قدّيس قدوة في التّواضع، من هو؟
تيلي لوميار/ نورسات - ماريلين صليبي
“من يتكلّم فلينطق بكلام الرّبّ بتواضع قلب، بأعماله قبل كلماته”… بهذه الكلمات كان يبشّر مار سمعان العموديّ، كلمات تشكّل في عيده منبع خلاص وإيمان يغرف منه المؤمنون أكيالًا من التّعاليم المحيية لرسم حدود النّفس بالتّواضع والخدمة.
هو الذي عرف خسارة الإخوة لم يخسر رجاءه وإيمانه، بل كلّل حياته بالتّضحية إذ حرم نفسه من الطّعام لإطعام أخيه الإنسان.
“طوبى للحزانى لأنّهم يتعزّون”… عبارة أثّرت في نفسه ودفعته إلى دخول الرّهبنة والتّكرّس للرّبّ، فصام في البرّيّة وصلّى بدموع لم تفارق وجنتيه.
عيناه كانتا على الدّوام مغرورقتين بدموع الإيمان، إلّا أنّ الشّيطان شاء أن يمزّق شبكتيهما فأفقده نظره بضربة قاسية.
رغم الظّلمة التي أحاطته، لم تفارق الصّلوات شفتيه، فبنور إلهيّ استعاد مار سمعان العموديّ بصره بعد أربعين يومًا من الصّلاة.
هذه الأعجوبة زادته تقشّفًا، إذ كان يربط جسده بحبل حتّى يجرحه. ولرفضه العلاج، طُرد من الدّير حتّى لا يتشكّك الضّعفاء، فسكن البرّيّة. هناك، كان يصعد إلى قمّة الجبل ويتأمّل طويلًا السّماء وقلبه يتنهّد عشقًا بالمسيح.
حياته المتقشّفة هذه التي أمضاها على عمودٍ ارتفع نحو أربعين ذراعًا لمدة تراوحت بين سبعة وثلاثين وأربعين عامًا حتّى أسلم الرّوح، واتّحاده الوثيق بالمسيح جعلا من يديه صانعتين للآيات الكثيرة، فجاءته جماهير تطلب نصائحه وشفاء أمراضها.
رجل الصّلاة هو، صانع الإعاجيب هو، هو الذي كان للتّواضع عنوانًا، يأتي عيده اليوم مناسبة لتتفتّح قلوبنا بالرّجاء والإيمان لنسير على خطى القدّيسين بما يرضي الرّبّ وتعاليمه.
الخميس من أسبوع البيان ليوسف
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 11 : 25 – 36 يا إخوَتِي، لا أُرِيدُ، أَيُّهَا الإِخْ…