‫‫‫‏‫4 أسابيع مضت‬

القديسة ماري ألفونسين، مؤسّسة راهبات الورديّة

القديسة ماري ألفونسين، مؤسّسة راهبات الورديّة

أشخين ديمرجيان

نشأة الأمّ ماري ألفونسين

أبصرت القدّيسة النور عام 1843 في القدس، اسمها الحقيقي سلطانة واسمها في الرهبانية الأمّ ماري ألفونسين. عمل والدها دانيل غطاس نجارًا، ووالدتها كاترينا ربّة بيت، وهما من العائلات العريقة في القدس والمُتميّزة بالتقوى ومخافة الله. لها خمسة اخوة وثلاث أخوات. الأخوات الثلاث كرّسنَ حياتهنّ للربّ، وسيمَ شقيقهنّ أنطون كاهنًا وأمّا الباقون فاختاروا الحياة العلمانيّة بنجاح.

الالتحاق بدير راهبات مار يوسف 

شاءت الصُدَف أن تكون سلطانة من الفوج الأول الذي باشر الدراسة في مدرسة (راهبات القدّيس يوسف) وهي في الخامسة من عمرها. وفي عام 1860 اتّشحت بثوب رهبنة القديس يوسف، وتبنّت شعارًا لحياتها وهو “التفاني حتى الموت”.

نشاطات ماري ألفونسين

قامت ماري ألفونسين بتدريس اللغة العربية. كما نجحت في إنشاء أخويّة لبنات مريم اختارتهنّ من صفوة طالبات المدرسة باسم “أخويّة الحبل بلا دنس” تكريمًا لامتياز العذراء الفريد الذي أعلنه رسميًا البابا بيوس التاسع سنة 1854. كما قامت بتأسيس أخويّة أخرى للأمهات المسيحيّات، لما كانت تتمتّع به من نشاط وغيرة رسوليّة. هاتان الفرقتان تعملان  الى اليوم بجدّ واخلاص في القدس وفي معظم إرساليّات البطريركية اللاتينية.

بناءً على طلب رئيستها انتقلت الى بيت لحم ما بين 1865–1870 للقيام بالرسالة نفسها، لكنّها لم تقطع صِلتها بالأخويّتين في القدس وكانت تقوم بزيارتهما من حين الى آخر.

ظهورات مريم العذراء

بدأت ماري ألفونسين بمشاهدة رؤى للعذراء مريم في بيت لحم عام 1874. وكشفت لها العذراء رغبتها في تأسيس رهبنة على اسم “رهبنة الورديّة المقدّسة”. وكشفت لها أيضًا حياة الراهبات المستقبليّة ولباسهنّ وصلاتهنّ وعملهنّ.  وكإثبات لحقيقة الوعود منحتها العذراء نعمة الشفاء العجيب لأختها رجينا المريضة. كما لبّت العذراء طلب الراهبة ألفونسين في أن تعتنق شقيقتها حنّة الحياة الرهبانيّة وأصبحت حنّة احدى الأخوات المؤسسات والرئيسة العامّة للرهبنة بعد تأسيسها.

بناءً على ما دوّنته ماري ألفونسين من رؤى، وبناءً على  تسلسل الوقائع في حياتها، نستطيع القول بأن السيدة العذراء هي المؤسس الأول والحقيقي لأول جمعيّة رهبانيّة وطنيّة لفتيات هذا البلد وهي “رهبانيّة الورديّة”.

ونلاحظ أن الرؤى وكذلك المعجزات لم تنل شيئًا من تواضع الأمّ ماري ألفونسين، رغم التضحيات والصعوبات والاضطهادات التي عانت منها. ورغم الأيام القاسية بقي قلبها واسعًا حنونًا، وفي ذلك عبرة لنا. ويكمن السرّ في بطولتها وفي اتّكالها على السماء واستسلامها الكلي للعناية الالهيّة وثقتها بالعذراء مريم ثقة عمياء. وها نحن نرى حولنا في هذه البلاد المقدّسة وفي سائر أنحاء العالم الاعمال الرسوليّة العظيمة والباهرة المُنجَزَة من قِبَل راهبات الورديّة اللواتي ما زلنَ يسرن على خطوات الأمّ ماري ألفونسين، ويعتزلنَ كلّ شيء ليكنّ أمينات في أعمال الخير والبرّ والمحبّة لأجل تمجيد الله تعالى وإكرامه على الدوام، وكما يقول الانجيل الطاهر: “من ثمارهم تعرفونهم”.

إنّ سلسلة ظهورات العذراء لها كان الهدف منها تبليغ رسالة هامة ألا وهي تأسيس رهبانيّة الورديّة المقدّسة. ومنذ الظهور الأول بدأت ماري ألفونسين بممارسة التقشّف والزهد. لكن معالم الطريق كانت وعرة ومُظلمة أمامها، وكان يبدو صعبًا جدًا ترك رهبانية القديس يوسف التي تكنّ لها الأمّ ماري ألفونسين عميق المحبة والالتزام، لتبدأ حياتها في رهبنة جديدة.

يتبع…

‫شاهد أيضًا‬

يسوع الطبيب الشافي القدير

صلاة إلى يسوع الشافييا يسوع المسيح، الطبيب الإلهي والشافي القدير،نتقدم إليك اليوم بإيمان و…