أبريل 26, 2024

“اللقاء للحوار الديني والاجتماعي ” يُطلقُ أول ندواتِهِ الحوارية التفاعلية 

“اللقاء للحوار الديني والاجتماعي ” يُطلقُ أول ندواتِهِ الحوارية التفاعلية 

نظَّمَ “اللقاء للحوار الديني والاجتماعي” ، يوم الخميس الواقع فيه 25 نيسان 2024 ، ندوة حواريّة تفاعليّة ، هي الأولى في سلسلة فعالياته ، وذلك في مقر “اللقاء” (مركز الصفدي الثقافي) ، بعنوان : ” اللقاء للحوار الديني والاجتماعي / أهدافُهُ وتوجُّهاتُهُ وآلياتُ عمله” ، داخَلَ فيها : سيادة مطران طرابلس وتوابعها للطائفة المارونية المتروبوليت يوسف سويف ، وسماحة المفتي الشيخ د. مالك الشعار .

حضر الندوة رئيس “الهيئة الإدارية ” لـِ “اللقاء” معالي الوزير محمد الصفدي ، ونائب الرئيس سعادة النائب إيلي خوري ، وعضو ” مجلس الأمناء”  د. سابا زريق . 

كما حضر الندوة كلّ مِن مديرة كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية (الفرع الثالث) د. جانين الشعّار ، ومديرة حَرَم جامعة القديس يوسف في الشمال السيدة فاديا عَلَم الجميِّل مع المرشد العام للجامعة اليسوعية الأب جاد شبلي ومرشد حَرَم الشمال الأب إيلي صليبا ، ومسؤول الأنشطة في جامعة الجنان (طرابلس) ، يُواكبهم عددٌ كبير من طلبة هذه الجامعات، إلى مدير الثانوية الوطنية الأرثوذكسية في الميناء قُدس الأب إبراهيم دربلي ، مع مجموعة من طلبة الصفوف المنتهية . 

– أُستُهِلّت الندوة بالنشيد الوطني اللبناني ، وبكلمة تمهيدية لأمين سرّ “اللقاء” د. مصطفى الحلوة ، مرحِّبا بالحضور ، ومُشيرًا إلى أن هذه الندوة هي الأولى ، بعد إطلاق “اللقاء ” والإعلان عنه في 17 شباط الماضي 2024 ، وستتبعها سلسلة من الندوات ، تشمل مختلف الجامعات والمدارس في طرابلس والشمال ، إلى شرائح شبابية أخرى ، وانتقالاً إلى سائر المناطق اللبنانية. وتوقّف  د. حلوة عند النظام الأساسي لِـ “اللقاء” ، الذي ينص ، في بعض بنوده ، على تعزيز ثقافة الحوار وأدبياته ، لدى الأجيال الطالعة ، ونشر الوعي بين صفوفها لزيادة مناعتها الذاتية ضد مختلف أشكال التطرّف والانحرافات ، التي تفتك بالمجتمع ، وتفعيل دور منظومات القيم التي جاءت بها الأديان ، لاسيما المسيحية والإسلام .

مداخلة سماحة المفتي الشعار .. ” لقاء الأمل المبارك ” ! 

بدايةً توقّف سماحة المفتي الشعّار عند معاناة لبنان ، الغارق في أزماتِهِ ، على مختلف الصُعُد  ، وشدَّدَ على أن بناء المجتمعات لا يكون إلا بالعلم والعمل ، ونشر الوعي ، ومنتقدًا المتاجرة بالدين وبالسياسة الضيقة . 

ومن منطلق مسؤوليته الدينية ، مع سيادة المطران سويف ، قال إنّ المطلوب تعبيد طريق الوعي ، لدى الشرائح الشبابية والطالبية ، بما يخصّ المسألة الدينية الحقّة ، مع التنويه بأن الأديان جميعها تتكامل ولا تتصادم وتتقاتل . وأضاف أن قيمنا الدينية تحضّّنا على التعارف والتلاقي، وصولاً إلى تكريس التعايش فيما بيننا ، متمثِّلاً بالآية القرآنية الكريمة : ” يا أيّها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى ، وجعلناكم شعوبًا وقبائلَ لتعارفوا .. ” . كما تمثَّل بقول النبي محمد (ص) : ” أنا أولى بعيسى بن مريم منكم” ، وذلك ، بحسب سماحته ، أن الأنبياء إخوة لِعلاّت ، أمهاتهم شتّى ودينُهُم واحد ! “.

هكذا وفق سماحته ، فإن الأديان ، كرسالات سماوية ، تكمِّل بعضها بعضًا ، ومجموعُها يُساوي دينًا واحدًا عند الله  . 

تأسيسًا على هذا الفهم للرسالات السماوية- يُتابع سماحته – فإن قيمها مشتركة ، بل مُتجانسة ، ولربما أكثر ، فهي مُتطابقة . 

وعن المتاجرة بالأديان ، وصفَ الضالعين فيها بأنهم طائفيون متعصّبون ، لا يحملون شيئًا من قيم الإسلام وقيم المسيحية ، ولو عرفوها وتمثّلوها لتحقّق التعاون بين مكوِّنات المجتمع . فهذه القيم مجتمعةً هي المدخل ، الذي لا بديل منه ، لتحقيق العيش المشترك ، بل الواحد في مجتمعنا اللبناني . وختم سماحته بأن المطلوب من الشرائح الشبابية الوقوف في وجه هؤلاء المتعصّبين ، الذين يلجأون إلى إثارة الغرائز ، والعبث بأمن الوطن . وعن هذا اللقاء ، رأى إليه سماحتُهُ أنه “لقاء الأمل المبارك”

مداخلة سيادة المطران سويف 

تمحورت مداخلة سيادة المطران سويف حول تسمية اللقاء، بكلماته الأربع ، ليخلص إلى ما تشي به هذه الكلمات من دلالاتٍ وأبعاد ، وما تبعث به من رسائل : اللقاء / الحوار / الديني / الاجتماعي . 

