يوليو 15, 2024

للسنة الخامسة على تولّي المطران بولس عبد الساتر مقاليد أبرشيّة بيروت المارونيّة يوم روحيّ في دير مار مارون عنّايا

لمناسبة السنة الخامسة على تولّي المطران بولس عبد الساتر مقاليد أبرشيّة بيروت المارونيّة، التقى الكهنة والآباء ومنسّقو المكاتب واللجان والراعويّات وأعضاؤها وهيئات المؤسّسات الإداريّة الأبرشيّة والطلّاب الإكليريكيّون حول راعيهم في يوم روحيّ في دير مار مارون عنّايا – ضريح القدّيس شربل، بدعوة من النائب العام المونسنيور اغناطيوس الأسمر.
وكان في استقبال المطران عبد الساتر رئيس الدير الأباتي طنّوس نعمة وجمهور الدير الذين قدّموا لسيادته كتابًا حول سيرة حياة القدّيس شربل من تأليف الأب الياس الجمهوري ر.ل.م.

بعدها، كانت صلاة نصف النهار وزيّاح أيقونة مار شربل في الكنيسة الكبرى. في ختامها، ألقى المونسنيور الأسمر كلمة شكر فيها باسم الجمع الحاضر صاحب السيادة على أبوّته ورعايته، وتحدّث فيها عن صفات المطران عبد الساتر لافتًا إلى أنّه “لا يطلب شيئًا لنفسه، بل تخلّى وما زال عن حقوقه وامتيازاته، ويسعى دومًا إلى القيام بواجباته تجاه كهنة الأبرشيّة وأبنائها”. وتطرّق المونسنيور الأسمر إلى “سهر سيادته على المؤسسات والجماعات والأفراد، واندفاعه إلى خدمة الجميع وتأمين الحاجات الزمنيّة لهم، أكانت متعلّقة بالاستشفاء أو الدواء أو الأقساط أو غيرها”.

