يوليو 24, 2024

كلمة الأباتي إدمون رزق في تخرّج تلامذة مدرسة سيّدة اللويزة – فيطرون

كلمة الأباتي إدمون رزق في تخرّج تلامذة مدرسة سيّدة اللويزة – فيطرون
في 22 تمّوز 2024

“Les Leaders de demain”

حضرة الأب المدبّر جان مارون الهاشم المحترم، وحضرات الأباء المحترمين
سعادة النائب ندى البستاني المحترمة
حضرة الدكتور ميلاد السبعلي مدير عام مجلس ادارة Global Education المحترم،
حضرات القيّمين على مدرسة سيّدة اللويزة – فيطرون
حضرات الأساتذة والهيئة التعليميّة الكرام،
أعضاء وأبناء عائلة سيّدة اللويزة – فيطرون الأحبّاء،
حضرات الأهالي والتلامذة الأعزّاء،

زمنٌ جديدٌ يفتحُ أُفُقَهُ اليوم. ينتهي زمنُ الدراسةِ الثانويّةِ ويبدأُ زمنُ الدراساتِ العُليا. زمانانِ متكامِلانِ، مبدأهُما وجوهرهُما نموُكم وتحضيرُكم للحياةِ الّتي تشملُ كلَّ الأزمنة!
ها أنتم اليومَ، تبدأون مرحلةً جديدةً في حياتِكم، مرحلةً حضّرتم لها وحلمتم بها وسعيتم وصممتم لها في الزمنِ الأولِّ، زمنِ التحضيرِ للإنطلاقةِ الجديدة!
اليوم، نحتفلُ معكم بنهايةِ الزمنِ الأوَّلِ؛ قد تعبتم وسهِرتم، وبحثتم ودرستم، ومرَّت الأيّام، وتوالتِ السنين وجاءَ اليومُ المنتظر: يومُ الرحيلِ من ربوعِ هذه المدرسة إلى العالمِ الأكبر، عالمِ الابحاثِ والدراسات واللقاءات والتحضيرات للعملِ الأكبر، أقصدُ العملَ من أجلِ بناءِ مجتمعٍ صالحٍ وسليم، حيث تكونون روّادًا في زرع الخير والمودّة والاحترامِ والسلام!
اخترتم عنوانًا لدُفعتِكم، هو ” Les Leaders de demain” وهذا عنوانٌ كبيرٌ لمسؤوليّةٍ كبيرة، لأنَّ القيادةَ هي هَمٌّ ونعمةٌ، جهادٌ ووعيٌ، تمييزٌ وخدمة …
في هذا العنوان، شجاعةٌ أراها في عيونِكم، لأنَّ القيادةَ تستلزمُ حِسًّا بالأخوة والانتماء، وحرصًا على الوصول مع المجتمع الّذي ستقودونه إلى النجاح والنمو والإزدهار!
هل تعرفون قصّة الطيور الّتي تسافر معًا، وتطيرُ بشكلِ V؟
الطيرُ القائد للرحلة يطيرُ في الرأسِ ويحلِّقُ خلفَه طائران، يدعمانه بالهواءِ تحتَ جناحيه. ووراءهما وعلى شكلِ V، يرفرفُ سربٌ من الطيورِ، يتقدّمون سويًّا إلى الهدفِ الجديد… يتساندونَ للوصولِ معًا …
أمّا السرُّ الّذي يلفُتُنا، هو أنَّ القائدَ يتعب، فيرجعَ إلى الوراء، ويتقدّمُ حينها أحدُ الطيور الّذي كان خلفَهُ، ويُكملون المسيرةَ معًا حتّى الوصولِ إلى الهدفِ المرجو. الكلُ لهُ دوره، والكلُّ يسعى معًا، وهذه إشارةٌ إلى أنَّ القيادةَ ليست عملٌ فردي، إنّما عملُ الجماعة!
أُصلّي أن تكونوا قادةً مسؤولين، لأنَّ الغدَ بحاجةٍ لأشخاصٍ يبذلونَ أنفسَهم دون تردُّدٍ في سبيلِ مجتمعٍ راقٍ خيّرٍ، يتساندُ فيه الجميعُ من أجلِ بنيانِهِ للأجيالِ القادمة!
فلا تخافوا إذن أن تنطلقوا معًا وتتساندوا للبلوغِ إلى المستقبلِ الّذي ترجونَهُ!
أنتم ما يحتاجُهُ وطنُنا الغالي!
أنتم مستقبلُهُ الواعد!
أنتُم أصحابُ القرار، فلا تخافوا أن تُقرّروا وتعملوا من أجلِ بعضِكم البعض، من أجلِ قريتِكم ومجتمعِكم ووطنِكم! والربُّ معكُم في كلَّ عملٍ في سبيل الحقِّ والخيرِ!
وتذكّروا جيّدًا هذا الصرح الّذي أمضيتم قسمّا من حياتِكم في رحابه، صرح أرادته الرهبانيّة المارونيّة المريميّة في خدمةِ الإنسان، ومع شركة Global Education سنتابع المشوار. ثقوا بالرهبانيّة وتقووا بمدرستكم السائرة قدُمًا نحو الأمام.
مبروكٌ تخرُّجُكم لكم ولأهلِكم ولمدرستِكم!
مبروكٌ تخرّجُكم لنا، نحن الّذين نشهدُ اليومَ على نجاحكم!
انطلقوا دون خوفٍ ولا تردُّد، واللهُ سيباركُ كلَّ مساعيكُم من أجلِ غدٍ واعدٍ أفضل.

‫شاهد أيضًا‬

أبو كسم يستذكر آخر كلمات البابا فرنسيس حول لبنان

أبو كسم يستذكر آخر كلمات البابا فرنسيس حول لبنان صدر عن مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الم…