هكذا لا يَشاءُ أَبوكمُ الَّذي في السَّمَواتِ أَن يَهلِكَ واحِدٌ من هَؤلاءِ الصَّغار
القدّيس يوحنّا الدمشقيّ (نحو 675 – 749)، راهب ولاهوتيّ وملفان الكنيسة
دراسة حول الإيمان المستقيم، الجزء الأول
«هكذا لا يَشاءُ أَبوكمُ الَّذي في السَّمَواتِ أَن يَهلِكَ واحِدٌ من هَؤلاءِ الصَّغار»
“أَنتَ الَّذي كونَ كُليَتَيَّ ونَسَجَني في بَطْنِ أُمِّي” (مز 139[138] :13):
أنت مَن بفضله أبصرت النور مثل طفل صغير عارٍ، لأنّ أنظمة طبيعتنا تنصاع لأوامرك على الدوام.
أنت مَن مهّدت، بنعمة الرُّوح القدس، خلقي ووجودي، “لا مِن دَمٍ ولا مِن رَغبَةِ لَحْمٍ ولا مِن رَغبَةِ رَجُل بل مِنَ اللهِ” (يو 1: 13).
لقد حضّرتَ لولادتي بمثابرة تتخطّى أنظمة طبيعتنا.
ولدتني، فحظيت بِالتَّبَنِّي (راجع غل 4: 5)، وجعلتني عضوًا من أعضاء كنيستك المقدّسة والمعصومة من الخطيئة.
أنت مَن أسقيتني حليبًا روحيًّا، أي حليب كلماتك الإلهيّة.
أنت مَن قوّيتني مقدّمًا لي غذاء يحصّنني: جسد الرّب يسوع المسيح إلهنا، ابنك الوحيد، القدّوس؛
أنت مَن أسكرتني بكأس الألوهيّة، كأس دمك المحيي، الذي أهرق من أجل خلاص العالم أجمع.
لقد أحببتنا يا ربّ، ووهبتنا ابنك الوحيد مضحّيًا به من أجلنا، وشرب تلك الكأس بكامل إرادته ومن دون مقاومة…
هكذا يا ربّ، انحنيت لتحملني على كتفيك، أنا الخروف الضالّ (لو 15: 5)، ووضعتني في مراعٍ نضيرة (مز 23[22]: 2)
أرويتني وأنعشتني من منبع العقيدة الحقيقيّ من خلال رعيانك الذين كنت أنت نفسك راعيهم قبل أن تسلّمهم خرافك.
عيد مار يعقوب أخو الربّ والرسول
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 5 : 20 – 21 . 6 : 1 – 7 يا إخوَتِي، …