* “اللقاء” : نعمةٌ  ، وحاجةٌ ، وغِنى ومصدر فرح . 

  • هو نعمةٌ لأنه يُحرِّرنا من “الأنا” ويدفعنا إلى الشعور بالآخر ، ويحُرِّر الإنسان من خوف الآخر ، وهو الطريق إلى الله .  
  • هو حاجةٌ إنسانية ٌ ليتفاعل الناس مع بعضهم بعضًا . وهو حاجة روحية كيانيّة .
  • هوغِنى ، من منطلق التنوّع ، تنوّعٌ في الوحدة ، وفي هذا الغنى نكتشف المشترك بجميع تجليّاته ، لاسيما الروحي ، ومثالنا ذلك الاختبار الروحي ، حيث تداخل شهر رمضان المبارك بين صوم المسيحيين الغربيين والمسيحيين الشرقيين .
  • هو مصدر فرح ، فرح العطاء وبذل النفس في سبيل الأحبّاء الآخرين .

*” الحوار ” ، وأما عن الحوار ، فهو خيارٌ ، ونهجٌ ، واعتراف بالآخر المختلف وحوارٌ من المائدة إلى الحياة .

  • هو خيارٌ لبلد أكثر من وطن ، إنه رسالة. والإنسان عدو ما يجهل ، والحوار هو السبيل لتبديد الجهل ، ولن يكون إلا باقتناع .
  • هو نهج حياة ، والسعي كي يكون مُستدامًا ، فيغدو بمنزلة ثقافة مترسِّخة . وثمة مخاطر تتهدّد الحوار ، من خلال إيديولوجيات ، لا تصبُّ في مصالح البشرية ، كما أثبتت التجارب عبر التاريخ .
  • هو اعتراف بالآخر المختلف في مواجهة “Xénophobie” (أي رُهاب الغرباء) ، و “Islamophobie” (كراهية الإسلام) ، “Cristianophobie” (كراهية المسيحية) . وهذه هي أكبر المخاطر ، التي تواجهُ عالمنا اليوم . علمًا أن قبول الآخر المختلف يزيد مجتمعنا مناعةً . 
  • هو حوارٌ من المائدة إلى الحياة ، من حيث يتحلّق المتحاورون حول طاولة، وينزلون إلى الشارع ، إلى الحياة اليومية ، فلا يبقى الحوار أسير النُخَب . 

* “الديني” ، فأجمل ما في الحياة هو الإيمان ، نعمةٌ من الله ، الإيمان بإله واحد ، خالق السماوات والأرض ، وهو سيِّدُ الزمن . وعبر الحوار الديني، نكتشف فرح الإيمان ، حيث يكون لتنقية الذاكرة كبير أثر إيجابي على أمن المجتمع . وعن لبنان ، في هذا المجال ، لم تحصل المراجعة الذاتية إلا بشكل جزئي ، إِثرَ ما فعلنا ببعضنا بعضًا ، لكي نبرأ من جراح الحرب . 

  • الحوار الديني يُعرِّفنا إلى ” الله محبّة ” ، وما تتضمّن هذه الأطروحة من تكريس للأخوة الإنسانية وبناء السلام .

* “الاجتماعي” ، هو حوار اجتماعي ، يحفظ كرامة الإنسان ، واحترام الكفاءة ، وتكريس المساواة في المواطنة ، وما يتفرّع عن المواطنة من حقوق وواجبات : الحقّ في العيش الكريم ، والحق في إدارة الحكم (الشأن العام) ، وواجب بناء الدولة واستعادتها . 

  • هو حوار اجتماعي لأجل الحرية المسؤولة ، مع التنويه بأن احترام حرية الدين والمعتقد هو أجمل ما في لبنان . 

.. وختم سيادة المطران سويف ، مُشدِّدًا على وحدة العائلة اللبنانية ، فهي صمامُ أمان مجتمعنا اللبناني . 

أعقَبَ هاتين المداخلتين حوارٌ تفاعلي بنّاء ، إِتّسم بالصراحة ومُنتهى الشفافية ، شارك فيه عددٌ كبير من الطلبة ، كما كانت تعقيباتٌ وردود . 

وفي جملة المقترحات التي تمّ التقدّم بها من قبل الطلبة . اقترحت إحدى الطالبات إيجاد صفحة على “الواتسآب ” ، تضمّ جميع الطلبة الحاضرين مع أعضاء ” اللقاء ” ، يتمّ عبرها استكمال النقاش حول المسائل التي طُرحت في هذه الندوة الحوارية ، وفي الندوات التي ستلي . 

‫شاهد أيضًا‬

الكاردينال بارولين يؤكد خلال لقائه الرئيس الأوكراني قرب قداسة البابا والعمل من أجل بلوغ سلام عادل ودائم

الكاردينال بارولين يؤكد خلال لقائه الرئيس الأوكراني قرب قداسة البابا والعمل من أجل بلوغ سل…