اليوم الثالث بعد الدنح المجيد
رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية 5 : 2 – 15
يا إِخوَتِي، هَا أَنَا بُولُسَ أَقُولُ لَكُم: إِذَا ٱخْتَتَنْتُم، فَالمِسِيحُ لَنْ يُفِيدَكُم شَيْئًا!
وأَعُودُ أَشْهَدُ لِكُلِّ إِنْسَانٍ يَخْتَتِن، أَنَّهُ مُلْزَمٌ أَنْ يَعْمَلَ بأَحْكَامِ الشَّرِيعَةِ كُلِّهَا.
لَقَدْ فُصِلْتُم عَنِ المَسِيح، أَنتُمُ الَّذِينَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَتَبَرَّرُوا بِالشَّرِيعَة، وسَقَطْتُمْ عَنِ النِّعْمَة.
أَمَّا نَحْنُ فَبِالرُّوحِ نَنْتَظِرُ ونَرْجُو التَّبْرِيرَ بِالإِيْمَان.
ففِي المَسِيحِ يَسُوع، لا الخِتَانَةُ ولا عَدَمُ الخِتَانَةِ يَنْفَعُ شَيْئًا، بَلِ الإِيْمَانُ العَامِلُ بِالمَحَبَّة.
كُنْتُم تَجْرُونَ جَرْيًا جَيِّدًا، فَمَنْ أَعَاقَكُم عَنِ الطَّاعَةِ لِلْحَقّ؟
ومَا أَقْنَعُوكُم بِهِ لَيْسَ مِنَ اللهِ الَّذي يَدْعُوكُم.
إِنَّ قَلِيلاً مِن الخَمِيرِ يُخَمِّرُ العَجْنَةَ كُلَّهَا.
أَنَا وَاثِقٌ بِكُم في الرَّبِّ أَنَّكُم لَنْ تَرْتَأُوا أَيَّ رَأْيٍ آخَر، أَمَّا الَّذي يُبَلْبِلُكُم فإِنَّهُ سيُعَانِي الدَّيْنُونَة، كَائِنًا مَنْ كَان.
وَأَنَا، أَيُّهَا الإِخْوَة، إِنْ كُنْتُ أُنَادِي إِلى الآنَ بالخِتَانَة، فَلِمَاذَا أُضْطَهَدُ بَعْد؟ إِذًا فقَدْ أُبْطِلَ عِثَارُ الصَّلِيب!
يا لَيْتَ الَّذِينَ يُبَلبِلُونَكُم يَبْتُرُونَ أَعْضَاءَهُم!
فأَنْتُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، إِنَّمَا دُعِيتُم إِلى الْحُرِّيَّة. ولكِن لا تَجْعَلُوا هذِهِ الحُرِّيَّةَ ذَرِيعَةً لإِرْضَاءِ الجَسَد، بَلِ ٱخْدُمُوا بَعضُكُم بَعْضًا بِالمَحَبَّة.
فَإِنَّ الشَّريعَةَ كُلَّهَا تَكْتَمِلُ في كَلِمَةٍ وَاحِدَة، وهِيَ أَنْ تُحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ.
فإِنْ كُنْتُم تَنْهَشُونَ وتَأْكُلُونَ بَعْضُكُم بَعْضًا، فَٱحْذَرُوا أَنْ تُفْنُوا بَعضُكُم بَعْضًا.
إنجيل القدّيس يوحنّا 5 : 31 – 18
قالَ الربُّ يَسوعُ (لليهود): «لَوْ كُنْتُ أَنَا أَشْهَدُ لِنَفْسِي لَمَا كَانَتْ شَهَادَتِي مَقْبُولَة.
ولكِنَّ آخَرَ يَشْهَدُ لِي، وأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ الشَّهَادَةَ الَّتِي يَشْهَدُهَا لِي صَادِقَة.
أَنْتُم أَرْسَلْتُم إِلى يُوحَنَّا فَشَهِدَ لِلحَقّ.
وأَنَا لا أَسْتَمِدُّ الشَّهَادَةَ مِنْ إِنْسَان، ولكِنْ مِنْ أَجْلِ خَلاصِكُم أَقُولُ هذَا:
كَانَ يُوحَنَّا السِّرَاجَ المُوقَدَ السَّاطِع، وأَنْتُم شِئْتُم أَنْ تَبْتَهِجُوا بِنُورِهِ سَاعَة.
أَمَّا أَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ شَهَادَةِ يُوحَنَّا: أَلأَعْمَالُ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ أَنْ أُتَمِّمَهَا، تِلْكَ الأَعْمَالُ نَفْسُهَا الَّتِي أَعْمَلُهَا، تَشْهَدُ أَنَّ الآبَ أَرْسَلَنِي.
والآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ شَهِدَ لِي. وأَنْتُم مَا سَمِعْتُم يَومًا صَوتَهُ، ولا رَأَيْتُم مُحَيَّاه،
ولا جَعَلْتُم كَلِمَتَهُ رَاسِخَةً فِيكُم، لأَنَّكُم لا تُؤمِنُونَ بِمَنْ أَرْسَلَهُ الآب.
النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة – إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 – 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة
العظة 40
«الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ شَهِدَ لِي. وأَنْتُم مَا سَمِعْتُم يَومًا صَوتَهُ، ولا رَأَيْتُم مُحَيَّاه»
كيف استطاعَ موسى أن يقولَ: “هل كانَ مِثلُ هذا الأمرِ العَظيم أَو هل سُمِعَ بمِثلِه؟ وهل سَمعَ شَعبٌ صَوتَ إلهٍ يَتَكلّمُ مِن وَسَطِ النار، كما سَمِعتَ أنتَ، وبَقِيَ على قَيدِ الحيَاة؟” (تث 4: 32-33). لقد أكّدَ إشعيا وآخرون كُثُر أنّهم رأوا الله. إذًا، ماذا تعني هذه الكلمات الي قالَها المخلِّص؟ لقد أرادَ أن يعطي اليهود أفكارًا أكثر صحّة ودقّة عن الله، من خلال تعليمهم بأنّ الله لا يملك صوتًا ولا وجهًا؛ إنّما هو يفوق كلّ الوجوه وكلّ اللغات الممكنة. في الواقع، إنّ هذه الكلمات: “أَنْتُم مَا سَمِعْتُم يَومًا صَوتَهُ” لا تعني أنّ الله يملك صوتًا، ولو غير مفهوم بالنسبة إلى البشر؛ كما أنّ هذه الكلمات الأخرى ” ولا رَأَيْتُم مُحَيَّاه” لا تعني أنّ الله يملك شكلاً مميّزًا، ولو غير مرئي للبشر؛ إنّما أرادَ بذلك أن يثبتَ أنّ الله لا يملك صوتًا ولا وجهًا وإنّ صوت الله لا يُسمعُ من خلال أذنيّ الجسد إنّما من خلال ذكاء القلب الّذي نناله بواسطة الرُّوح القدس. لذلك فإنّ اليهود لم يسمعوا ذلك الصّوت الرّوحيّ لأنّهم كانوا يرفضون أن يُحِبّوه وأن يطيعوا وصاياه؛ كما إنّهم لم يتمكّنوا من رؤية محيّاه لأنّ هذا الوجه الأقدس لا يُرى بعيون الجسد بل بعينيّ الإيمان والحب.
البابا يتلو صلاة التبشير الملائكي ويتحدث عن أهمية الاحتفال بعيد معمودية الرب
موقع الفاتيكان نيوز بعد الاحتفال بالقداس الإلهي في كابلة سكستين أطل البابا – كعادته ظهر كل…