النّظر الصّالح لصوم صالح…
تيلي لوميار/ نورسات - ماريلين صليبي
“أرجو لكم جميعًا أن تتعلّموا النّظر إلى الحياة من الأعلى، من نظرة السّماء، رؤية الأمور بعينَي الله، من خلال منظور الإنجيل”… بصراحةٍ، قالها البابا فرنسيس، في تغريدة أشبه بوصيّة للصّوم، متمنّيًا على المؤمنين تنقية نظرهم.
النّظر إذًا كان هدف الحبر الأعظم وأولى وصاياه في رحلة الأربعين يومًا. فالنّظر، بعد كلام البابا فرنسيس، لم يعد مجرّد حاسّة غير مفعمة بالمعاني الرّوحيّة، بل إنّ تغريدة بابا روما فتحت الباب أمام عالم واسع من الرّوحانيّة والإيمان خلف نظرة المرء للأمور.
علينا إذًا النّظر إلى الحياة من الأعلى، أيّ من نظرة السّماء، أيّ أن نرى الأمور من خلال نظر الله، نظر الإنجيل، نظر الكلام الحقّ، نظر الأبديّة.
بمعنى آخر، علينا رمق الأمور بروحانيّة، بترفّع، بسلام، برحمة، بالعودة إلى كلام المسيح وتعاليمه ووصاياه، بالتّمسّك بما يرضي الرّبّ ويحقّق خلاص نفوسنا.
علينا تأمّل الأمور المادّيّة والمعنويّة بتقوى، برجاء، بعيدًا عن الدّنيويّات واللّذّات والشّهوات والغايات الآثمة، متّحدين بالإيمان والصّلاح والبرّ.
علينا المحاولة الحثيثة لجعل نظرنا أشبه بنظر الله، أيّ لننظر إلى الآخر نظرة محبّة وقبول ومودّة وتواضع، فتكون نظرتنا إلى الاختلاف غير مصقولة بالخلاف بل مبنيّة على الإنسانيّة والحنان والصّدق.
النّظر كثيرًا ما يكون لاذعًا بقدر الكلمة المُرّة، فنظرة الفوقيّة خطيئة، ونظرة الحقد إساءة، ونظرة البغض إثم. لذا ينبغي علينا كمؤمنين تنقية نفوسنا من الخطايا والذّلّات، لتكون نظراتنا مرآة تعكس نفسًا طيّبة عنوانها كلام الحقّ والمحبّة.
تمنّى البابا فرنسيس هذا يجب أن يكون أمثولة حياة نتّحد بالسّير فيها صوب النّجاح، فنرضي الآخرين ونرضي الرّبّ ونتقدّم خطوة صوب الخلاص المرجوّ في ختام فترة الصّوم.
الأربعاء من الأسبوع السابع بعد عيد الصليب
إنجيل القدّيس متّى 18 : 23 – 35 قالَ الرَبُّ يَسوع: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَات…