عيد مار شربل المعترف

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 8 : 28 – 39
يا إِخوتي، نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ اللهَ يَعْمَلُ كُلَّ شَيءٍ لِخَيْرِ الَّذينَ يُحِبُّونَهُ، أُولئِكَ الَّذينَ دَعَاهُم بِحَسَبِ قَصْدِهِ؛
لأَنَّ الَّذينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُم، سَبَقَ أَيْضًا فحَدَّدَهُم أَنْ يَكُونُوا مُشَابِهينَ لِصُورَةِ ٱبْنِهِ، حَتَّى يَكُونَ ٱبْنُهُ بِكْرًا لإِخْوَةٍ كَثِيرِين.
والَّذِينَ سَبَقَ فحَدَّدَهُم، هؤُلاءِ أَيْضًا دَعَاهُم، والَّذِينَ دَعَاهُم، هؤُلاءِ أَيْضًا بَرَّرَهُم، والَّذِينَ بَرَّرَهُم، هؤُلاءِ أَيْضًا مَجَّدَهُم.
إِذًا فَمَاذَا نَقُولُ بَعْد؟ إِذَا كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟
فاللهُ الَّذي لَمْ يَبْخُلْ بِٱبْنِهِ، بَلْ سَلَّمَهُ إِلَى المَوْتِ مِنْ أَجْلِنَا جَميعًا، كَيْفَ لا يَهَبُ لَنَا مَعَهُ أَيْضًا كُلَّ شَيء؟
فَمَنْ يَشْكُو مُخْتَارِي ٱلله؟ أَللهُ يُبَرِّرُهُم.
فَمَنِ الَّذي يَدِين؟ هوَ المَسِيحُ يَسُوعُ الَّذي مَات، بَلْ أُقِيم، وهوَ أَيْضًا عَنْ يَمينِ ٱلله، وهُوَ أَيْضًا يَشْفَعُ لَنَا!
مَنْ يَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ المَسِيح؟ أَضِيقٌ، أَمْ شِدَّةٌ، أَمِ ٱضْطِهَادٌ، أَمْ جُوعٌ، أَمْ عُرْيٌ، أَمْ خَطَرٌ، أَمْ سَيْف؟
كَمَا هُوَ مَكْتُوب: «إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ النَّهَارَ كُلَّهُ، وقَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْح!».
إِلاَّ أَنَّنَا في كُلِّ ذلِكَ نَغْلِبُ بِالَّذي أَحَبَّنَا.
فإِنِّي لَوَاثِقٌ أَنَّهُ لا مَوْتَ ولا حَيَاة، ولا ملائِكَةَ ولا رِئَاسَات، ولا حَاضِرَ ولا مُسْتَقْبَل، ولا قُوَّات،
ولا عُلْوَ ولا عُمْق، ولا أَيَّ خَلِيقَةٍ أُخْرَى تقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتي في المَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.
إنجيل القدّيس متّى 13 : 36 – 43
تَرَكَ يَسُوعُ الجُمُوعَ وَأَتَى إِلى البَيْت، فَدَنَا مِنْهُ تَلامِيْذُهُ وقَالُوا لَهُ: «فَسِّرْ لَنَا مَثَلَ زُؤَانِ الحَقْل».
فَأَجَابَ وقَال: «زَارِعُ الزَّرْعِ الجَيِّدِ هُوَ ٱبْنُ الإِنْسَان،
والحَقْلُ هُوَ العَالَم، والزَّرْعُ الجَيِّدُ هُم أَبْنَاءُ المَلَكُوت، والزُّؤَانُ هُم بَنُو الشِّرِّير،
والعَدُوُّ الَّذي زَرَعَ الزُّؤَانَ هُوَ إِبْلِيس، والحِصَادُ هُوَ نِهَايَةُ العَالَم، والحَصَّادُونَ هُمُ المَلائِكَة.
فكَمَا يُجْمَعُ الزُّؤَانُ ويُحْرَقُ بِالنَّار، كَذلِكَ يَكُونُ في نِهَايَةِ العَالَم.
يُرْسِلُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ مَلائِكَتَهُ، فَيَجْمَعُونَ مِنْ مَمْلَكَتِهِ كُلَّ الشُّكُوكِ وفَاعِلي الإِثْم،
ويُلقُونَهُم في أَتُّونِ النَّار. هُنَاكَ يَكُونُ البُكَاءُ وصَرِيْفُ الأَسْنَان.
حينَئِذٍ يَسْطَعُ الأَبْرَارُ كالشَّمْسِ في مَلَكُوتِ أَبِيْهِم. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ فَلْيَسْمَع!
النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة – إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)
القدّيس غريغوريوس بالاماس (1296 – 1359)، راهب وأسقف ولاهوتي
«وَٱلصِّدّيقونَ يُشِعّونَ حَينَئذٍ كَٱلشَّمسِ في مَلَكوتِ أَبيهِم»
تنبّه خدّام ربّ المنزل أو بالأحرى ملائكة الربّ إلى وجود الزؤان في الحقل، أي أنّ الملحدين والأشرار كانوا مختلطين مع الأبرار ويعيشون معهم حتّى في كنيسة المسيح. فقالوا للربّ: “أتريد أن نذهب لنجمع الزؤان؟” أي بكلام آخر: “أن نزيل هؤلاء الأشخاص عن وجه الأرض من خلال قتلهم”؟ مع الوقت، يتوب عدد كبير من الملحدين والخطأة الذين يعيشون إلى جانب الأشخاص الأتقياء والأبرار، ويقرّرون الاهتداء إلى الدين؛ فيدخلون إلى مدرسة التقوى والفضيلة ليتحوّلوا من زؤان إلى قمح. لذا، لو قبض الملائكة بالقوّة على هؤلاء الرجال قبل أن يتوبوا، كانوا سيواجهون خطر اقتلاع القمح خلال جمع الزؤان. كما أنّنا غالبًا ما نجد أناسًا طيّبين وسط ذريّة الأشرار. لذا، لم يسمح ذاك الذي يعرف كلّ الأمور قبل حدوثها بجمع الزؤان قبل الوقت المحدّد. إذًا، أولئك الذين يريدون أن يخلصوا من العقاب في الآخرة وأن يرثوا ملكوت الله الأبدي، يجب أن يكونوا كالقمح لا كالزؤان. كما ينبغي عليهم أن يمتنعوا عن الكلام الباطل أو الشرير، وأن يمارسوا الفضائل المعاكسة لرذائله، وأن ينتجوا ثمار التوبة! هكذا يصبحون جديرين بالهري السماويّ، فيُدعَون أبناء الآب الخالق، ويدخلون إلى ملكوت السموات، كورثة فرحين ومشرقين بالمجد الإلهيّ.
رسالة البابا فرنسيس إلى كلية تريفينيتو للاهوت في الذكرى السنوية العشرين لتأسيسها
موقع الفاتيكان نيوز لمناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية العشرين لتأسيس كلية تريفينيتو للاهوت …