الكتاب المقدّس… لغتي الأمّ
تيلي لوميار/ نورسات - ريتا كرم
في اليوم الدّوليّ للّغة الأمّ، نعود إلى اللّغة الموحّدة الّتي تجمع المسيحيّين حول العالم بعضهم ببعض، وحتّى بإخوتهم في الإنسانيّة على مختلف أطيافهم وانتماءاتهم. إنّنا نقصد هنا لغة “الكتاب المقدّس” الّتي تختصر كلّ اللّغات وتجمع القلوب حول جوهر الوجود.
هذا الكتاب “الهديّة” الّتي أنعم الله بها علينا. هو كتاب يخاطبنا الله من خلال فصوله، هو يرسم لكلّ منّا دستور حياة، مجيبًا عن تساؤلاتنا كافّة بكلمات حبكها بحبّه اللّامتناهي ورحمته اللّامحدودة.
في سطوره، نقرأ قصّة الخلق منذ يومه الأوّل، ونفهم سرّ الحبّ العظيم الّذي ترجمه يسوع المسيح بتجسّده وآلامه وقيامته. في آياته سرّ لا يفهمه إلّا المؤمن بهذه اللّغة، إذ “إنّ الّذين يتأملّون فيه يستنيرون” (مز6/ 33).
إنّ الإنجيل كما تقول تريز الطّفل يسوع “هو الّذي فوق كلّ شيء يحدّثني في تأمّلاتي؛ فيه أجدُ كلّ ما تحتاج إليه نفسي البائسة. إنّني أكتشف فيه دائمًا أضواء جديدة، معاني خفيّة وعجيبة”، “فحسبي أن ألقي نظرة على الإنجيل المقدّس، فأتنشّق حالاً عطور حياة يسوع، وأتبيّن في أيّ اتّجاه أجري”.
نعم هو هذا الكتاب الّذي قرأه القدّيسون وتعمّقوا به وجعلوه نصب أعينهم فوصلوا بفضل تعاليمه إلى عرش القداسة.
هو الكتاب الّذي كلّما تلفت أوراقه، أصبح أكبر قيمة وأغنى عبرًا.
هو باختصار لغة الله الّتي تمسّ القلوب وتفتح العقول وتنعش الرّجاء وتقلب كلّ المقاييس.
الأربعاء من الأسبوع السابع بعد عيد الصليب
إنجيل القدّيس متّى 18 : 23 – 35 قالَ الرَبُّ يَسوع: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَات…