يد الله وتاريخ البشر تكتب مستقيمًا على خطوط لولبيّة (دانيال النّبيّ)
![البروفيسور الأب يوسف مونّس](https://yasou3ouna.com/wp-content/uploads/2022/12/لعبة-كرة-القدم-وطقوسها-الصّارمة-كأنّها-طقس-دينيّ.jpg)
على ضوء الأحداث الّتي تلمّ بلبنان مؤخّرًا، وعلى محبّة الله المتجلّية لهذا الوطن منذ القديم، كتب البروفيسور الأب يوسف مونّس سطوره التّالية:
المتمأمّل بهدوء بأحداث لبنان في الأيّام الأخيرة، أين هي عناية الله ومحبّته في هذا الزّمن القاسي والصّعب الّذي يعيشه اللّبنانيّون في هذه الأيّام حيث الغلاء اجتاح كلّ السّلع الأساسيّة اليوميّة الّتي يحتاجها يوميًّا المواطن اللّبنانيّ والإنسان العاديّ لقوته ولحياته وحياة عائلته اليوميّة؟
إذا كان لبنان يعني قلب الله “لب”= قلب، “نان”= الله، فأين هو الله عن وجع قلب جميع اللّبنانيّين الّذين أكل غلاء الدّولار معاشاتهم فأصبحوا شبه معدمين في أيّام لا تحمل لهم إلّا الأخبار السّياسيّة والاقتصاديّة السّيّئة؟
في الكتاب المقدّس، يقول الكتاب عندما أطلّ موسى بعد أن عبر الأراضي القاحلة والصّحراويّة، فسأل موسى عندما وصل ورأى جمال جبال لبنان: وهذا الجبل؟ كان يريد أن يكون جبل حرمون أيضًا قسمًا من أرض الميعاد فيقول الكتاب المقدّس: عندها غضب الله وقال لموسى: موسى أغمض عينيك، هذا الجبل ملك لي ولن تعبر إليه لا أنت ولا أحد ممّن يأتي بعدك. فلبنان ملك الله ووقف له.
وتجلّت محبّة الله للبنان وعظمة عنايته بأرض الله وبشعبه.
أنا أؤمن أنّ هذه العناية الإلهيّة هي الّتي تسيّر تاريخنا اليوم، فلا نخف لأنّ الله لن يترك لا لبنان ولا شعب لبنان للّذين يلعبون بمصيره وتاريخه ولو كان الإنسان كما يقال عنه إنّه كائن لعوب، فهو بقدرة وعناية الله الّتي ترعانا، والّتي في النّهاية ستنقذ لبنان وترسل له من ينقذه ويخلّصه ويعيده إلى سابق أيّامه الّتي كان فيها الخير والعيش الوفير الكريم.
أنا أؤمن أنّ الله سيسمع صوت استغاثنا وكثرة صلواتنا وأدعيتنا وآلامنا وأوجاعنا لأنّ يد الله هي الّتي تكتب تاريخ البشر ولو على خطوط لولبيّة، والتّاريخ هو بيد الله وليس بيد البشر.
للتّاريخ معنى ثيولوجيّ وليس هو فقط عدّ لأيّام زمنيّة وسنين وأحداث تمرّ (تثنية الاشتراع 3/ 25؛ 32/ 52؛ 34/ 4).
حزقيال: 31/ 15: “أشبّهك بأرزة لبنان، جميلة الأغصان وارفة الظّلّ في هبوطها أقيم مناصة وألبس لبنان حدادًا”. هكذا يبان حبّ الله للبنان وعنايته به فلا تخافوا من ألاعيب السّياسيّين وخزعبلاتهم.”
السبت من الأسبوع الأوّل بعد الدنح
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 12 : 11 – 16 يا إخوَتِي، هَا قَدْ صِرْتُ ج…