
“ما لنا ولكَ، يا يسوع الناصريّ؟ أَجئتَ لتُهلكنا؟ أنا أعرف من  أنت: أنتَ قدّوس الله!” (مر ١: ٢٤).
“وكان الذين فيهم أرواحًا نجسة يسجدون له إذا رأوه ويصيحون: “أنت ابن الله!” (مر ٣: ١١).

 – قائد المئة أيضًا أعلن عند الصليب فقال:
“بالحقيقة كان هذا الرجل إبن الله” (مر ١٥: ٣٩).

 وقد سعى مرقس جاهدًا إلى إظهار حقيقة بنوّة يسوع الإلهيّة، وقد رتّب نصوصه لهذا الغرض. لكن على الرّغم من ذلك، لا يمكننا أن نتجاهل العديد من الصعوبات الّلاهوتيّة التي تعترض وتعيق تفكيرنا، بل تدفعنا إلى طرح العديد من الأسئلة حول هذه الحقيقة، نذكر على سبيل المثال:
– كيف ليسوع أن يكون ابن الله، وهو ابن مريم ونحن نعرف إخوته وأخواته؟
“أَما هو النجّار ابنُ مريم، وأخو يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان؟ أَما أخواته عندنا هنا؟” (مر ٦: ٣).
– كيف ليسوع أن يكون ابن الله، وهو رفض أن يُدعى صالحًا؟
“فقال له يسوع: “لماذا تدعوني صالحًا؟ لا صالح إلاّ الله وحده” (مر ١٠: ١٨).
– كيف ليسوع أن يكون ابن الله، وهو لا يعرف متى تكون النهاية؟
“وأمّا ذلك اليوم أو تلك الساعة فلا يعرفهما أحد ولا الملائكة في السماء ولا الابن، إلاّ الآب” (مر ١٣: ٣٢).
– كيف ليسوع أن يكون ابن الله، وقد ظهر وكأنّه متروكٌ من أبيه وهو على الصليب؟
“وفي الساعة الثالثة، صرخ يسوع بصوتٍ عظيمٍ: “إيلوئي، إيلوئي، لما شبقتاني؟” أي “إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟” (مر ١٥: ٣٤).

