أبريل 26, 2024

قداس الإلهي في دير مار جرجس – مركز الاسقفي الصيفي في اجبع

في الثالث والعشرون من شهر نيسان ٢٠٢٤ احتفل رئيس أساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف السامي الاحترام بالقداس الإلهي في دير مار جرجس – مركز الاسقفي الصيفي في اجبع عاونه النائب الاسقفي العام المونسنيور انطوان مخايل ونائب الاسقفي الخاص لشؤون الزواج المونسنيور يوحنا مارون حنا وخادم الرعية الخوري عزت الطحش والخوري مارسال نسطه والخوري سركيس عبدالله وبحضور أبناء الرعايا المجاورة

بعد تلاوة الانجيل المقدس القى سيادته عظة جاء فيها:
“أني أشكر الرب على هذه المحطّة السنويّة. كما قال لنا الربّ يسوع: “عندما يكون واحد أو إثنين مجتمعين بإسمي أكون في وسطهم .” إذاً بما أننا مجتمعين فالرب معنا، الرب موجود بيننا، نحن نشكره بهذا اليوم المبارك. في الصلاة الحسّاية، التي تُعبّر إجمالاً عن مضمون العيد أي أنها تُعطينا فكرة عن العيد الذي نحتفل به، ذكر فيها إقتباس من حياة مار جرجس: إنّنا نحتفل بذكرى شهيدِكَ البطل مار جرجس الجنديّ الباسل، كم حزّ في نفسه ما كان يلمس كل يوم من الإنحطاط الذي وصل إليه حالة إخوته المسيحيّين بسبب إضطهاد الإمبراطور يوكليسيانوس إذ رأى بعضهم، لا يتورّعون من اللجوء إلى الجحود بالإيمان لينجوا من الإضطهاد، فراح يسندُ نفسه بالصلاة، ويتقوّى بالروح القدس، ليهيئ نفسه للمعركة ثمّ قام فأعتق عبيده، وأوصى بتوزيع أمواله على الفقراء وقصد الساحة العامة، حيث إنتزع الإعلان الملكيّ الآمر بأن يُقدّم المسيحيّون الذبائح والبخور للآلهة، ومزّقه ورمى به أرضاً، فقاده تصرّفه هذا إلى السجن والعذاب حتى الإستشهاد. “

أضاف: “أحبّائي نحن عندما نحتفل بعيد شهيد نحتفل أولاً بذبيحة الإفخارستيا أي نحن بموت وقيامة يسوع من بين الأموات، لأن من دفع هؤلاء الأبطال حتى يتّخذوا هذه المواقف الجريئة هو ربنا يسوع المسيح، فهو حرّك كل مشاعرهم، وإيمانهم، وحياتهم. لذلك فهم أشخاص إمتلأوا من الرب والإستشهاد هو من ثمار هذا الثبات في يسوع المسيح. ولا يمكن لأحد أن يصل إلى هذا القرار إلا إذا كان ممتلئ من الروح القدس، وعندها بنعمة الروح القدس وبقوّة المسيح يؤدّي الشهادة ليسوع المسيح، ويُمزّق فرمان الإمبراطور أو الأباطرة أباطرة هذا العالم الذين لا يزالوا يقودون العالم إلى عبادة الآلهة وليس إلى عبادة الإله الحق والواحد. وهذا يجعلنا نتساءل، أين نحن من موقف الشهداء؟ أنتم تعرفون أن ليس كل الأشخاص، ليس كل المعمّدين والمعمّدات عندهم نعمة الإستشهاد، فلكي يصل الإنسان إلى الإستشهاد عليه ألا ينكر المسيح أمام الموت.”

أكمل: “علينا التمييز بين الإستشهاد والشهادة، فالشهادة هي عطية لكل معمّد ومعمّدة، و هي أن نكون شهود ليسوع المسيح، فالوثنية لم تنتهي حتى يومنا هذا. لذا نحن لا نقدر أن نكون شهوداً للربّ إلا عندما يحصل التحرّر من الذّات. هذه نعمة نطلبها يا أحبّائي بهذه الأيام، فهي أيام صعبة فيها إضطهاد، فيها إستشهاد وفيها أيضا إستشهاد من نوع آخر، من طروحات ثقافيّة وفلسفيّة وفكريّة وإجتماعيّة وكل أنواعها تمسّ بالعائلة اليوم، تمسّ بالشباب، وبالمجتمع، وبالهيكليّات الروحيّة والإجتماعيّة. لذلك فكنيستنا اليوم بحاجة إلى أبطال وكلّنا مدعوّون أن نكون أبطالاً. “

وختم متمنيا عيداً مباركاً “وأن يكون فرصة لتجديد حياتنا بالرب، ولنتحرّر من كل قيود الآلهة الجديدة فنكون حقيقة أحراراً “آمنوا بالحقّ والحقّ يُحرّركم” الحقّ هو المسيح وهو الطريق وهو الحياة الجديدة له المجد من الآن وإلى أبد الآبدين آمين.”

‫شاهد أيضًا‬

قوة الابتسامة: كيف يصنع الإيمان والسلام الداخلي جوًا إيجابيًا في حياتنا

عندما يضع الإنسان ثقته في الله، يشعر بأن هناك من يقوده ويرعاه، فيتجاوز المخاوف ويعيش بروح …