أغسطس 10, 2022

يا مريم “أمّ الكنيسة” لبنان يناجيكِ!

تيلي لوميار/ نورسات

ها هي الأصوات تعلو اليوم أكثر من أيّ وقت مضى مناجية والدة الإله في عليائها. كم من أمّ يُسمع صدى صراخها اليوم وعلى لسانها كلمة “يا عدرا، يا أمّي!”.

فاليوم أكثر من أيّ وقت مضى لبنان بحاجة لكِ يا مريم. أنتِ “صورة الكنيسة على صعيد الإيمان والمحبّة والوحدة مع المسيح… الطّوباويّة الّتي آمنت”، الحاضرة في وسط الكنيسة السّائرة على دروب الإيمان جيلاً بعد جيل؛ مثال الرّجاء الّذي لا يخيب… أنتِ الّتي صمدت أمام هول الصّليب والمصلوب وصبرت حتّى المنتهى. لكِ منّا اليوم صرخة مدوّيّة من القلب على نيّة لبنان، صرخة نحملها إلى العُلى إلى “أمّ الكنيسة”، فمن هي؟

إسمها في العبريّة “ميريام” أيّ “من يرفع؟” إذًا ليست وليدة الصّدفة أن يقع اختيار الله على هذه الفتاة فتصبح “آمة الرّبّ” الّتي سترفع البشريّة من الخطيئة وتقودها إلى ميناء الخلاص.

هي اختيرت من أرضنا، من النّاصرة: ملامحها شرقيّة، طيبتها شرقيّة، حنانها هو حنان الأمّ الشّرقيّة. في عروقها تسري دماء أجداد المسيحيّين الشّرقيّين الأوائل؛ فيها “رائحتهم” لا بل رائحة نسائنا اللّواتي بتنا “أثمن من اللّآلئ”، هي حاملة “الكلمة”: يسوع المسيح.

في الواقع، كيف لا تكون أمّ الكنيسة وهي أوّل من بُشّرت بميلاد المخلّص؟ وأوّل من شارك يسوع ببشارته وشهد على أولى آياته؟ كيف لا وهي الّتي رافقته حتّى الصّليب وعاينت نور قيامته؟ كيف لا وهي الّتي تقدّمت الرّسل في علّيّة صهيون حين حلّ عليهم الرّوح القدس في العنصرة وبدأت رسالة الكنيسة؟ وبعد انتقالها إلى السّماء، بقيت العذراء العين السّاهرة على كلّ الكنيسة، فانتقلت أمّ الحياة إلى الحياة لتكمل مسيرتها من هناك وتنقذ النّفوس من الموت.

اليوم، نوجّه أنظارنا إلى مريم مثال المرأة العظيمة المطيعة، مثال الإنسان المصلّي الّذي يعيش بتناغم مع الرّوح القدس. نرفع صلاتنا إلى مريم “صِلة” الوصل بين الأرض والسّماء لتفتح أمامنا أبواب الرّجاء وتضمّنا إلى جسد المسيح وترفعنا إليه الآن وإلى الأبد، آمين!

‫شاهد أيضًا‬

قوة الابتسامة: كيف يصنع الإيمان والسلام الداخلي جوًا إيجابيًا في حياتنا

عندما يضع الإنسان ثقته في الله، يشعر بأن هناك من يقوده ويرعاه، فيتجاوز المخاوف ويعيش بروح …