ما هي وصيّة عذراء فاطيما لنا؟
تيلي لوميار/ نورسات
مثلما أرسل الله إليها ملاكًا يبشّرها بمشاركتها في مشروع الخلاص، كذلك هي مهّدت لظهوراتها لهم بإرسال ملاك السّلام إليهم ثلاث مرّات.
في الأولى علّمهم كيفيّة الصّلاة، في الثّانية أعلن لهم أنّه الملاك الحارس لبلدهم وحثّهم على الصّلاة من أجل الخطأة ومن أجل السّلام، وفي الثّالثة عرّفهم على سرّ القربان المقدّس والمناولة.
هم ثلاثة أطفال رعاة: فرانشيسكو وجاسنتا ماركوس ولوسي دي سانتوس الّذين تبدّلت حياتهم منذ عام 1916 مع ظهور ملاك السّلام الممهّد لظهور العذراء مريم سيّدة فاطيما، ظهورات بدأت في ربيع ذاك العام واستمرّت حتّى السّابع من ت1/ أكتوبر سنة 1917.
هم شاهدوها للمرّة الأولى سيّدة جميلة تقف فوق شجرة سنديان ملتحفة بثوب أبيض، وتشعّ وهجًا يفوق وهج الشّمس الّذي كان يحيط بها، وسمعوها تقول لهم: “لا تخافوا!”، وطلبت منهم وقتها أن يأتوا إلى المكان نفسه في الثّالث عشر من الأشهر السّتّة القادمة، وطلبت منهم تلاوة الورديّة المقدّسة من أجل هداية الخطأة والسّلام وإنهاء الحروب في العالم.
في الظّهور الثّاني، سألتهم صلاة الورديّة يوميًّا ووعدت فرانشيسكو وجاسنتا أن يذهبا إلى السّماء قريبًا، في حين أوكلت إلى لوسيا مهمّة البقاء في العالم وتكريس نفسها لقلب مريم، وكشفت للأطفال عن قلبها النّقيّ محاطًا بأشواك تعبّر عن إهانات سبّبها لها الخطأة.
في المرّة الثّالثة، كشفت عن سرّ من ثلاثة أجزاء: الأوّل والثّاني عن رؤية لجهنّم ونبوءة الدّور المستقبليّ لروسيا وكيفيّة الاتّقاء منه، والّذي لا يجب أن يكشف عنه إلى أن تكتبه الأخت لوسيا في مذكّراتها الثّالثة بطلب من المطران سنة 1941، أمّا الثّالث فقد نُقل إلى المطران الّذي أرسله بدوره إلى البابا بيوس الـ12 من دون الاطّلاع عليه. هذا السّرّ صانه الأطفال بحرارة ولم يجرؤ أحد من البابوات أن يعلن عنه إلى أن أتى البابا يوحنّا بولس الثّاني وقرأه بعد محاولة اغتياله وقرّر نتيجته تكريس العالم لقلب مريم الطّاهر.
في الظّهورين الرّابع والخامس، تحلّق حول الأطفال عشرات الآلاف في محاولة لرؤية العذراء، إلّا أنّ إشاعات انتشرت حينها زارعة الشّكّ في صحّة الظّهورات وصدق الأطفال.
أمّا الأخير فكان في الثّالث عشر من ت1/ أكتوبر 1917 بحضور أكثر من 70 ألف شخص لكن ما استطاع أحد رؤيتها إلّا الأطفال فصرّحت لهم أنّها مريم العذراء وأعلنت عن الأسرار الثّلاثة وعن ظهورها التّالي.
غابت سيّدة فاطيما، وغاب معها فرانشيسكو عام 1919 وجاسينتا عام 1920، وعادت لتظهر للوسيا في العاشر من ك1/ ديسمبر 1925. ظهرت في سحابة من ضوء، حاملة يسوع الّذي قال لها: “إستمدّي الرّحمةَ من قلب أمّك المقدّسة، المحاط بالأشواك الّتي تعبّر عن النّاس غير الشّاكرين الّذين ما يزالون يطعنون قلبها، ويستمرّون في عمل ذلك بدون أن يُزيل أيّ أحد منهم الأشواكَ عن طريق العودة إلى الله”.
ثمّ قالت مريم: “إبنتي، أنظري إلى قلبي المحاط بالأشواك الّتي وخزني بها النّاس غير الشّاكرين بلغتهم المجدّفة ونكرانهم للجميل، هل تستطيعين إراحتي وتجعليهم يعلمون بأنّ كلّ من حضر القدّاس في أوّل يوم سبت من كلّ شهر لمدى خمسة أشهر متتالية، واعترف وتناول القربان المقدّس، وصلّى الورديّة، وقام بتخصيص دقائق ليتأمّل بأسرار الورديّة سيعوّض وسأهبه الرّحمة الّتي هو بحاجة إليها ساعة موته؟”.
وفي العام 1929، طلبت العذراء من لوسيا تكريس نفسها لها واعلان الوعد بعودتها إلى الرّبّ.
وتابعت حياتها كراهبة كرمليّة إلى أن انطفأ نورها في شباط/ فبراير 2005 عن عمر 97 سنة، لتعاين نور يسوع ومريم في السّماء.
واليوم، في عيدك نسألك يا عذراء فاطيما أن تسامحي ضعفنا البشريّ الّذي أهان قلبك ولا يزال، أمدّينا بالقوّة لنواجه الشّرّ ونثق بقدرة مسبحة الورديّة في القضاء على الشّرّ وإحلال السّلام.
الأربعاء من الأسبوع السابع بعد عيد الصليب
إنجيل القدّيس متّى 18 : 23 – 35 قالَ الرَبُّ يَسوع: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَات…