بارولين يرحب بقرار كوبا الإفراج عن مئات السجناء، ومقالٌ لتورنييلي بعنوان: “هكذا يصبح رجاء اليوبيل ملموساً”

عبر أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين عن ارتياحه الكبير لإعلان السلطات الكوبية عن إطلاق سراح مئات الأسرى، لافتا إلى أن هذا القرار يشكل مصدر أمل كبير مع بداية السنة اليوبيلية.
قال نيافته إنه من الأهمية بمكان أن تكون السلطات في هافانا قد تجاوبت مع النداءات التي أطلقها البابا فرنسيس في هذا الاتجاه. وأضاف بارولين أن العام ٢٠٢٤ اختُتم مع قرار الرئيس الأمريكي بايدن بتخفيض عقوبات بالإعدام إلى السجن المؤبد، ومع نبأ إلغاء عقوبة الإعدام في زيمبابوي، آملا أن يستمر السير في هذا الاتجاه خلال العام ٢٠٢٥، وأن تتكاثر هذه الأنباء السارة، خصوصا فيما يتعلق بالهُدن المرجوة وسط العديد من الصراعات المسلحة.
مقال تورنييليفي سياق متصل نشرت صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو مقالة افتتاحية بقلم مدير التحرير للدائرة الفاتيكانية للاتصالات أندريا تورنييلّي بعنوان “هكذا يصبح رجاء اليوبيل ملموساً” تطرق فيها إلى عدد من المبادرات اللافتة التي تبعث على الرجاء، شأن تخفيض عقوبات الإعدام إلى السجن المؤبد في الولايات المتحدة، وإلغاء عقوبة الموت في زيمبابوي وصولاً إلى الإعلان عن الإفراج عن مئات السجناء في كوبا. ذكّر تورنييلي أنه قبل ساعات قليلة على فتح الباب المقدس في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان، في الرابع والعشرين من كانون الأول ديسمبر الماضي، قرر الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن أن يُخفض أحكاماً بالإعدام صادرة بحق سبعة وثلاثين محكوماً في السجون الفدرالية إلى عقوبة السجن المؤبد.وقد بدأ شهر كانون الثاني يناير الجاري بخبرين سارَّين آخرين: ففي ولاية كارولاينا الشمالية، اختتم الحاكم ولايته مخفضاً خمس عشرة عقوبة إعدام، صدرت مع وقف التنفيذ، إلى السجن المؤبد؛ وفي أفريقيا قرر رئيس زيمبابوي إلغاء عقوبة الموت من قانون العقوبات.
وجاء بعدها – مضى تورنييلي كاتباً – إعلانُ السلطات الكوبية الإفراج عن خمسمائة وثلاثة وخمسين سجينا.بعدها أكد المسؤول الفاتيكاني أن ثمة حاجةً كبيرة إلى علامات ومؤشرات للرجاء تساعدنا على رفع الأنظار وتحويلها عن مشاهد الحروب والعنف، وقد جاءت هذه الخطوات الإيجابية في وقت ملائم، لأنها تزامنت مع بداية زمن اليوبيل، الذي هو زمن نعمة ورحمة، خصوصا وأنها تعيدنا إلى المعاني البيبلية لليوبيل.
من هذا المنطلق كان البابا فرنسيس قد اقترح على حكومات الدول أن تتبنى مبادرات – خلال هذه السنة اليوبيلية – تعيد الأمل والرجاء إلى الأشخاص: مبادرات من العفو أو تخفيض العقوبات كي يتمكن الأشخاص من استعادة الثقة بأنفسهم وبمجتمعاتهم.كما شدد الحبر الأعظم – تابع المسؤول الفاتيكاني – على أهمية إطلاق مسارات لإعادة دمج هؤلاء المحكومين في المجتمع، مع التزامهم بالطبع في احترام القوانين.
وختم مدير التحرير في دائرة الاتصالات الفاتيكانية أندريا تورنييلي مقالته مذكرا بأن العفو وتخفيض العقوبات والسماح، كلُها مبادئ تتماشى مع العبارتين الأساسيتين اللتين يرتكز إليهما اليوبيل، ألا وهما “الرحمة والمغفرة”، ومما لا شك فيه أن عالمنا اليوم هو بأمس الحاجة إليهما.قرار الحكومة الكوبية الإفراج عن السجناءفيما يتعلق بقرار الحكومة الكوبية فقد أعلنت السلطات في هافانا أنه خلال الأيام الأولى من العام الجديد وجه رئيس البلاد ميغيل دياز كانيل رسالة إلى البابا فرنسيس أبلغه فيها بقرار الإفراج عن السجناء الخمسمائة والثلاثة والخمسين والذين صدرت بحقهم أحكام في جرائم مختلفة.
وأوضحت الحكومة أنها ما تزال على تواصل مع الحبر الأعظم وممثليه، وقد عبرت للبابا في الماضي عن نيتها في إعادة النظر بأوضاع هؤلاء السجناء، مذكرة بأن أكثر من عشرة آلاف سجين تم الإفراج عنهم خلال العامين ٢٠٢٣ و٢٠٢٤، مستفيدين من تسهيلات يمنحها القانون.مبادرة السلطات الكوبية ليست الأولى من نوعها.
ففي عام ١٩٩٨ وخلال زيارة يوحنا بولس الثاني إلى الجزيرة، قام الرئيس الأسبق فيديل كاسترو بالإفراج عن زهاء مائتي سجين. وقد تم إطلاق سراح آلاف آخرين عشية زيارة بندكتس السادس عشر إلى هافانا عام ٢٠١٢، بالإضافة إلى ثلاثة آلاف وخمسمائة آخرين أُفرج عنهم قبيل زيارة البابا فرنسيس عام ٢٠١٥. وفي كانون الأول ديسمبر من عام ٢٠١٤، لدى استعادة العلاقات الدبلوماسية بين هافانا وواشنطن، وجه الرئيس الأمريكي الأسبق أوباما ونظيره الكوبي راوول كاسترو كلمة شكر للبابا فرنسيس على الإسهام الذي قدمه من أجل التوصل إلى اتفاق بين البلدين.
عيد شهداء صور الخمسمئة
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 14-6:2 الَّذي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِه…