جوني مخيبر: “ليش عمِلت فيي هيك ؟ “

جوني مخيبر: “ليش عمِلت فيي هيك ؟ “

“ليش عمِلت فيي هيك ؟ “

كِل مرّة بيوقَف قلب، بتوقَف الدني…
كل مرّة بِترَفرِف جوانِح طلوع، في جوانِح هون عم تِنكِسِر…
ما تعَوَدنا عالوجع، نحنا والفرح أصحاب بس، ما عنا خبرة مع حرقة القلب، نحنا ضعاف قدام الخسارة، نحنا منخاف من الموت لأنو سريع، غريب، سئيل، غدّار، وأشكالو مقرفة…

عنجد مين Next ؟
مين ناطرو الموت ورا الساعة تَ ياخدو سِرقة؟
مين دَورو هلأ ؟
وكيف؟

طيب وأندرو،
مين كان مفكّر إنو حياة مليان حياة، بتُخلص هيك ؟
أصلاً ليش لازم تخلص هيك؟ وليش هلأ ؟

حديد مكَسّر، تراب مْتَلّى الدني، حجار عالطريق، جسم بردان غرقان بالدمّ، والسما فاتحة بوابا لأندرو…
طار طلوع، ما تْطَلّع نزول، ما بتِحرُز…
غِدي عالحُرية، ترك هون لَ هون، وصار مِلك السما،
رجع للأَصِل، طُلع يصَلي لَكِل واحد حَبّو هون، طُلع يعَمّر سما صغيرة، بعد كم سنة يِستَقبِل أهلو…

يلي ما سمع شو قال بَيّو لَ أندرو بالليلة ذاتا، قدام المستشفى، ما سمع شي:

هيك المشهد…

( الجمعة ١٩ آب، الساعة شي ٧ المسا، قدام مستشفى سيدة ماريتيم، عجقة ناس بتقول مُظاهرة، بكي كتير، الكل عم يبكي، ما حدا مصدّق، وما حدا عم يحكي إلا بَيّو):

لو مات حادث سيارة، كنت بسكت وبقول كان عم يشَفّط…
مات حادث كميون، معو شهادات الدني، بس لأنو ما عم يلاقي شغل، إضطر يسوق كميون…
مات لأنو كان عم يشتغل تَ يْطَعميني أنا بيو وإمو وإخواتو، مات لأَنو عم يأمن حالو…

(بيُضرُب إيدو البيّ عَ صدرو، وبيِمشي صوب باب الطوارئ)

أنا فايت أقعد معو، ما حدا يلحقني، تركوني..

( بيِزحَط البَيّ بالنزلة، وبيقعد عالزِفت منهار، عم يِبكي)

ليش عمِلت فيي هيك ؟

خُلِص المشهد،
خلصت الدني،
بخاطِركن.

جوني مخيبر