         ١. ٢. يسوع هو ابن الإنسان
يعود أصل عبارة “ابن الإنسان” إلى تقليدين أساسيّين:
يتحدّر الأوّل من كتاب النبيّ حزقيال: “فقال لي: “يا ابن آدم، قِف على قدميك فأتكلّم معك” (حز ٢: ١).
“وبدأ يعلّمهم أنّ ابن الإنسان يجب أن يتألّم كثيرًا، وأن يرفضه الشيوخ ورؤساء الكهنة ومعلّمو الشريعة، وأن يموت قتلاً، وأن يقوم بعد ثلاثة أيّام” (مر ٨: ٣١).
“فشهد بعضهم في مكانٍ من الكتب المقدّسة: “ما هو الإنسان يا الله حتّى تذكره؟ وابن آدم حتّى تفتقده؟” (عب ٢: ٦).
أمّا الثاني فهو من النوع الرؤيويّ:
“ورأيت في منامي ذلك الليل، فإذا بمثلِ ابن إنسانٍ آتيًا على سحاب السماء، فأسرع إلى الشيخ الطاعن في السنّ. فقُرِّب إلى أمامه” (دا ٧: ١٣).
“تحيط بما يشبه ابن إنسانٍ، وهو يلبس ثوبًا طويلاً، وحول صدره حزامٌ من ذهب” (رؤ ١: ١٣).
ولا بدّ أن نذكر، أنّ هذه الصورة الرؤيويّة في كتاب دانيال، قد فرضت نفسها على كتاب مرقس كما يبدو واضحًا في (مر ١٣: ٢٦) “وفي ذلك الحين يرى الناس ابن الإنسان آتيًا في السحاب بكلّ عزّة وجلال”.
إلاّ أنّ ابن الإنسان هذا، وبالرّغم من عزّته جلاله، لا بدّ له أن يسير درب للألم والصلب والموت حتّى يصل إلى المجد والقيامة: “لأنّه كان يعلّم تلاميذه، فيقول لهم: “سيُسلم ابن الإنسان إلى أيدي الناس، فيقتلونه وبعد قتله بثلاثة أيّام يقوم” (مر ٩: ٣١).
“فقال: “ها نحن صاعدون إلى أورشليم، وسيُسلم ابن الإنسان إلى رؤساء الكهنة ومعلّمي الشريعة، فيحكمون عليه بالموت ويسلّمونه إلى حكّام غرباء” (مر ١٠: ٣٣).
مسيرة الألم والموت هذه، صعبٌ فهمها على ناس ذاك الزمان الذين طالموا انتظروا ذاك المسيح الوطني المزمع أن يعيد المُلك لإسرائيل، مّما حدا بيسوع أن يتحاشى تسميته بِ “المسيح – المخلّص” وفضّل اسم “ابن الإنسان”. بالطبع إنّه المسيح المخلّص، ولكنّه العبد المتألّم” كما أسماه أشعيا النبيّ.
ختامًا، وقبل الانتقال إلى عرض الّلاهوت المسيحانيّ، لا بدّ من التأكيد أنّ مرقس اجتهد أن يُبرز هذا السرّ من خلال أنواعٍ أدبيّةٍ أربع متّصلةٍ بعضها ببعض لبلوغ المبتغى:
– المعجزات
هو النوع المفضّل عند مرقس، بحيث نجد في إنجيله أربعة عشر معجزة، استطاع يسوع بواسطتها أن يؤكّد أنّ ملكوت الله صار حاضرًا، إلاّ أنّه فرض الصمت على من اجترحها معهم. هذا ما طلبه من يائيرس بعد أن أحيا ابنته: “فأوصاهم بشدّة أن لا يعلم أحد بما حدث” (مر ٥: ٤٣). 

– طرد الأرواح النجسة
نرى في الإنجيل الثاني أربع احتكاكاتٍ مباشرة بين روح الله الذي حلّ على يسوع في المعموديّة على نهر الأردنّ وروح الشرّ. إلاّ أنّ النصر النهائيّ والتامّ ليسوع لن يتحقّق إلاّ بعد موته وقيامته (مر ١: ٢٣ و مر ٥: ٢ و مر ٧: ٢٥ و مر ١: ٢٣).

 – الأمثال
والمثل ليس سوى صورة شاملة تفسّر للسامع حقيقة مخفيّة. هذا في المبدأ. أمّا عند مرقس، يُصبح المثل شديد الصعوبة وليس من السهل فهمه. وحدهم من أُعطي لهم يستطيعون أن يفهموا السرّ المسيحانيّ الذي تتضمّنه الأمثال. “فقال لهم: “أنتم أُعطيتم سرّ ملكوت الله. وأمّا الذي من خارج فيسمعون كلّ شيء بالأمثال، حتّى إنّهم: مهما نظروا لا يبصرون، ومهما سمعوا لا يفهمون، لئلاّ يتوبوا فتُغفر لهم خطاياهم” (مر ٤: ١١-١٢). 

– الجدال
يفيض كتاب متّى بالنصوص الجدليّة، وتُظهر لنا تصرّف يسوع النبويّ والثوريّ، بحيث نكتشف أنّ جدال يسوع مع رؤساء اليهود ليس إلاّ تعبيرًا واضحًا وصريحًا عن السرّ المسيحانيّ (مر ٢: ١-٣ و مر ٢: ٦ و مر ١١: ٢٧ و مر ١٢: ٣٧). 

