مارس 16, 2022

الكاردينال شيرني يقول إنه شاهد الحرب في عيون النازحين الأوكرانيين

موقع الفاتيكان نيوز

الكاردينال شيرني يقول إنه شاهد الحرب في عيون النازحين الأوكرانيين

قام العميد الموقت للدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة الكاردينال مايكل شيرني بزيارة إلى المجر وأوكرانيا من الثامن وحتى الحادي عشر من الجاري، حيث التقى بالنازحين الأوكرانيين وعبر لهم عن قرب البابا منهم، وقد انطلق نيافته هذا الأربعاء إلى سلوفاكيا في مهمة مماثلة.

بعد عودته من المجر وأوكرانيا كتب الكاردينال شيرني تأملاً نشرته مجلة Aggiornamenti Sociali، أكد فيه أنه شاهد الحرب بشكل غير مباشر، وذلك من خلال عيون النساء والرجال الذين التقى بهم، إنهم أشخاص اقتُلعوا من أرضهم، وحملوا معهم في الأكياس كل ما بقي لديهم. أضاف نيافته أن هؤلاء النازحين يتنفسون ويمشون لكنهم فقدوا حياتهم، التي انتزعتها منهم الحرب، ومن بينهم عدد كبير من المهاجرين الأجانب، إذ يصل عدد الطلاب إلى خمسة وسبعين ألفاً من أفريقيا، آسيا وأمريكا اللاتينية. وقد هرب هؤلاء مع السكان المحليين، وتعرض بعضهم للتمييز العنصري خلال رحلتهم. ولفت إلى أن معظم النازحين الأوكرانيين هم من النساء والأطفال، وهم عرضة للاتجار بالبشر.

بعدها كتب الكاردينال شيرني أنه لم يشاهد الحرب وحسب إنما رأى أيضا أشخاصا ملتزمين في صنع السلام، وهم يقتربون من النازحين في وقت يخوض فيه الجنود الحرب. واعتبر نيافته أن هؤلاء الأشخاص هم “جيشُ سلام” قام بالتعبئة من أجل إطلاق مبادرات من التضامن على مختلف الصعد والمستويات. وأشار أيضا إلى تضامن الدول مع الأوكرانيين، والتي جهزت البنى التحتية وسهلت الإجراءات من أجل السماح بدخول النازحين إلى أراضيها، ووضعت بتصرف هؤلاء الباصات وسمحت لهم بالسفر مجاناً على متن القطارات. وهناك أيضا تضامن المنظمات غير الحكومية، والكنائس والجماعات الدينية، التي وعلى اختلاف الانتماءات الطائفية، تقوم بالتعاون بروح من المسكونية العملية.

هذا ثم أكد المسؤول الفاتيكاني أنه تأثر جداً إزاء التضامن من قبل الأشخاص العاديين، أكان وسط المواطنين المجريين، أم بين العديد من المتطوعين الذين قدموا من إيطاليا وبلجيكا وإسبانيا وبلدان أخرى. وقال إن هؤلاء الأشخاص تخلوا عن التزاماتهم، وانطلقوا مجتازين آلاف الكيلومترات، على نفقتهم الخاصة، كي يصلوا إلى الحدود الأوكرانية، حاملين معهم المساعدات الإنسانية، ورافقوا عددا من النازحين الذين فتحوا لهم بيوتهم.

تابع الكاردينال شيرني تأمله موضحا أنه شاهد كيف القارة الأوروبية تمكنت من التخلي عن انغلاقها ومخاوفها، وأظهرت أنها قادرة على فتح الأبواب والحدود، عوضا عن بناء الجدران والحواجز. وكتب أنه شاهد مواطنين أوروبيين يتصرفون كالسامري الصالح، إذ رافقوا أشخاصا غرباء، التقوا بهم على جانب الطريق، مضيفا أنه يصلي على نية الأوروبيين كي يبقوا منفتحين ومضيافين وكي لا يعودوا إلى ما كانوا عليه بعد أن تمر هذه الأزمة.

وتطرق نيافته في هذا السياق إلى الدور الواجب أن تلعبه الكنيسة، وكتب أنه في وقت يبحث فيه الكرسي الرسولي والدبلوماسية الفاتيكانية عن دروب لوقف إطلاق النار، من خلال لعب دور الوسيط، لا بد أن يسعى أبناء الكنيسة إلى تعزيز جهود التضامن، خصوصا وأن الأزمة قد تدوم طويلاً، ولأنه بعد عودة السلام ثمة حاجة إلى هذا التضامن من أجل مرافقة النازحين في رحلة العودة، وكي يستعيدوا الحياة التي فقدوها، ويتخطوا المعاناة والجراح التي ستتركها الحرب في أوكرانيا، وكي يتمكنوا من بناء مستقبل سلام في أرضهم.

وختم الكاردينال مايكل شيرني تأمله كاتبا أنه بغية بناء المستقبل في أوكرانيا لا بد أن تسكت الأسلحة في المقام الأول وأن يتمكن النازحون من العودة إلى ديارهم، ومن استئناف حياتهم الطبيعية، لأن أي بلد لا يستطيع أن يبقى حياً بدون مواطنيه. وأكد نيافته أن زيارته هذه طُبعت بالشهادة والمحبة والرجاء، وأنه سينطلق هذه المرة إلى سلوفاكيا يحركه الروح نفسه

‫شاهد أيضًا‬

الكاردينال بارولين يؤكد خلال لقائه الرئيس الأوكراني قرب قداسة البابا والعمل من أجل بلوغ سلام عادل ودائم

الكاردينال بارولين يؤكد خلال لقائه الرئيس الأوكراني قرب قداسة البابا والعمل من أجل بلوغ سل…