المطران يوسف سويف يحتفل بالقداس الالهي لمناسبة زيارته الرعوية الى رعية مار أنطونيوس الكبير، كلباتا الكورة

احتفل سيادة المطران يوسف سويف، رئيس أساقفة أبرشيّة طرابلس المارونيّة السامي الاحترام بالقداس الالهي لمناسبة زيارته الرعوية الى رعية مار أنطونيوس الكبير، كلباتا الكورة، وذلك الأحد 30 حزيران 2024.
في بداية القداس رحّب الاب إلياس حنا خادم الرعية وعميد كلية اللاهوت الحبرية في جامعة الروح القدس الكسليك براعي الابرشية شاكراً له على زيارته الرعوية عارضا تاريخ الرعية وأهم المحطات.
بعد الانجيل المقدس شكر صاحب السيادة الاب حنا على الكلمة اللطيفة التي تحمل محبة وروح الكنيسة والذي فيه أيضاً عرض موجز لتاريخ هذه الرعية المباركة رعيتنا، رعية مار أنطونيوس الكبير في كلباتا والتي كما ذكرتَ وأنا أُؤكّد انها ولو كانت رعية صغيرة بالعدد ولكن بالقيمة، بالنوعية، بالإرث، بالتاريخ، بالمحبة هي رعية كبيرة جداً. فكل إنسان على وجه الأرض ولو كان فرداً واحداً بالرعية أريد أن أزور الرعية وهذا أعتبره واجبي كأُسقف، كراعٍ، لأنّ الحياة لا تُقاس بالأعداد. حياتنا مع الرب بالكنيسة لها معايير أخرى لذلك أنا بفرح كبير جداً وحقيقة كنتُ أنتظر أن أزور رعيتنا في كلباتا، وأنا أشكرك على خدمتك ومن خلالك أشكر الرهبانية اللبنانية المارونيّة التي عندها حضور جداً مميز في أبرشيّتنا إن كان في منطقتنا هنا في الكورة وفي حوب الإمتداد الطبيعي الروحي الديموغرافي في دير الزكزوك وبكل منطقة من مناطقتنا في الأبرشيّة أحبّائي نحن عندنا أديار للرهبنة اللبنانية، لا بل يقولون ربمّا أكثر أديار في الشمال هي موجودة في أبرشيّة طرابلس إجمالاً، هذا كلّه يدل أنّه أولاً وأخيراً نحن مدعوّون يا أحبّائي حتى نشهد لإيماننا بالرب يسوع.
ماذا تعني الرعيّة؟ أكيد الظروف التاريخية جعلت أن يأتي أناس من عدة مناطق ليلتقوا في مكان ما، أمّا رعية المسيح فهي شيء آخر، رعية المسيح تعني أننا أتينا من المسيح وننتمي إلى المسيح ونشهد للمسيح، نحن أعضاء حيّة في جسد المسيح السّري، وجمال هذا التنوّع حتى الإجتماعي والإنساني هو يجعلنا نكتشف الغنى الذي يحمله كل واحد منّا بتراثه، بثقافته، بأرضه، بجغرافيّته، ولكن يجعل منّا رعية واحدة لراعٍ واحد هو يسوع المسيح.
فدعوتنا هي أن ننطلق، فلا أقدر أن أكون مسيحياً جامداً بمكاني، المسيحيّة دعوة الرب يسوع لي: إذهب، أنا أُرسلكم، لذلك فالإختبار المسيحي، الحركة المسيحيّة، الدينامية المسيحيّة هي دينامية الإرسال، أنا لا أقدر أن أكون مسيحيّاً وأعيش مرتاحاً، أُقدّس وأقوم بواجباتي وأهتم بعائلتي ضمن الدائرة الصغيرة، هذا منطق يتناقض مع منطق المسيح ومع فكر المسيح ومع إنجيل المسيح ومع نداء المسيح الذي وجّهه للرسل واليوم في الإنجيل يوجّهه للـ72 تلميذ، فالرب يقول لكم إذهبوا، إنطلقوا بشّروا، علّموا، إشهدوا، عيشوا، هذه الدينامية الرسوليّة الحقيقةً وبدونها يتعطّل مشروع المسيح تصوّروا لأي درجة أنّ الرب حمّلنا مسؤولية لدرجة أنّه من الممكن أن يتعطّل مشروعه بسببنا.
وأضاف سيادته: جوهر رسالة المسيحي هو أن يلتقي بالمسيح ويعيش بالمسيح لذلك نحن كل أحد نلتقي بالمسيح بالإفخارستيا ولكن في آخر القدّاس ، نُرسل، وهنا معنى الإرسال، إذهبوا بسلامٍ، حتى تُكمّلوا الذي عشتوه هنا في الإفخارستيا، نتلاقى بالرب كل يوم نتجدّد فيه، اللقاء الشخصي هو تجدّد تلقائي، إذهبوا لتكونوا علامات فرح، ورجاء، علامات محبة بعالم فيه خصومات وأحقاد وبغض وكراهية تكبر، الرب يريد أن يُغيّر ولكن من خلالنا، نحن ادوات الله في عمله على الارض هذا هو التاريخ والكتاب المقدس.
المسيحي أربعة وعشرين ساعة على سبعة أيام، يعني دائماً، لذلك نحن نجتمع حول الإنسان وصون كرامة الإنسان، إذاً ماذا جاء يسوع يفعل؟ ليُحرّر الإنسان من الظلم، ويرفع كرامته الإنسانية، يعني هذا هو جوهر الإيمان المسيحي.
نشكر الرب على حضوركم في كلباتا المتنوعة والغنية، على المسؤولية التي تعيشونها، فكل بيت من بيوتكم فيه علم، فيه ثقافة، فيه جديّة، فيه مناقبيّة، هناك ناس طيّبة، هذه قيم، فليبارككم الرب وليحفظ الرب هذه الرعيّة كلباتا، وليُثبّتكم بالمحبة، بالإيمان، بالهمّ الرسولي: إذهبوا وليشعر كل واحد منكم ومنّا أنّ حياتنا حقيقة تكتمل ويكتمل مشروع الرب فيها ويكتمل مشروع الإيمان عندما نذهب وننطلق كل يوم بحياتنا إلى العالم حتى نكون شهوداً للحب، حتى نكون علامات فرح ورجاء بقلب هذا العالم، للرب المجد من الآن وإلى الأبد آمين.
مذكّرة تفاهم بين كاريتاس لبنان والمكتب البطريركيّ لراعويّة الأشخاص ذوي إعاقة ببركة البطريرك الرّاعي
بحضور ومباركة البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، وقّعت رابطة كاريتاس لب…