أكتوبر 30, 2021

كيف تُقدّم الدعم لمن يعاني حالة اكتئاب للمرة الأولى؟

المصدر: "النهار"

هل تشعر بأنك عاجز أمام مصاعب الحياة؟

يعتبر الاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً، إذ تُقدّر نسبة من يعانون الاكتئاب  حول العالم ب5  في المئة. وقد ساهم انتشار الجائحة في ظهور المزيد من حالات الاضطرابات النفسيّة.

صحيح أن الاكتئاب قد يُصيب الراشدين والأطفال على حدّ سواء، لكن منتصف العشرينات هو متوسط عمر الإصابة بالاكتئاب، علماً بأن حالة الاكتئاب يُمكن أن تظهر فجأة، ما يبدو مقلقاً ويُسبّب الارتباك بالنسبة إلى مَن لم يعانِ اضطرابات نفسيّة سابقاً.

 تشتدّ أهمّية التدخّل السريع وتقديم الدعم النفسيّ من قبل المحيط، ومن قبل الاختصاصي، لتجنّب تفاقم المشكلة، بحسب ما نُشر في Huffingtonpost.

ما الذي تجب معرفته حول حالة الاكتئاب بالنسبة إلى مَن يواجه المشكلة للمرّة الأولى؟

ثمة فرق واضح ما بين الشّعور بالحزن والإصابة بالاكتئاب: في وقت يمزج كثيرون بين الحالتين، يؤكّد العلم أن فرقاً موجوداً بين الحزن والاكتئاب، الذي هو عبارة عن اضطراب نفسيّ يشمل مجموعة من المؤشّرات والأعراض التي تؤثر في نظرة الشخص إلى نفسه، وإلى المحيط، وإلى علاقاته بالآخرين، إلى حدّ كبير.

أمّا الحزن فهو عبارة عن مؤشر واحد من مؤشّرات الاكتئاب السريرية.فمن الأعراض الأكثر شيوعاً للاكتئاب التعبُ والشعورُ باليأس والتقلّباتُ في العادات الغذائيّة ومعدّلاتُ الشهية والأفكارُ الانتحاريّة وفقدانُ الاهتمام بممارسة الأنشطة المعتادة وحتّى الألم الجسدي كآلام الرأس، علماً بأنّ هذه العلامات يُمكن أن تختلف بين شخص وآخر، بحسب المحيط والعادات وغير ذلك من العوامل. 

يجب الاستماع جيداً إلى تجربة الشخص المعنيّ والتأنّي في اختيار الكلمات.من المهم الحرص على الإنصات إلى من يعاني #حالة اكتئاب، لأن ذلك يمكن أن يساعد على الحدّ من الشعور بالوحدة الذي يعانيه، والذي يترافق في أغلب الأحيان مع الاضطرابات النفسية.

في مثل هذه الحالة، ليس ضروريّاً أن يكون مَن يستمع إلى المريض خبيراً أو اختصاصيّاً بل يكفي أن يظهر له تضامنه معه، ودعمه التام، ووجوده إلى جانبه، شرط عدم إطلاق الأحكام في هذا الوقت. هذا ما يساعد المريض على التحدّث عمّا يُعانيه بسهولة كبرى من دون قلق، خصوصاً إذا كانت المرّة الأولى التي يعاني فيها اضطراباً نفسيّاً.

تقديم الدعم من خلال الحضور الجسديّ أو ممارسة أنشطة معاً:عند ملاحظة ميلِ صديقٍ أو أحد أفراد العائلة إلى الانعزال فجأة، أو ظهور علامات الاكتئاب، من المهم الحرص على تنظيم أنشطة تُمارسانها معاً. قد تكفي ممارسة رياضة المشي معاً أو الخروج لتناول القهوة.

فأبسط الخطوات أو الأنشطة في مثل هذه المراحل يمكن أن تحدث فرقاً مهمّاً، وتبدو أهمّ بكثير للمريض ممّا تبدو عليه، خصوصاً أنّ الاكتئاب يتسبّب بعتب نفسي وجسدي على حدّ سواء، بسبب اضطرابات النوم والغذاء وغيرها. من هنا، أهمّية ممارسة أيّ نشاط بما يتناسب مع حالة الشخص المعني.التحلّي بالواقعيّة في الدّعم: من الضروري وضع الحدود اللازمة في تقديم المساعدة لشخص يحتاجها في مثل هذه الحالة، ما يساعد على الحفاظ على فاعليّة الدّعم واستمراريته لوقت أطول. لكن في الحالات كلّها، لا بدّ من أن تكون واقعياً فلا غنى عن المساعدة الطبيّة أحياناً، ويجب عدم التهاون في ذلك.

العمل على اكتساب هذه المهارات: من المهمّ تثقيف النفس حول الاكتئاب وكيفية تقديم الدعم لمن يحتاجه في هذا المجال، خصوصاً أنّ من المرجّح أن يلتقي كلّ منّا بشخص يعاني حالة اكتئاب.

‫شاهد أيضًا‬

الحكمة والعدالة في الحياة المسيحية: أهمية الصلاة في اتخاذ قرارات حكيمة وعادلة

الحكمة والعدالة في الحياة المسيحية: أهمية الصلاة في اتخاذ قرارات حكيمة وعادلة ميشال حايك ت…