بعد هذا العرض التحليليّ لسرّ يسوع المسيح ابن الله في كتاب مرقس –وتبقى البيبليا مصدر كلّ عقيدة وأساس كلّ حقيقة إيمانيّة – دعونا نستعرض سويّةً لاهوت الكريستولوجيا المسيحيّة وإن بشكلٍ سريع ومقتضب.

٢. لاهوت السرّ المسيحانيّ
كثيرون يبحثون عن هويّة يسوع ابن الله، ومنهم التلاميذ الذين رافقوه على مدى ثلاث سنوات، وأجابوه عندما سألهم مَن أنا بالنسبة إلى الناس: أنت إيليّا، إرميا أو أحد الأنبياء. وحده بطرس أعلن هويّةً أكثر نبلاً: أنت هو المسيح ابن الله الحيّ، كما قال متّى في خطّ إنجيل مرقس. من هذا الإعلان البطرسيّ، نستشفّ عنوانين أساسيّين: المسيح وابن الله.

        ٢. ١. يسوع هو المسيح
هذا الإسم “المسيح” بالكاد يكون مفهومًا خارج إطار العالم الساميّ. ولم يتأخّر الموضوع كثيرًا حتّى اقترن إسم “المسيح” باسم “يسوع” فأصبح “يسوع المسيح”، بالتالي فإنّ مضمون رسالته صار جزءًا لا يتجزّأ عن إسمه. ويسوع في العبريّة يعني “الله يخلّص”، وأوّل من أطلق عليه هذا الاسم فهو الملاك جبرائيل إبّان البشارة، إنّه إسم علم ٍ يدلّ على مضمون وهويّة رسالته الخلاصيّة (مت ١: ٣).
فيسوع وحده يمكنه أن يغفر الخطايا ويحرّر الإنسان من عبوديّة الشرّ، وإن أقرّ اليهود أن الله وحده يمكنه أن يغفر الخطايا (مر ٢: ٧)، فليس إقرارهم سوى تأكيد غير مباشر أنّ الله نفسه صار حاضرًا في شخص ابنه الذي تجسّد ولبس بشريّتنا ليفتدينا بشكلٍ تامّ ونهائيّ.
أمّا لفظة “المسيح” (ماسيّا) في اللغة العبريّة، وتعني “الممسوح بالزيت”. وقد أُطلقت على ملوك العالم اليهوديّ (١مل ١: ٣٩)، ولكنّها سرعان ما أصبحت إسمًا علمًا مع يسوع، لأنّه حقّقها بإتمامه رسالته الإلهيّة إتمامًا كاملاً، فهو الذي مُسح وأثرسل ليخلّص شعبه من خطاياهم.
هذا ما قاله الملاك للرعاة عندما بشّرهم بميلاد الطفل يسوع: “وُلد لكم اليوم مخلّص في مدينة داود، وهو المسيح الربّ” (لو ٢: ١١). فالماسح إذًا هو الآب، وقد مسح ابنه بمسحة الروح القدس، وقد انكشف ذلك مرّةً أولى على نهر الأردنّ، وتابع هذا الانكشاف بأعماله وأقواله التي أعلنت أنّه “قدّوس الله”. إلاّ أنّ هذا المُلك المسيحانيّ لا يمكن أن يتحقّق إلاّ بعد موته وقيامته، عندها فقط يمكن لبطرس أن يُعلن أمام الشعب: “فليعلم يقينًا جميع بيت إسرائيل أنّ الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه أنتم، ربًّا ومسيحًا” (أع ٢: ٣٦).

         ٢. ٢. يسوع هو ابن الله الوحيد
“إبن الله” إسمٌ أُطلق في العهد القديم على الملائكة، على الشعب المختار وعلى ملوكهم، إلاّ أنّ هذه البنوّة هي بنوّةٌ بالتبنّي. لذا علينا أن نعي أنّه حين كان يُقال للمسيح المُنتظر “إبن الله”، لم يكن ذلك يعني بالضرورة أنّه أكثر من بشر. ولكنّ إعلان بطرس “أنت هو المسيح إبن الله الحيّ” (مت ١٦: ١٦) لم يكن كذلك، ويأتي جواب يسوع تأكيدًا على صحّة ما نقول: “ليس الّلحم ولا الدّم كشفا لك ذلك، بل أبي الذي في السماوات” (مت ١٦: ١٧).

