بالصّوم والصّلاة تُصنع الأعاجيب!
تيلي لوميار/ نورسات
١٤ ولَمَّا لَحِقوا بِالجَمْع، دَنا مِنهُ رَجُلٌ فَجثَا لَه وقال: ١٥ “يا رَبّ، أَشفِقْ على ابني، فإِنَّه يُصرَعُ في رَأسِ الهِلال، وهو يُعاني آلاماً شديدة: فكثيرًا ما يقَعُ في النَّارِ وكثيرًا ما يقَعُ في الماء. ١٦ وقد أَتَيتُ بِه تَلاميذَكَ، فلَم يَستطيعوا أَن يَشفُوه”. ١٧ فأَجابَ يسوع: “أَيُّها الجِيلُ الكافِرُ الفاسِد، حَتَّامَ أَبقى مَعَكم؟ وَإِلامَ أَحتَمِلُكم؟ عَليَّ بِه إِلى هُنا!” ١٨ وانتَهرَه يسوعُ فخَرَجَ مِنه الشَّيطان، فشُفِيَ الطِّفلُ في تِلكَ السَّاعة. ١٩ فدَنا التَّلاميذُ مِن يسوع وقالوا لَه فيما بَينَهم: “لِماذا لم نَستطِعْ نَحنُ أَن نَطرُدَه؟” ۲٠ فقالَ لَهم: ” لِقِلَّةِ إيمانِكم. الحَقَّ أَقولُ لكم: إِن كانَ لَكم مِنَ الإِيمانِ قَدْرُ حَبَّةِ خَردَل قُلتُم لِهذا الجَبَل: اِنتَقِلْ مِن هُنا إِلى هُناك، فيَنتَقِل، وما أَعجَزَكُم شيء. ۲١ وهذا الجِنسُ مِنَ الشَّيطانِ لا يَخرُجُ إِلاَّ بالصَّلاةِ والصَّوم”. (إنجيل متّى 17: 14- 21)
هي بعض الآيات من إنجيل متّى تظهر جليًّا عظمة الصّوم والصّلاة. فترة الصّوم التي يختبرها المؤمنون المسيحيّون ليست فقط أيّامًا من الانقطاع الغذائيّ إنّما تمثّل حالة قداسة متكاملة يسير فيها المؤمن صوب الخلاص والبِرّ.
هذه الآيات التي تشعّ من الكتاب المقدّس تعكس إلينا عظمة اختبار الصّوم المبارك. فهذا الكنز الذي تقدّمه الكنيسة إلينا مناسبة يتّحد بها المؤمن ليتمكّن من خلالها من صنع الأعاجيب المقدّسة والآيات العجيبة.
الصّوم إذًا سلاح جبّار يدفع بالمؤمن إلى الانتصار في المسيح، هو سلاح بوجه الشّرّ والشّواذ والألم والخطيئة.
الصّوم شمسٌ وسط العاصفة، هدوء في محيط الضّجيج، دواء عند المرض، أمل وسط اليأس، نور بعد الظّلام، إيمان عند الشّكّ.
بالصّوم إذًا يتّحد المرء بغمر من النِّعم تملأه سلامًا وقدرة على السّير في درب البرّ والصّلاح. بالصّوم يحرَّر المؤمن من قيود الخطيئة ومن زنزانة الألم ومن مخالب اليأس والضّلال.
هو هذا الفصل من إنجيل متّى ما يعلّمنا أنّ الصّوم مرحلة روحيّة تؤسّس لقداستنا ولطهارتنا، فليكن صومنا إذًا حبّة تُزرع في أرض النِّعم لتنضج برعمًا مثمرًا يزوّدنا بالقدرة على خلق الأعاجيب وصنع المعجزات.
يسوع الطبيب الشافي القدير
صلاة إلى يسوع الشافييا يسوع المسيح، الطبيب الإلهي والشافي القدير،نتقدم إليك اليوم بإيمان و…