ذخائر القدّيسة تريزيا الطّفل يسوع تحلّ بركة على رعيّة عذراء فاتيما – جونيه

البطريرك يونان: “زيارتها مبعث رجاء وسلام… ولنقدّم حياتنا بالرّجاء والتواضع كما علّمتنا”
استقبلت كنيسة عذراء فاتيما – جونيه صباح الإثنين ذخائر القدّيسة تريزيا الطّفل يسوع، في زيارة مفعمة بالرجاء والبركة، حيث وصلت الذخائر عند التاسعة والنصف صباحًا، وسط أجواء من الترحاب والخشوع.
وقد ترأس بطريرك السريان الكاثوليك، مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان، الصلاة في المناسبة، متباركًا من الذخائر المقدّسة، ورافعًا الدعاء إلى الرب بشفاعة القدّيسة تريزيا من أجل الكنيسة والمؤمنين، ومن أجل السلام في لبنان والشرق الأوسط، لا سيّما في ظلّ الحروب الدائرة في غزة وأوكرانيا والمنطقة، والحرب بين إسرائيل وإيران.
كلمة راعوية: رجاء في زمن الألم
في كلمته الأبويّة، عبّر البطريرك يونان عن فرحه الكبير بزيارة الذخائر للبنان للمرّة الثانية، معتبرًا إياها “مصدر طمأنينة وتذكير بأنّ الله خلقنا للمحبّة والسّلام”. وأضاء على سيرة القدّيسة تريزيا، الّتي توفّيت عن عمر 24 سنة، بعد إصابتها بالتيفوئيد، وقد أُعلنت قداستها سنة 1925، وذاع صيتها في العالم أجمع حتى باتت شفيعة المرسلين، رغم أنها لم تغادر ديرها.
وأشار إلى كتابها الشهير “قصة نفس” (L’histoire d’une âme)، الذي يعبّر عن “الطريق الصغير” (la petite voie) الذي اختارته لتعيش التواضع والقداسة بعيدًا عن العظمة والمظاهر. وأضاف: “علّمتنا أن الله لا يطلب منّا أعمالًا باهرة، بل أن نعيش المحبّة والوداعة، كما فعلت هي، بابتسامتها وصلواتها وحبّها حتى في لحظات مرضها المؤلمة”.
العائلة المقدّسة: نموذج للقداسة في الحياة اليومية
توقّف يونان عند قداسة عائلة القدّيسة تريزيا، الوالدين لويس وزيلي مارتان، اللذين أُعلنا قديسَين معًا عام 2015، واصفًا هذه العائلة بأنها “نموذج مبارك لتسليم الحياة للرب”. وأضاف: “الرب يعرف نوايانا ويحوّل أعمالنا الصغيرة إلى بركات لنا ولمن حولنا”.
كما شدّد على أنّ “زيارة الذخائر تشكّل نعمة عظيمة للبنان، في وقت هو بأمسّ الحاجة إلى السلام الداخلي والخارجي”، مؤكّدًا أنّ “المحبّة هي الحقيقة الوحيدة التي يجب إعلانها مهما كانت التحدّيات”.
دعاء من أجل لبنان والمنطقة
وفي ختام كلمته، رفع البطريرك يونان الصلاة إلى الرب بشفاعة القدّيسة تريزيا وسيدة فاتيما وسائر القدّيسين، سائلًا أن يحلّ السلام في لبنان والمنطقة، وأن يعيد لهذا الوطن الصغير مكانته كأرض مقدّسة تستحقّ أن تعيش في الطمأنينة والمحبّة.
ترحيب وتكريم
وكان كاهن الرعية، الأب يوسف درغام، قد استهلّ المناسبة بكلمة ترحيبية بالبطريرك يونان، شكر فيها حضوره وترؤّسه الصلاة، طالبًا بركته الأبويّة لجميع أبناء الرعية، وشافعًا بالقدّيسة تريزيا من أجل ثباتهم في الإيمان.
وفي ختام الزيارة، أقام البطريرك زيّاح القدّيسة تريزيا الطّفل يسوع داخل الكنيسة، ومنح المؤمنين البركة الإلهيّة من خلال أيقونتها وذخائرها، وسط مشاعر من التأمّل والإيمان العميق.
تستمر جولة وزيارة ذخائر القديسة تريزيا الطفل يسوع إلى لبنان، إليكم المحطات المتبقية
تستمر جولة ذخائر القديسة تريزيا الطفل يسوع في لبنان، في هذا الزمن الذي نحن فيه بأمسّ الحاج…