سبتمبر 8, 2021

وُلدت مريم… فكانت البشارة!

تيلي لوميار/ نورسات - ريتا كرم

ميلادك يا والدة الإله، بشَّرَ بالفرح المسكونة كلّها. لأنّه منكِ قد أشرق شمس العدل: المسيح إلهنا. فحلَّ اللّعنة ووهب البركة، وأبطلَ الموت ومنحنا الحياة الأبديّة”، هكذا هي مريم العذراء الّتي نحتفل اليوم بعيد مولدها. ففي مثل هذا اليوم، وكما تردّد الكنيسة البيزنطيّة في طروباريّة العيد، إنّ “الأبواب العقيمة تُفتَح، والبتول الباب الإلهيّ تُوافي”. في مثل هذا اليوم “النّعمة ابتدأت تثمِر، مُظهرةً للعالم أُمّ الإله الّتي بها تقترن الأرضيّات بالسّماويّات، لخلاص نفوسنا“.

هذه هي مريم العذراء الّتي تعبّد لها قدّيسون كثيرون فكرّموها خلال حياتهم واتّخذوها مثالاً لهم وتشبّهوا بفضائلها الّتي لبستها منذ ولادتها، فكانت قدوة لهم في التّواضع والخدمة والفقر والتّجرّد والاستسلام لمشيئة الله.

فمار فرنسيس الأسيزيّ، أثناء صلاته، كان يتوجّه إلى أمّ الكلّ مردّدًا: “أيّتها القدّيسة مريم العذراء لم يولد في العالم مثلك بين النّساء يا بنت العليّ… يا عروسة الرّوح القدس.”

هي العروس “الحبّ الأقدم” لخوري آرس، فهو أحبّها حتّى قبل أن يعرفها؛ هي الّتي دعا دون بوسكو إلى إكرامها معلنًا: “تناول القربان عمود أحد قُطبي العالم، أمّا الثّاني فهو إكرام مريم العذراء”؛ هي الّتي وثق مار شربل بشفاعتها فما انفكّ ينادي: “إذا كنتم تريدون أن تُخلَّصوا بسهولة، تعبّدوا لمريم العذراء فهي قادرة أن تخلّص من يتعبّد لها”؛ هي كما يقول مار أفرام السّريانيّ “السّماء السّرّيّة الجديدة وهي السّماء الحاملة اللّاهوت.”

هي الّتي من خلالها “تعظّم نفسي الرّبّ”. هي مَن نرفع إليها الصّلاة في عيدها مع البابا يوحنّا بولس الثّاني فنقول: “مباركة أنت في النّساء أيّتها الطّوباويّة الّتي آمنت. لقد صنع لكِ القدير معجزات، معجزة أمومتكِ الإلهيّة! والآن، في مجد ابنكِ، لا تنقطعين عن التّشفّع لنا نحن الخطأة: أنت تسهرين على الكنيسة كأمّ لها، تسهرين على كلّ واحد من أبنائك، تنالين لنا من الله كلّ هذه النّعم الّتي ترمز إليها أشعّة النّور الّتي تنتشر من يديك المفتوحتين بشرط أن نتجرّأ على طلبها منك، ونقترب منك بإيمان وإقدام وتواضع. وهكذا ترشديننا دومًا إلى ابنك الإلهيّ، آمين!”

‫شاهد أيضًا‬

الأربعاء من الأسبوع السابع بعد عيد الصليب

إنجيل القدّيس متّى 18 : 23 – 35 قالَ الرَبُّ يَسوع: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَات…