ولا يزال صليب لبنان ثقيلًا
تيلي لوميار/ نورسات - ماريلين صليبي
عيد الصّليب حلّ هذا العام حزينًا، فكثيرة هي الصّلبان التي حملها لبنان أخيرًا ولا يزال يحملها بغصّة ووجع…
الصّليب الأوّل يتمثّل بالوضع السّياسيّ المتأزّم الذي يشهده لبنان، سياسة مقرونة بالفساد وتبديد المصلحة الشّخصيّة على المصلحة العامّة.
الصّليب الثّاني يتمثّل بالوضع الاقتصاديّ المرير الذي يختبره اللّبنانيّون، إقتصاد هشّ سرعان ما انهار لتنهار معه العملة الوطنيّة وحال المواطنين.
الصّليب الثّالث يتمثّل بأزمة كورونا، وضع صحّيّ صعب يعيشه اللّبنانيّون الذين منذ أن ظهر وباء كورونا بدأوا يتعايشون مع نظام حياة جديد متمثّل بالوقاية الدّائمة ووضع الكمّامة والتّقيّد بالابتعاد الاجتماعيّ والتزام أشغالهم بتواقيت فتح معيّنة، هذا بالإضافة إلى المخافة من العدوى والموت التي تنتاب النّاس.
الصّليب الرّابع كان الأثقل والأتعب والأسوأ، إنفجار مرفأ بيروت الذي أتى كالصّاعقة على البلد ليزيد الطّين بلّة، فشبح الرّابع من آب/ أغسطس لا يزال يخيّم فوق بيروت ولبنان ويكلّل أحزان اللّبنانيّين بحزن أعمق ويطبع أيّامهم بجروح بليغة وحرقة قلب لغياب أبطال شهداء وجرح ضحايا أبرياء، لتكرّ من بعده سبحة الويلات والأزمات وصولًا إلى انفجار التّليل وتداعيّاتها.
هذه صلبان يأتي حملها ثقيلًا على بلد مثقل بالهموم والحسابات والمشاكل، صلبان لا بدّ من تحمّلها برجاء وفرح وأمل، إذ إنّ إيماننا بالله عظيم، إيمان بأنّ الآتي سيكون أجمل والمقبل سيكون أفضل، لأنّ الله يضيء في نفق الظّلام شمعة أمل، ويسكب في ظمأ الحقل نهرًا من العطش، ويُشبع نفسًا جائعة بالخير والصّلاح.
ليكن عيد الصّليب هذا العام مناسبة للصّلاة من أجل لبنان لينهض من أزماته المتكرّرة فتأتي القيامة بعد موت طويل…
يسوع الطبيب الشافي القدير
صلاة إلى يسوع الشافييا يسوع المسيح، الطبيب الإلهي والشافي القدير،نتقدم إليك اليوم بإيمان و…