عيد الرسل الاثني عشر
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 10 : 12 – 21
يا إخوتي، فلا فَرْقَ بَيْنَ يَهُودِيٍّ ويُونَانِيّ، لأَنَّ الرَّبَّ هُوَ نَفْسُهُ لِجَميعِهِم، يُفِيضُ غِنَاهُ عَلى جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَهُ.
فَكُلُّ مَنْ يَدْعُو ٱسْمَ الرَّبِّ يَخْلُص.
إِذًا فَكَيْفَ يَدْعُونَ مَنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ؟ وكَيْفَ يُؤْمِنُونَ بَمَنْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ؟ وكَيْفَ يَسْمَعُونَ بِهِ بِدُونِ مُبَشِّر؟
وكَيْفَ يُبَشِّرُونَ إِنْ لَمْ يُرْسَلُوا؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوب: «مَا أَجْمَلَ أَقْدَامَ المُبَشِّرِينَ بِالخَيْر!».
ولكِنْ لَمْ يُطِيعُوا كُلُّهُم بِشَارَةَ الإِنْجِيل، لأَنَّ آشَعْيَا يَقُول: «يَا رَبّ، مَنْ آمَنَ بِمَا سَمِعَ مِنَّا؟».
إِذًا فَالإِيْمَانُ هُوَ مِنَ السَّمَاع، والسَّمَاعُ هُوَ مِنَ التَّبْشِيرِ بِكَلِمَةِ المَسِيح.
لكِنِّي أَقُول: أَلَعَلَّهُم لَمْ يَسْمَعُوا؟ بَلَى! «في الأَرْضِ كُلِّهَا ذَاعَ مَنْطِقُهُم، وفي أَقَاصي المَسْكُونَةِ كَلامُهُم».
وأَقُول: أَلَعَلَّ إِسْرَائِيلَ لَمْ يَعْلَم؟ يَقُولُ مُوسَى أَوَّلاً: «أَنَا أُثِيرُ غَيْرَتَكُم بِمَنْ لَيْسُوا شَعْبًا، وبِشَعْبٍ غَبِيٍّ أُثِيرُ غَضَبَكُم!».
أَمَّا آشَعْيَا فَيَجْرُؤُ ويَقُول: «وجَدَني الَّذِينَ لَمْ يَطْلُبُوني، وٱعْتَلَنْتُ لِلَّذِينَ لَمْ يَسْأَلُوا عَنِّي».
أَمَّا في شَأْنِ إِسْرَائِيلَ فَيَقُول: «بَسَطْتُ يَدَيَّ النَّهَارَ كُلَّهُ نَحْوَ شَعْبٍ عَاصٍ وَمُتَمَرِّد!».
إنجيل القدّيس متّى 9 : 36 – 38
رَأَى يَسُوعُ الجُمُوعَ تَحَنَّنَ عَلَيْهِم، لأَنَّهُم كَانُوا مَنْهُوكِيْن، مَطْرُوحِينَ مِثْلَ خِرَافٍ لا رَاعِيَ لَهَا.
حينَئِذٍ قَالَ لِتَلامِيْذِهِ: «إِنَّ الحِصَادَ كَثِيْر، أَمَّا الفَعَلَةُ فَقَلِيْلُون.
أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ الحِصَادِ أَنْ يُخِرِجَ فَعَلَةً إِلى حِصَادِهِ».
النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة – إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)
القدّيس منصور دي بول (1581 – 1660)، كاهن ومؤسِّس جماعات دينيّة
«فاسأَلوا رَبّ الحَصادِ أَن يُرسِلَ عَمَلَةً إِلى حَصادِه»
لكي يحصل العديد من النّاس على خارج جيّد وداخل مليء بمشاعر كبيرة نحو الله يكتفون… بالمناجاة القلبيّة إلى الله من خلال الصلاة… لا يخطئنّ أحد: أنّ مهمّتنا برمّتها تقتضي القيام بالأعمال. وهذا صحيح لدرجة أنّ الرَّسول يوحنا قد قال لنا في سفر الرؤيا إنّ أعمالنا هي الوحيدة التي ستتبعنا إلى الحياة الأخرى (راجع رؤ 14: 13). دعونا إذًا نتأمّل في هذا: هناك الكثير من الأشخاص الذين يبدون فاضلين، خصوصًا في هذا الزمن. وهم بالفعل كذلك. ومع ذلك، يميلون إلى سلوك طريق ليّن وناعم بدلاً من الصلاة الشاقّة والصلبة.
إنّ الكنيسة تُقارَن بموسم حصاد كبير يتطلّب عمّالاً ولكن ليس أي عمّال، إنّما عمّال يعملون. ليس هناك أيّ شيء متطابق مع الإنجيل أكثر من أن نُخزّن فينا النور، والقوّة التي تكتسبها أنفسنا من خلال المناجاة القلبيّة، وقراءة الكتب المقدّسة والعزلة… كلّ هذا من جهة، ومن جهة أخرى علينا الذهاب لمشاطرة الناس بهذه التغذية الروحيّة. علينا فعل ما قام به ربّنا ورسله من بعده. إنّه جمع ما قامت به مرتا وما قامت به مريم. أي علينا أن نقتدي بالحمامة التي تأكل نصف صيدها وتضع الباقي في فم أطفالها، من خلال منقارها، بُغية إطعامهم. هذا هو إذًا ما يجب أن نقوم به، هكذا يجب أن نشهد لله بأنّنا نحبّه من خلال الأفعال والأعمال التي نقوم بها. إنّ مهمتنا تقتضي بأن نقوم بالأعمال.
عيد مار يعقوب أخو الربّ والرسول
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 5 : 20 – 21 . 6 : 1 – 7 يا إخوَتِي، …