الكاردينال بارولين يسلط الضوء على مواقف البابا والكرسي الرسولي حيال التسلح النووي
موقع الفاتيكان نيوز
شارك أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين في مؤتمر عُقد في دار الصحافة التابعة لدير أسيزي من أجل التباحث في القضايا المتعلقة بنزع السلاح وإزالة الترسانات النووية التي تشكل تهديدا خطيرا للجنس البشري.
نظمت هذا المؤتمر “اللجنة من أجل حضارة المحبة”، وأكد خلاله المسؤول الفاتيكاني أن التحديات المطروحة أمامنا تتطلب تبني إستراتيجيات بعيدة النظر من أجل تحقيق الخير العام.
وأعاد بارولين إطلاق فكرة البابا فرنسيس المتعلقة بتحويل الموارد المخصصة للتسلح إلى صندوق لمكافحة الفقر وتعزيز النمو.
تمت مشاركة أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان بالأعمال من خلال رسالة فيديو وجهها إلى المؤتمرين أكد فيها أن الأزمة الصحية التي يشهدها العالم، بسبب جائحة كوفيد ١٩، علمتنا درساً قيّما، ألا وهو ضرورة إعادة النظر في مفهومنا للأمن الذي لا يمكن أن يرتكز إلى التهديد بتدمير الآخر وإلى الخوف، بل ينبغي أن يجد هذا المفهوم جذوره في العدالة والنمو البشري المتكامل واحترام حقوق الإنسان والعناية بالخليقة وتعزيز بنيات تربوية وصحية وفي الحوار والتضامن.
هذا وأشاد نيافته بالجهود التي تبذلها العديد من المنظمات والمؤسسات الملتزمة على صعيد عملية نزع السلاح النووي، والقضاء على الترسانات النووية وتحويل هذه الموارد إلى مبادرات سلام. وقال في هذا السياق إن هذه الجهود تتماشى مع النهج الذي يتّبعه الكرسي الرسولي، الذي يريد من الجماعة الدولية أن ترتكز إلى النمو وتعزيز الثقة الحقيقية والمستدامة بين الأمم، معتبرا أنه لا بد أن يتبنى العالم إستراتيجيات بعيدة النظر تصب في صالح الخير العام.
بعدها أكد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان أن هدف إزالة الأسلحة النووية بالكامل يشكل في الوقت نفسه تحدياً وواجباً خلقياً وإنسانيا، كما أن المقاربة الواقعية حيال هذا الموضوع مدعوة إلى تعزيز التفكير في خلقية السلام والأمن المتعدد الأطراف، وهي مسألة تتخطى نطاق الخوف والانعزالية اللذين يطبعان النقاشات الحالية.
وتوقف نيافته عند المؤتمر العاشر لإعادة النظر في معاهدة منع الانتشار النووي المزمع عقده في شهر كانون الثاني يناير المقبل، وقال إن هذا المؤتمر سيشكل مناسبة هامة بالنسبة للجماعة الدولية، لاسيما القوى النووية، كي تُظهر بوضوح قدرتها على فهم التحديات الراهنة اليوم وعلى مواجهتها وإيجاد حلول لها.
أما في شهر آذار مارس من العام المقبل فسيُعقد اللقاء الأول بين الأطراف الموقعة على معاهدة حظر السلاح النووي، والتي لم تنضم إليها القوى النووية والدول المتحالفة معها عسكرياً، باستثناء هولندا.
وأكد الكاردينال بيترو بارولين أن هذه المعاهدة تُعتبر إنجازا للدبلوماسية المتعددة الأطراف، مشيرا في هذا السياق إلى أن التفاوض بشأن المعاهدة ودخولَها حيز التنفيذ لما كانا ممكنَين بدون الجهود التي بذلتها جمعيات المجتمع المدني الملتزمة في مجال نزع السلاح النووي وتحقيق السلام.
ولم تخلُ كلمات أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان من تسليط الضوء على المواقف التي اتخذها البابا فرنسيس على هذا الصعيد، إذ ذكّر المؤتمرين برسالة الحبر الأعظم لمناسبة اليوم العالمي الرابع والخمسين للسلام، وقال نيافته إن ما كتبه البابا في هذه الوثيقة يمكن اعتباره قدوة للخطوات الواجب اتخاذها خلال السنوات المقبلة من أجل التوصل إلى نزع السلاح النووي.
وذكّر الكاردينال بيترو بارولين في ختام رسالة الفيديو إلى المشاركين في مؤتمر أسيزي بأن البابا فرنسيس تحدث في رسالته عن هدر الموارد التي تُنفق على التسلح في العالم، لاسيما على الترسانات النووية، واعتبر أنه لا بد أن تُستخدم تلك الموارد من أجل إرساء أسس السلام والنمو وتطوير الرعاية الصحية، وذلك من خلال إنشاء صندوق عالمي يساهم في القضاء نهائيا على آفة الجوع، ويساعد عملية التنمية في البلدان الأكثر فقرا.
ندوة توعية حول العنف القائم على النوع الاجتماعي في عكار برعاية كاريتاس وصندوق الأمم المتحدة للسكان
ندوة توعية حول العنف القائم على النوع الاجتماعي في عكار برعاية كاريتاس وصندوق الأمم المتحد…