وفي كلمته، قال المطران عبد الساتر “أشكر الله على عطاياه في السنوات الخمس الماضية وأشكره لأنه سمح لنا جميعًا أن نحاول أن نخدمه وأن نحبّه كما يجب مع كلّ هفواتنا ونجاحاتنا أحيانًا. أشكره على نعمه وعلى إعطائنا دومًا فرصة جديدة لنتعلّم من هفواتنا ونصحّحها لنخدم ونحب بأضعاف ونكون أكثر أمانة. أشكركم جميعًا على حضوركم، كهنة وآباء وإخوة وأخوات أحبّاء. فعندما تجتمع العائلة، تُنتسى الأوجاع والدموع ولا يتذكر المرء سوى المحبّة، وهذه هي الحال اليوم باجتماعنا كلّنا عائلة واحدة. وأشكر معكم أيضًا كلّ الذين حضّروا لهذا اللقاء وتعبوا، وأطلب من الله أن يكافئكم جميعًا على محبّتكم للكنيسة أوّلًا.
نحن نعيش اليوم في بلد تصعب فيه الظروف أكثر فأكثر، ليس فقط بسبب الأزمة الاقتصاديّة أو الخوف من الحرب الشاملة، بل بسبب غياب النوايا الصافية بين الأفراد والجماعات، فكلّ إنسان بات يفسّر ويترجم ويشرح كلّ حركة وكلمة وتصرّف كما يحلو له، ويبني مواقفه وعلاقاته وأفكاره بحسب تفسيره ولو كان خاطئًا وبعيدًا عن الواقع. من المهمّ أن نصفّي النوايا تجاه بعضنا البعض، وأن نصدّق من جديد أننا نحبّ بعضنا البعض، وأنّ الإنسان قادر أن يحب أخاه الإنسان. من المهمّ أن ننسى الأخطاء المتبادلة وأن نبدأ من جديد مع الأشخاص من حولنا، على مثال ربّنا الذي يبدأ من جديد في كلّ يوم مسيرةَ الحبِّ معنا، فنكون شهودًا حقيقيين له.
في السنوات الخمس التي مرّت، وعلى قدر ما ينعم عليّ الرب في أن أبقى في خدمة أبرشيّة بيروت التي هي بيتي، أعلنتُ وأعلن من جديد أمامكم، ومن خلالكم أمام كلّ أبناء الأبرشيّة، أنني أنا، المطران بولس عبد الساتر، لا أنوي ولا أطمح إلى تكديس الأموال أو إلى أن أترك ورائي مبالغ طائلة، بل ما يهمّني اليوم، كما في الأمس والغد، أن تُصرف الأموال في المكان الصحيح، فيأخذ كلّ صاحب حقّ حقّه، ونبني الإنسان قبل الحجر.
ومع السينودس الذي نعيشه أكثر فأكثر، ولأنني أصدّق أنّ الكنيسة ليست فقط الكهنة والرهبان والراهبات، بل هي كلّنا جميعًا، لذا فللعلمانيّين والعلمانيّات دورٌ كبير في أبرشيّتنا ويتحمّلون مسؤوليّات أكثر من قبل. فلا وجود لأبرشيّة من دون مؤمنين ومؤمنات في كنائسها ورعاياها، ولا هيكليّة لأبرشيّة إذا لم يقم كلّ واحد من العلمانيين والعلمانيّات بعمله في مكانه على أكمل وجه. وأنا أعلن أنني أريد أن يكون لكم دور أكبر، مع كل الاحترام والتقدير واللطافة في التعامل والثقة والإصغاء، واريد أن تقفوا إلى جانب كهنتكم بشكل أكبر، إذ إنّ الكاهن الفرحان هو الكاهن المحاط بمجموعة من العلمانيين والعلمانيّات الذين يساعدونه ويساندونه في خدمته، أكان في رعيّة أو مؤسّسة أو مكتب أو لجنة أو راعويّة.
والسنوات الخمس التي مرّت لم تكن دومًا سهلة لأسباب خارجية وداخلية، والمسؤول الأوّل أي المطران لا يكون في كلّ الأوقات مرتاحًا أو سعيدًا، فهو إنسان كباقي الناس يتألّم ويبكي أحيانًا ويضحك ويفرح أحيانًا أخرى. ولكن عندما أرى اندفاعكم أنتم الكهنة في رعاياكم وتعبكم ومحبّتكم، وعندما أرى بذلكم لذواتكم أنتم العلمانيين والعلمانيّات في عائلاتكم وتفانيكم وحماسكم ومحبّتكم وغيرتكم على الكنيسة والأبرشيّة، كلّ ذلك يدفعني إلى الاستمرار وينسيني التعب والألم والهموم.
فلنشكر الله على نعمه وعلى الصلبان التي يحملها معنا، ونطلب منه أن نلتقي دومًا في مناسبات فرح عائلة واحدة تحبّ وتساند بعضها.

وكانت هدايا تذكاريّة لصاحب السيادة باسم الكهنة والآباء ورؤساء المؤسسات والمكاتب واللجان والراعويّات وأعضائها، ثم انتقل الجميع إلى قاعة الدير حيث عُرض فيديو “من قلبنا لقلبك”، ليتمّ في ختامه تقديم تذكار من الأخ الياس الخوزي الذي ظهر في الفيديو من جماعة “إيمان ونور”، كما من السيّدة كريستيان مطر ومن رئيسة مدرسة الحكمة – بيروت السيّدة نادين أبي راشد إسبر وأعضاء الهيئة الإداريّة.
والتقى الجمع الحاضر بعدها على مأدبة محبّة حول صاحب السيادة.

‫شاهد أيضًا‬

قوة الابتسامة: كيف يصنع الإيمان والسلام الداخلي جوًا إيجابيًا في حياتنا

عندما يضع الإنسان ثقته في الله، يشعر بأن هناك من يقوده ويرعاه، فيتجاوز المخاوف ويعيش بروح …