يوليو 4, 2023

بيتسابالا: فقط الحبّ على مثال يسوع يفسح المجال لحبّ غير محدود

بطريرك القدس للّاتين

Noursat | بيتسابالا: فقط الحبّ على مثال يسوع يفسح المجال لحبّ غير محدود

في الأحد الثّالث عشر بحسب الطّقس اللّاتينيّ، كان ختام الخطاب التّبشيريّ بحسب إنجيل متّى 10، 37- 42.

وفي هذا السّياق، ذكّر بطريرك القدس للّاتين ببداية الخطاب وصولاً إلى ختامه متأمّلاً بهدف رسالة التّلاميذ، فقال بحسب موقع البطريركيّة:

“بالبداية، لنتذكّر كيف بدأ هذا الخطاب: لقد تكوّنت رسالة التّلاميذ من شعور نشأ في قلب يسوع على مرأى من الجموع، وقد سمعناه في قراءات الآحاد السّابقة: الرّحمة. شعور يتحدّث عن ارتباط، علاقة. إنّها علاقة يسوع بالعالم وطريقته في العلاقة.

كانت هذه بداية الخطاب التّبشيريّ. لنرى اليوم كيف ينتهي الخطاب، أين يريد يسوع أن يأخذنا، ما هو هدف رسالة التّلاميذ.

إنّه يتألّف من نمط حياة جديد، طريقة جديدة للتّواصل، طريقة “استحقاق” لله.

تتكرّر هذه العبارة “لا يستحقّني” ثلاث مرّات في مقطع اليوم (متّى 10: 37 ، 38).

ماذا يعني أن نكون- أو لا نكون- مستحقّين؟ يعني أنّ المدعوّ يحمل في ذاته كرامة الدّاعي نفسه.

كرامة الأطفال قبل كلّ شيء: نحن مدعوّون أبناء الله، هذه هي حقيقتنا وعظمتنا وافتخارنا الوحيد.

ولكن ليس فقط. نحن مدعوّون لأن نحظى بنفس كرامة يسوع، مثل الشّخص الّذي فقد كرامته، والّذي فقد كلّ شيء، والّذي أسلم نفسه للموت، ولم يحافظ على كرامته لنفسه، والّذي شاركه فيها، الّذي فقد كلّ شيء ليجعلنا مستحقّين له، مستحقّين للآب، ورثة الحياة؛ الّذي كان له الرّحمة.

هذا هو معنى كلام يسوع اليوم، عندما يقول إنّ من أحبّ أبًا وأمًا وأولادًا … أكثر منه لا يستحقّه (متّى 10:37). إنّه لا يطلب منّا أن نقلّل أو نزيد من حبّ الأسرة أو من حبّ الذّات: لأنّه هو نفسه من أعطانا هذه الوصيّة الوحيدة وقد بذل ذاته في سبيل أحبّائه.

إن ّطريقتنا في المحبّة تعتمد على محبّة الله، فهو يطلب منّا انفتاحًا أكبر على عالم، على علاقات موسّعة. يطلب ألّا تكون علاقاتنا وعالمنا هي الأفق الوحيد لحياتنا، وألّا تكون “كلّ شيء”. حتّى أجمل العلاقات، في الأسرة كما في الحياة الاجتماعيّة، إذا أصبحت منغلقة، تمنعنا من الانفتاح على حياة العالم، لعلاقتنا مع الله، وبالتّالي فإنّها تقوقعنا شيئًا فشيئًا. بإختصار، يطلب منّا يسوع ألّا نتوقّف عند هذا الحدّ من الحبّ. فقط الحبّ على مثاله، يفسح المجال لحبّ غير محدود.

من أجل القيام بذلك، لا غنى عن شيء واحد: معرفة كيفيّة الخسارة، ومعرفة كيفيّة التّخلّي، وعدم الانغلاق على حداثة الحياة أو الآخر. بهذه الطّريقة فقط سنكون منفتحين على عالم أكبر منّا، ومنفتحين على تلك المكافأة الّتي يتحدّث عنها يسوع.

المكافأة هي كلمة أخرى مهمّة في هذه الآيات: يستخدم متّى أيضًا هذا المصطلح في خطابه الأوّل، عظة الجبل (6 ، 2.5.41.42) عندما يقول: “إِيَّاكُم أَن تَعمَلوا بِرَّكم بِمَرأًى مِنَ النَّاس لِكَي يَنظُروا إِليكم، فلا يكونَ لكُم أَجرٌ عندَ أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَوات”.

بدلاً من ذلك، يريد الآب أن يكافئ، أن يعطي الحياة بوفرة لأولئك الّذين يفتحون قلوبهم، لأولئك الّذين يخرجون من المنطق البشريّ البحت.

بدأ الخطاب التّبشيريّ بشفقة يسوع ويختتم الآن بعمل الرّحمة: “مَن سَقى أَحَدَ هٰؤلاءِ الصِّغارِ، وَلَو كَأسَ ماءٍ بارِدٍ لأَنَّه تِلميذ، فالحقَّ أَقولُ لَكم إِنَّ أَجرَه لن يَضيع” (متّى 1: 42).

هذا هو المكان الّذي يقود إليه الخطاب التّبشيريّ: حيث يكون أيّ شخص في العالم قادرًا على القيام بعمل صغيرة من التّعاطف، فهناك الإنجيل. أرسل التّلاميذ إلى العالم ليكتشفوا الإنجيل ويعيشونه، أن يفعلوا ذلك بأسلوب حياتهم البسيط، بالوداعة والتّواضع، الّذي لا يدّعي أنّه يعطي بل يطلب القبول.

حيثما رُحّب بالتّلاميذ، هناك الملكوت، وستكون المكافأة للجميع.”

‫شاهد أيضًا‬

الكاردينال غوه: البابا فرنسيس في سنغافورة، سفير للرحمة

موقع الفاتيكان نيوز رئيس أساقفة سنغافورة يقيّم زيارة البابا، ويسلط الضوء على رسالته، رسالة…