انجيل اليوم: «إِذهَبْ ورَائِي، يَا شَيْطَان! لأَنَّكَ لا تُفَكِّرُ تَفْكِيرَ ٱللهِ بَلْ تَفْكِيرَ البَشَر!»

اليوم الرابع بعد عيد الصليب
«إِذهَبْ ورَائِي، يَا شَيْطَان! لأَنَّكَ لا تُفَكِّرُ تَفْكِيرَ ٱللهِ بَلْ تَفْكِيرَ البَشَر!»
إنجيل القديس مرقس ٨ / ٣١ – ٣٨
بَدَأَ يَسُوعُ يُعَلِّمُ التَّلامِيذَ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى ٱبْنِ الإِنْسَانِ أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا، ويَرْذُلَهُ الشُّيُوخُ والأَحْبَارُ والكَتَبَة، ويُقْتَل، وبَعْدَ ثلاثَةِ أَيَّامٍ يَقُوم.
وكانَ يَقُولُ هذَا الكلامَ عَلانِيَة. فأَخَذَهُ بُطْرُسُ عَلى حِدَة، وبَدَأَ يَنْتَهِرُهُ.
فأَشَاحَ يَسُوعُ بِوَجْهِهِ، وٱلتَفَتَ إِلى تلامِيذِهِ، وٱنْتَهَرَ بُطْرُسَ وقَالَ لَهُ: «إِذهَبْ ورَائِي، يَا شَيْطَان! لأَنَّكَ لا تُفَكِّرُ تَفْكِيرَ ٱللهِ بَلْ تَفْكِيرَ البَشَر!».
ثُمَّ دعَا الجَمْعَ وتَلامِيذَهُ، وقَالَ لَهُم: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي،
لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُها، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ يُخَلِّصُها.
فمَاذَا يَنْفَعُ الإِنْسَانَ لَو رَبِحَ العَالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفْسَهُ؟
ومَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ بَدَلاً عَنْ نَفْسِهِ؟
مَنْ يَسْتَحِي بِي وَبِكلامِي، في هذَا الجِيلِ الزَّانِي الخَاطِئ، يَسْتَحِي بِهِ ٱبْنُ الإِنْسَانِ عِنْدَمَا يَأْتِي في مَجْدِ أَبْيهِ مَعَ مَلائِكَتِهِ القِدِّيسِين».
التأمل: «إِذهَبْ ورَائِي، يَا شَيْطَان! لأَنَّكَ لا تُفَكِّرُ تَفْكِيرَ ٱللهِ بَلْ تَفْكِيرَ البَشَر!»
ما هي أفكار البشر التي جسّدها بطرس؟
ما هي أفكار الله التي جسّدها يسوع بأقواله وأفعاله؟
أو بشكل آخر ماذا يريد الانسان؟
وماذا يريد الله؟
أو ماذا يطلب الانسان من الحياة؟
يريد الانسان السعادة التامة دون توقف، أي العيش في استقرار وأمان وتفوق على كل الخلق والخليقة، مكتفياً لا بل متخماً، يملك أكثر من الكل، يلبس الاجمل من الثياب، يأكل أشهى الاطعمة، محبوب ومرغوب ومتسلط، يملك الحق في الارتقاء دون غيره وفي الارتفاع فوق غيره وفي إستغلال الارض وما عليها وما في داخلها والسماء والغيوم والامطار والنجوم والكواكب… حتى الله عزّ وجلّ!
ألا يظن الانسان أنه سيد الكون والتاريخ وهو لا يساوي غباراً؟
ألا يشعر أنه مركز الحياة النابض ومحور الكون اللامتناهي؟
أليست الأنانية وحب التملك وشهوة السلطة أصل المآسي والشرور وسفك الدماء “الحلال” و “الحرام” في العالم؟
يريد الانسان السعادة لنفسه والتعاسة لغيره، الحياة له والموت لهم، الجنة له وجهنم لهم، الله له وإبليس وبئس المصير لهم!
بينما يريد الله الفرح التام للانسان، يريد له الحياة دون توقف أي الخلود.
إرادة الله أن نحيا ونولد ونتجدد من رحم المعمودية وأقدام الصليب.. “من أراد أن يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني” هذا هو منطق الحب، منطق حبة الحنطة، أي الزرع الذي يعطي الحياة.
مع الرب يخرج الانسان من أنانيته وإشباع غرائزه، يحمل صليبه، ويتجه نحو الاخر كاسرا جوعه الدائم إلى ابتلاع العالم.
مع الرب يملك الانسان الإرادة (يكفر بنفسه) ليعطي دون حساب بدل الأخذ فوق كل حساب..
مع الرب يصبح الانسان حرا، فيجعل من الله مركز الكون وليس هو، والاخر مركز قلبه وفكره وليس هو، يعيش مستقلاً وسيداً حراً دون تبعية لأي رغبات داخلية أو شهوات دفينة..
مع الرب يشارك الانسان غيره نسمة الحياة (من فقد نفسه يربحها) دون تحفظ أو تردد.
مع الرب يصبح الانسان صديق الحياة وحليفها الاول، وصديق الانسان وحليفه الاول، وصديق الخليقة وحليفها الاول، وصديق الله وحليفه الاول.
يا رب نحن نعلم أن دواء عدم الموت هو الصليب، وعلاج متلازمة فقدان السعادة هو الحب، علمنا أفكارك، أرشدنا إلى إرادتك، هبنا علماً ومعرفة من روحك فتكون لنا ولغيرنا الحياة.
آمين
نهار مبارك
الخوري كامل كامل
تستمر جولة وزيارة ذخائر القديسة تريزيا الطفل يسوع إلى لبنان، إليكم المحطات المتبقية
تستمر جولة ذخائر القديسة تريزيا الطفل يسوع في لبنان، في هذا الزمن الذي نحن فيه بأمسّ الحاج…