ديسمبر 4, 2021

خطاب البابا إلى السلطات المدنية والسلك الدبلوماسي والمجتمع المدني في اليونان

وصل البابا فرنسيس صباح السبت إلى أثينا وتوجه إلى القصر الرئاسي حيث جرت مراسم الاستقبال الرسمي قبل أن يقوم بزيارة مجاملة إلى رئيسة الجمهورية اليونانية إيكاتريني ساكيلاروبولو، ويلتقي برئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس. بعدها كان للبابا لقاء مع ممثلين عن السلطات المدنية والمجتمع المدني بالإضافة إلى أعضاء السلك الدبلوماسي.

وجه الحبر الأعظم للحاضرين خطابا مسهبا أكد فيه أنه من أثينا مرت طرق الإنجيل التي وحدت الشرق والغرب والأماكن المقدسة وأوروبا وأورشليم وروما، مذكرا بأن الأناجيل التي نقلت إلى العالم البشرى السارة لإله محب للبشر، كُتبت باللغة اليونانية، فصارت لغةُ الحكمة البشرية صوتَ الحكمة الإلهية.

وفي هذه المدينة، يرتفع النظر إلى العُلى، ويندفع تلقائيا نحو الآخر. ويذكرنا بذلك البحر، الذي تواجهه أثينا، وهو يدعوها لتكون جسرا بين الشعوب. هنا وُلدت الديمقراطية. والمهد أصبح، بعد آلاف السنين، بيتا كبيرا للشعوب الديمقراطية: أشير إلى الاتحاد الأوروبي وحلم السلام والأخوّة بين الشعوب العديدة. 

مضى البابا إلى القول: لا يسع المرء اليوم إلّا أن يلاحظ بقلق أنّ هناك تراجعًا في الديموقراطية، فيما يبدو الاستبداد أمرا سريعا، والتطمينات السهلة الشعبوية التي يقدمها تبدو مغرية. وكل ذلك يدفع إلى نوع من ”التشكيك في الديمقراطية“. ومع ذلك، فإن مشاركة الجميع مطلب أساسي، ليس فقط لتحقيق أهداف مشتركة، ولكن لأن هذا أمر يستجيب لطبيعتنا: أننا كائنات اجتماعية، كل واحد له ميزاته الخاصة، ولكننا في الوقت نفسه، مترابطون بعضنا ببعض.

ولفت إلى أن السياسة أمر صالح، وهكذا يجب أن تكون في ممارستها، باعتبارها أعلى مسؤولية يمارسها المواطن، وباعتبارها فن تحقيق الخير العام. ومن أجل مشاركة حقيقية في الخير العام، يجب إعطاء أولوية لأكثر الناس والفئات ضعفا. لا بد من تغيير المسيرة نحو هذا الاتجاه، بينما تزداد المخاوف كل يوم، وتضخّمها وسائل الاتصال الافتراضية، وتنشأ النظريات المختلفة لمواجهة الآخرين.

‫شاهد أيضًا‬

الرّجاء في زمن الحرب

الأب الياس كرم : يبقى الرّجاء السّمة الأساسية في قلوب وعقول اللبنانيين أمام هذه الضّيقة ال…