يوحنّا العاشر من رماح العكّاريّة: لا تخافوا لبنان سيتعافى
تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس بطريرك الرّوم الأرثوذكس يوحنّا العاشر، أمس الخميس، صلاة النّوم الكبرى في كنيسة السّيّدة للرّوم الأرثوذكس في بلدة رماح- عكّار، بدعوة من راعي أبرشيّة عكّار وتوابعها للرّوم الأرثوذكس المتروبوليت باسيليوس منصور، بمشاركة لفيف من الإكليروس وبحضور فاعليّات اختياريّة وبلديّة، أمنيّة ثقافيّة وتربويّة، إضافة إلى مجلس الرّعيّة، الجوقة، سيّدات جمعيّة حاملات الطّيب، حركة الشّبيبة الأرثوذكسيّة وحشد كبير من المؤمنين.
بعد الصّلاة، رحّب الأب فؤاد جلاد بالبطريرك يوحنّا العاشر في كلمة دعا فيها بالرّحمة لوالدة البطريرك السّيّدة روز موسى يازجي، كما صلّى أن يفكّ الرّبّ أسر المطرانين المخطوفين.
بعد ذلك، ألقى رئيس البلديّة مطانيوس الرّاعي كلمة أعرب فيها عن فخر رماح وفرحها بوجوده البطريرك في كنيستها وبين أهلهم، مؤكّدًا أنّ ذلك يعطيهم النّور وسط عتمات الأيّام القاسية.
بدوره ردّ يوحنّا العاشر بكلمة توجّه في مستهلّها بالأدعية القلبيّة بأن يبارك الله الجميع في هذه الظّروف الصّعبة، وتمحورت كلمته حول عبارة “لأنّ الله معنا” قائلاً بحسب إعلام البطريركيّة: “عندما نرى وجوهًا مضيئة كوجوهكم، نشعر بتعزية كبيرة أمام التّحدّيات الرّاهنة الّتي تقودنا إلى التّمعّن بعبارة “لأنّ الله معنا” من زوايا عدّة، وأنتم تعلمون علم اليقين أنّ عالمنا يمرّ بخضّات، أزمات، اضطرابات وعدم استقرار، فكيف إذا تحدّثنا عن لبنان الّذي تحيطه صعوبات جمّة صحّيّة، اقتصاديّة، اجتماعيّة تتراكم يوميًّا وتشتدّ.
إنّ كلّ الصّعوبات الّتي نتحدّث عنها تزول أمام عبارة “لأنّ الله معنا” لذلك يجب أن يسأل كلّ واحد منّا نفسه كيف السّبيل ليكون الله معي؟ الجواب هو أنّ الله يكون معنا عندما نتحلّى بالرّجاء، ونعود إلى ذواتنا، ونرفض كلّ ما هو أرضيّ، ونبتعد عن أعمال الظّلمة”.
لقد تعلّمنا من آبائنا وأجدادنا لغة الصّمود، المحبّة، التّضامن والتّغلّب على الصّعوبات بالإيمان الصّلب، وهذا ما يجب علينا التّمسّك به اليوم وننقله من جيل إلى جيل، لأنّنا نؤمن بوطننا، وأرضنا، وعائلاتنا، فلا تخافوا لبنان سيتعافى وهذا ما نصلّي ونعمل من أجله وسنبقى على هذا الرّجاء”.
وعن رمزيّة تدشين قاعة الكنيسة قال: “لهذا التّدشين دلالة روحيّة ووطنيّة تتجلّى بأنّ الكنيسة صامدة رغم كلّ الظّروف، وشعبها صامد يبني، يتابع، يستمرّ ويبذل ذاته من أجل التّمسّك بالقيم والمبادئ على أرض عشقها وآمن بها.
إنّني أشكر الله على كلّ نعمه وأدعو لكم بالصّحّة والقوّة وأن تذكرونا دائمًا بصلواتكم الّتي نحتاج إليها دائمًا في كنيستنا الأنطاكيّة العظيمة. وأنا أشهد شهادة حقّ المطران باسيليوس (منصور) وندعو لسيادته بالقوّة وهو السّاعي ليلاً نهارًا بقسمي الأبرشيّة اللّبنانيّ والسّوريّ ليقدّم كلّ الممكن لهذه الأبرشيّة المحروسة بالله ولمنطقة عكّار بكلّ أبنائها.”
كما كانت كلمة للمتروبوليت باسيليوس شكر فيها البطريرك يوحنّا العاشر على مجيئه إلى رماح بالرّغم من الصّعوبات، ومؤكّدًا أنّ عكّار هي في عرس أنطاكيّ وتبتهج بزيارته الّتي تعطي الأمل والرّجاء.
بعد تلاوة الكلمات، قدّم رئيس البلديّة صليبًا مقدّسًا للبطريرك بإسم أهالي رماح، فيما أهداهم بدوره أيقونة العذراء الأنطاكيّة لقاعة الكنيسة.
من ثمّ، توجّه الجميع الى القاعة الجديدة الّتي تحمل اسمه، فباركها ودشّنها ورشّها بالماء المقدّس. بعد ذلك، التمس الشّعب بركته الأبويّة.
هذا وكانت للبطريرك يوحنّا العاشر وقفات على طول الطّريق الممتدّة من نقطة العبّوديّة وصولاً إلى رماح، حيث أقيمت استقبالات شعبيّة حاشدة من الأهالي، مسيحيّين ومسلمين، تخلّلتها كلمات أكّدت أنّ عكار هي نبع الأخوّة، المحبّة والوطنيّة.
الحكمة والعدالة في الحياة المسيحية: أهمية الصلاة في اتخاذ قرارات حكيمة وعادلة
الحكمة والعدالة في الحياة المسيحية: أهمية الصلاة في اتخاذ قرارات حكيمة وعادلة ميشال حايك ت…