        ٢. ٣.  يسوع هو ابن الإنسان
“إبن الإنسان” إنّه الإسم الذي فضّل يسوع استعماله في كلّ مرّة كان يتحدّث فيها عن نفسه. فنرى في إنجيل مرقس على سبيل المثال، أنّ يسوع استعمل إسم “إبن الإنسان” أربعة عشرة مرّة، وقد فضّل استعماله لسببين: ليُخفي سرّه من جهة، وليكشفه بشكلٍ متدرّج من جهة أخرى.
وعبارة “إبن الإنسان” تكشف جديد الرسالة التي حملها يسوع، ويتجلّى ذلك في كلامه عن السبت، فنرى في كتاب مرقس على سبيل المثال: “قال لهم: “إنّ السبت جُعل للإنسان، وما جُعل الإنسان للسبت” (مر ٢: ٢٧-٢٨).
يظنّ القارئ للوهلة الأولى أنّ هذا الكلام هو كلام متقدّم وتحرّري، إلاّ أنّ التعمّق بها يكشف لنا أنّ ما أراد يسوع كشفه هو انّه حرّ، وأعلن أنّ السبت هو يوم الحريّة آتٍ من الله ويعود إليه. “فابن الإنسان” هو سيّد السبت.
“إبن الإنسان” هو شخصٌ يتخطّى محدوديّات البشر، فيصبح واحدًا بجسده وروحه: “ومن اتّحد بالربّ فقد صار وإيّاه روحًا واحدًا” (١ قور ٦: ١٧). هذا الإسم إذًأ يؤكّد الوحدة ما بين الآب والابن –الإنسان – الذي يعبّر عنه العهد الجديد. إنّها الإنسانيّة الجديدة النابعة من الله والتي ظهرت في حياة يسوع المسيح ابنه الوحيد.

خاتمة
كتاب مرقس الإنجيليّ، هو كتاب يكشف فيه السرّ المسيحانيّ وقد صفّ نصوصه وربطها بعضها ببعض لبلوغ هدفه، وبالرغم من العوائق الّلاهوتيّة التي تدعونا إلى طرح العديد من الأسئلة التي تتعارض مع مسيحانيّة يسوع وقد استعرضناها في سياق دراستنا. وقد أسّس مرقس عرضه الكريستولوجي كما الإنجيليّون الآخرون على جواب بطرس: “أنت هو المسيح” (مر ٨: ٢٩)، ولكنّ يسوع “نهاهم أن يُخبروا أحدًا بأمره” (مر ٨: ٣٠) لأنّه فضّل استعمال عبارة “إبن الإنسان” حتّى لا تتماهى مسيحانيّته مع ذاك المسيح الوطني والسياسيّ المُنتظر منه إسقاط الأمبراطوريّة الرومانيّة.

فالسؤال الذي طرحه يسوع على تلاميذه، يطرحه علينا اليوم: مَن أنا بالنسبة إليكم؟ علّنا نستطيع أن نعترف مع الرسل كما يقول يوحنا الإنجيليّ: “وقد شاهدنا مجده، مجدًا من الآب لابنه الوحيد الممتلئ نعمةً وحقًّا” (يو ١: ١٤). عندها فقط يمكن أن يكون إيماننا إيمانَ بطرس، فنردّد معه: “أنت هو المسيح إبن الله الحيّ” (مت ١٦: ١٦).

‫شاهد أيضًا‬

عيد مار يعقوب أخو الربّ والرسول

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 5 : 20 – 21 . 6 : 1 – 7 يا إخوَتِي، …