“علّقت” مواقع التّواصل.. فهل يُفكّ رابط “تعلّق” النّاس بها؟
تيلي لوميار/ نورسات
قد يكون الخبر الأبرز الّذي طبع مساء الإثنين في لبنان والعالم هو خبر تعطّل مواقع التّواصل الاجتماعيّ.
المشكلة بدأت مع تطبيق واتساب لتتمدّد فتُطفئ شبكة فيسبوك، وإنستغرام.
تعطّل خدمات هذه المنصّات شكّل صدمة حول العالم، والبلبلة الّتي نقلتها وسائل الإعلام، لم تكتفِ عند هذا الحدّ، بل تدخّلت السّلطات الأميركيّة ودعا الكونغرس الأميركيّ للسّير في تحقيقات توضّح سبب هذه الأعطال.
ليست المرّة الأولى الّتي تتعرّض فيها هذه الشّبكة للتّوقّف، لكنّ فترة الأعطال الطّويلة هي الّتي شكّلت مشكلة لدى المستخدمين، فلـ6 أو7 ساعات تُرك النّاس خارج الشّبكة، ناهيك عن الخسائر المادّيّة الّتي تكبّدها المعنيّون.
لكنّ، الخبر ليس هنا، الخبر هو في خطورة ما وراءه…
هذا العطل الّذي ضرب العالم، أظهر مدى تبعيّة النّاس لمواقع التّواصل الاجتماعيّ، مدى تعلّقهم بها وتأثّرهم بتأثّرها. هذا القلق الّذي انتابهم يؤكّد أنّ النّاس باتوا رهينة الوقت المهدور على تصفّح مواقع التّواصل والتّحدّث عبر منصّاته.
والدّليل هو هلع المستخدمين وهرعهم على استبدال واتساب بمنصّات تحدّث أخرى كسيغنال وتيليغرام وفايبر، واللّجوء القويّ إلى موقع تويتر للبقاء بحالة “الاتّصال” المستمرّ.
وهنا، لا بدّ من اعتبار هذه المشكلة التّقنيّة مفيدة لدى المستخدمين، فلساعات طويلة، حُتّم على النّاس الابتعاد عن الشّاشة، والانصراف عن عالم الافتراض، والتّقرّب من الرّوابط العائليّة علّهم يكتسبون عادات جديدة.
ما حصل بالأمس، أيّ سقوط المنصّات الإلكترونيّة تباعًا كالدّومينو، بغضّ النّظر عن الأسباب الّتي لا تزال غير واضحة حتّى السّاعة، يؤكّد أنّ العالم كرة كونيّة واحدة متّصلة افتراضيًّا، هذا يؤكّد أيضًا أنّ معلومات المستخدمين متّصلة ومرتبطة بشبكة تتحكّم بها فئة معيّنة وقد تنهار بأيّ لحظة، لذا تنبّهوا جيّدًا من الإغداق بمعلوماتكم الشّخصيّة ولا تجعلوا من المنصّات الإلكترونيّة حبسًا لحرّيّاتكم…
يسوع الطبيب الشافي القدير
صلاة إلى يسوع الشافييا يسوع المسيح، الطبيب الإلهي والشافي القدير،نتقدم إليك اليوم بإيمان و…