سبتمبر 20, 2022

الكاردينال شيرني يحث المسيحيين على ممارسة التضامن والمحبة من أجل شفاء عالمنا المريض

موقع الفاتيكان نيوز

الكاردينال شيرني يحث المسيحيين على ممارسة التضامن والمحبة من أجل شفاء عالمنا المريض

شاء عميد الدائرة الفاتيكانية لتعزيز التنمية البشرية المتكاملة الكاردينال مايكل شيرني أن يسلط الضوء على أهمية ممارسة التضامن وإرساء أسس القيم الأخلاقية في مجتمعات اليوم من أجل شفاء عالمنا المريض، مذكراً بما جاء في رسالة البابا فرنسيس العامة Fratelli Tutti وحاثا جميع المسيحيين على تعزيز الصداقات الاجتماعية والأخوّة.

جاءت كلمات نيافته في محاضرة ألقاها خلال مؤتمر بعنوان “الحياة، التضامن والأخوة: أخلاقيات الحياة في ضوء Fratelli Tutti”، موضحا أن الرسالة العامة التي أصدرها البابا فرنسيس في العام ٢٠٢٠ قدّمت لنا لغة جديدة للصداقة الاجتماعية التي تتطلب منا أن نعزز تنمية الحياة البشرية.

نُظم المؤتمر برعاية مركز بيرناردين التابع للاتحاد اللاهوتي الكاثوليكي، والمعني بتسليط الضوء على خدمة الكاردينال الراحل بيرناردين غانتين الذي التزم في مجال تعزيز المصالحة والسلام والحوار بين الأديان، بالإضافة إلى أخلاقيات الحياة، كما أن المركز يُعنى بتنظيم أحداث وإطلاق برامج حول العالم تصب في هذا السياق.

لم يخلُ خطاب الكاردينال شيرني من الحديث عن الإرث الذي تركه الكاردينال الراحل واصفاً إياه بالقائد الرؤيوي، الذي تمحورت تعاليمه حول الحياة البشرية وذكّر الجميع بواجب حماية هذه الحياة وتعزيزها في كل مراحلها، وهذا الأمر يقتضي خلق البيئة الاجتماعية الملائمة التي تحمي الحياة البشرية منذ الحبل بها وحتى موتها الطبيعي. وذكّر نيافته هنا بأن الكنيسة تدعو الأشخاص إلى ممارسة قيمة التضامن الخلقية بطريقة منسجمة، بغية التأكد من أن أي شخص لم ولن يُستثنى من هذه الحياة، منذ ولادته وحتى موته، غنياً كان أم فقيراً.

بعدها تطرق المسؤول الفاتيكاني إلى العقيدة الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية التي تعلّم أن تعزيز نمو الحياة البشرية هو رسالة متعددة الأوجه ينبغي أن تحمي وتصون قدسية الحياة وممارسة التضامن انطلاقا من مفهوم أن جميع البشر أخوة، وأبناءٌ لله، مع إيلاء اهتمام خاص ببيتنا المشترك. وقال الكاردينال شيرني إن هذا هو ما يسمى بالتنمية البشرية المتكاملة، مشددا على ضرورة العودة إلى الرسالة العامة Fratelli Tutti، لكونها تشكل مرجعاً في هذا السياق.

وذكّر نيافته بأن الكنيسة الكاثوليكية، ومند بداياتها، حافظت على فهم صحيح للإنسان، مذكرة بأن الله خلق جميع البشر، وهم بالتالي أبناؤه، ونحن مدعوون إلى الاعتناء ببعضنا البعض والعيش معاً كأخوة وأخوات، ونشر قيم الطيبة والمحبة والسلام. وقال إن زماننا وللأسف مجحف بحق الحياة ويتعارض مع مبدأ التنمية البشرية المتكاملة موضحا أن تعاليم الكنيسة الاجتماعية تسعى منذ مائة وثلاثين سنة إلى تصحيح المفاهيم الأنتروبولوجية الخاطئة، وأضاف أن بابوات القرن المنصرم أصدروا سلسلة من الرسائل العامة تندد بروح الفردانية السيئ وتشدد على أهمية مبدأ التوزيع العادل للخيرات، لأن الله منحها لجميع البشر، على الرغم من شرعية الملكية الخاصة.

هذا ثم ذكّر الكاردينال شيرني بما قاله البابا الفخري بندكتس السادس عشر بشأن العولمة عندما أكد أن المجتمعات المعولمة تجعل من الأشخاص جيراناً ولكن ليس أخوة. وأشار نيافته إلى المشاكل الكثيرة الراهنة اليوم في أسواق عالمنا المعولم، لاسيما الانتقاص من حقوق العمال وحقوق الإنسان الأساسية. بعدها تحدث الكاردينال شيرني عن أهمية المحبة ووهب الذات للآخرين، وقال إن لا أحد يستطيع أن يختبر جمال الحياة بمعزل عن العلاقات الشخصية، وعن الحب الذي هو جزء من الكيان البشري.

وأوضح أن الحياة توجد حيث يوجد الحبّ والشركة والأخوة، كما أن الحياة هي أقوى من الموت عندما تكون مبنية على العلاقات الأصيلة وروابط الأمانة. والموت يسود حيث يسعى الأشخاص لعزل أنفسهم عن الآخرين، وتحقيق الاكتفاء الذاتي. وأكد المسؤول الفاتيكاني بعدها أن التنمية البشرية المتكاملة تعني الشخص بكليته، وبجميع أبعاده، بما في ذلك البعد المتسامي، لافتا إلى أنه لا يمكن أن يُضحى بأي شخص على الإطلاق بحجة تحقيق خير ما، اقتصادياً كان أم اجتماعياً، فردياً أم جماعياً.

وحذّر هنا نيافته من المخاطر التي تترتب على عولمة اللامبالاة، لأن هذا الأمر يجعل الأشخاص غير قادرين على الشعور بالرأفة حيال صرخة الفقراء، ولا يكترثون بآلام الناس ولا يشعرون بالحاجة إلى مساعدتهم، معتبرين أنها مسؤولية الآخرين دائما.

وذكّر في الختام المسيحيين بمثل السامري الصالح، حاثا إياهم على مد يد العون لكل شخص محتاج ومنبوذ.

‫شاهد أيضًا‬

البيان الختامي للقمة العالمية لقادة ورموز الأديان

البيان الختامي للقمة العالمية لقادة ورموز الأديان – Vatican News في بيانها الختامي ا…